علماء يكتشفون ظاهرة مقلقة تتعلق بالأنهار الجليدية | بيئة ومناخ



روكب اليوم

|

اكتشف العلماء الذين يدرسون فقدان الأنهار الجليدية في جبال الألب السويسرية تطورا مثيرا للقلق فيما يتعلق بطريقة اختفائها، وقد تكون له آثار مدمرة على المستقبل، في ضوء التغيرات المناخية وآثارها المتفاقمة.

وعادة ما يقوم العلماء الذين يتتبعون الأنهار الجليدية بحفر ثقوب لجمع المزيد من المعلومات، وقد اكتشفوا تفصيلا مقلقا، حيث غالبا ما يذوب النهر الجليدي من قمته لكن هذه الأنهار تختفي أيضًا من أسفلها، كما أوضح عالم الجليد ماتياس هوس من المعهد الفدرالي للتكنولوجيا في زيورخ.

وقال هوس إنه في السنوات الأخيرة، لاحظنا في عدة مواقع ذوبانا كبيرا للجليد من القاع، مؤكدا أنه “إذا وُجدت قنوات في الجليد يمر عبرها الهواء، فقد يُحدث ذلك ثقوبًا كبيرة تحت الجليد”. وكانت معظم النقاشات والبحوث تركز سابقا حول فقدان الأنهار الجليدية من على القمم الجليدية القطبية.

وتعد سويسرا عاصمة أوروبا بلا منازع للأنهار الجليدية، إذ يوجد في هذه الدولة الأوروبية غير الساحلية حوالي 1400 نهر جليدي، تُوفر مياه الشرب والري لملايين البشر. ومع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، باتت هذه الأنهار تختفي بمعدلات متزايدة.

وأفادت وكالة أسوشيتد برس بفقدان نحو ألف نهر جليدي صغير الحجم في  سويسرا، كما أن الوضع لا يبدو أفضل بالنسبة للأنهار الأكبر حجما.

ويعد فقدان الأنهار الجليدية أمرا سيئا للبيئة والإنسان، لكن طبيعة الذوبان تعني وجود خطرٍ آخر، وقد حدث بالفعل في مايو/أيار الماضي أن ذاب الجليد القديم من نهر بيرش الجليدي، ودمر انهياره قرية “بلاتن” الجبلية صغيرة، في لحظة.

ولحسن الحظ، تم إجلاء السكان مُسبقا، لكن القرية التي كانت قائمةً منذ 800 عام لم تعد موجودة. ودون اتخاذ الإجراءات المناسبة قد تُفقد قرى أخرى كثيرة إلى الأبد في المستقبل القريب.

ولحماية الأنهار الجليدية على المدى القصير، يتم استخدام صفائح ضخمة لتغطيتها وإبطاء ذوبانها. أما على المدى الطويل، فمن الضروري الحد من الانبعاثات والتلوث المسبب لاحتباس الحرارة على كوكب الأرض.

وقد أحرزت سويسرا تقدما في هذا الصدد، إذ أفادت وكالة الطاقة الدولية بأنها خفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 24% منذ عام 2000، ولكن ثمة حاجة إلى اعتماد أكثر حزما للطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم.

وفي هذا السياق يشير هوس، إلى أن مصير قرية “بلاتن” يشكل تحذيرا حاسما بشأن المخاطر التي تنتظرنا وأهمية البقاء على اطلاع بشأن القضايا قائلا: “أعتقد أن هذا هو الدرس الرئيسي الذي يتعين علينا تعلمه، وهو أننا بحاجة إلى أن نكون مستعدين”.

وتفيد الدراسات بأن الأنهار الجليدية في جبال الألب فقدت 50% من مساحتها منذ عام 1950، ومن المتوقع أن تختفي جميعها خلال هذا القرن إذا استمر الذوبان بالمعدلات الحالية.

كما أن ما يصل إلى ثلثي الأنهار الجليدية في العالم قد تختفي بحلول نهاية هذا القرن، نتيجةً لارتفاع حرارة الكوكب بسبب استخدام الطاقة غير النظيفة. ونتيجةً لذلك، ستصبح الظواهر الجوية المتطرفة أكثر شيوعا وتدميرا.

ويؤكد العلماء، أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، قد تسببت بالفعل في ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى مستوى أدى إلى تراجع العديد من الأنهار الجليدية في العالم.

ويرجح العلماء أن ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستويات سطح البحر سيتواصلان في العقود المقبلة، حتى وإن توقفت الانبعاثات فورا، كما أن المجتمعات التي تعتمد على الأنهار الجليدية في الشرب والزراعة ستتأثر بشدة نتيجة لذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks