على ريال مدريد الحذر.. بعد رحيل ميسي “عصر لامين جمال” بدأ | رياضة


روكب اليوم

عندما رحل الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي عن برشلونة الإسباني، بدا وكأن جيلا كاملا قد يمر قبل أن يرتدي لاعب آخر بموهبته المذهلة قميص برشلونة الأحمر والأزرق، لكن عامين فقط كانا كافيين لتحقيق ذلك.

وتمكن لامين جمال من ترسيخ مكانته بوصفه نجما صاعدا في عالم الساحرة المستديرة بتألقه في موسم مذهل شهد تتويج برشلونة بـ3 ألقاب محلية.

وتوج جمال (17 عاما) تألقه مع برشلونة هذا الموسم بتسجيله هدفا مهما في الفوز على إسبانيول، أسهم في تتويج الفريق الكتالوني بلقب الدوري الإسباني رسميا للمرة الـ28 في تاريخه، أول أمس الخميس.

ويدرك لاعبو خط الدفاع ما ينتظرهم عندما يحني جمال رأسه ويبدأ مراوغته من الجانب الأيمن عبر حافة منطقة الجزاء. وهم يدركون أنه يبحث عن مساحة صغيرة ليسدد تصويبته الرائعة بقدمه اليسرى. ولم يستطع لاعبو إسبانيول، مثل كثيرين غيرهم هذا الموسم، منعه من تسديد الكرة، التي وضعها في الزاوية العليا اليمنى للشباك خلال اللقاء الذي انتهى بفوز فريق المدرب الألماني هانزي فليك بهدفين دون رد.

جمال حقق تقريبا جميع الأرقام القياسية لأصغر لاعب في تاريخ برشلونة ومنتخب إسبانيا (رويترز)

“إخراج الذهب من حذائه”

وتحدث الجناح البرازيلي رافينيا عن زميله جمال، وقال إنه “لدينا لاعب قادر على إخراج الذهب من حذائه”.

ورغم رفضه مقارنته بميسي أو بأي لاعب آخر، من المستحيل ألا نرى لمحات من حركات قائد منتخب الأرجنتين المذهلة في قدميه الصغيرتين، خاصة بعد أن اجتمعا في صورة عندما كان جمال طفلا رضيعا.

ويصيب كلا النجمين دفاعات المنافسين بالرعب من الجهة اليمنى، حيث يقطعان إلى الداخل ليضعا الكرة على حذائهما الأيسر الثمين، لكن جمال لديه مواهبه الخاصة، وحركاته الانزلاقية التي تميزه، وكذلك جسده الرشيق والمرن.

وفي حين أن ميسي ربما كان أفضل في إنهاء الهجمات في هذا العمر، فإن جمال بارع في المراوغة، وربما حتى في التمرير.

جمال يتصدر قائمة أكثر لاعبي الليغا صناعة للأهداف بتقديمه 13 تمريرة حاسمة (غيتي)

وقدرة جمال على تجاوز لاعبي الفرق المنافسة وتسجيل أهداف خرافية تبرز موهبته، وكذلك تمريراته العرضية الرائعة بحافة حذائه الخارجية لإسقاط الكرات في منطقة الجزاء.

وتبدو بداية جمال رائعة لمسيرة واعدة مع برشلونة، فالقول بأن اللاعب الصاعد أمامه طريق طويل ليعادل ميسي هو أقل ما يقال في هذا الموسم.

وفاز ميسي بأول لقبين له في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا عندما كان في الـ18 من عمره، ومع ذلك، سجل أول ثلاثية له، ضد ريال مدريد، في سن الـ19، ثم واصل مسيرته مسجلا رقما قياسيا مع النادي بتسجيله 672 هدفا في 778 مباراة، وفاز بـ4 ألقاب في دوري الأبطال، و10 ألقاب بالدوري الإسباني، و8 ألقاب في كأس ملك إسبانيا، قبل أن يتوج بجائزة الكرة الذهبية 6 مرات مع برشلونة، ثم قاد الأرجنتين للتتويج بكأس العالم في مونديال قطر عام 2022.

لامين أحد الأساطير

ولكن في هذه المرحلة، يبدو جمال مقدرا له أن يصبح لاعبا عظيما، وأحد أساطير برشلونة في المستقبل القريب.

وحقق جمال تقريبا جميع الأرقام القياسية لأصغر لاعب في تاريخ برشلونة ومنتخب إسبانيا، من أصغر لاعب يتمكن من التسجيل في تاريخ الليغا إلى أصغر هداف يهز الشباك في بطولة أوروبية، بالإضافة لعديد من الأرقام الأخرى.

إضافة إلى ظهور جمال الأول في سن الـ15، ليصبح أصغر لاعب في برشلونة بالدوري الإسباني، في أبريل/نيسان 2023، وهو التاريخ الذي سيتم ذكره كحدث تاريخي للنادي الكتالوني.

وحقق جمال بالفعل لقبين في الدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، وكأس السوبر الإسباني، إضافة إلى لقب كأس الأمم الأوروبية مع منتخب إسبانيا، قبل أن يكمل عامه الـ18.

وتؤكد الإحصاءات تأثيره في كل مباراة على حدة، حيث يتصدر جمال قائمة أكثر لاعبي الدوري الإسباني صناعة للأهداف بتقديمه 13 تمريرة حاسمة لزملائه هذا الموسم، كما أنه صاحب أكبر عدد من المراوغات التي تمكنه من تجاوز المنافسين بـ149 تمريرة، أي أكثر من أي لاعب آخر بأكثر من 60 مراوغة.

كما يظهر جمال جرأة وقدرة على قيادة فريقه، وهي مهارة استغرق ميسي المراهق الهادئ سنوات ليطورها.

جمال (يسار) يقدم لمحات كثيرة من حركات ميسي (غيتي)

المزيد قادم

واصل جمال صعوده السريع خلال الموسم الأول تحت قيادة المدير الفني هانزي فليك، إذ قال إن المدرب الألماني منح برشلونة “حياة جديدة” بعد أن فشل في تحقيق أي فوز الموسم السابق، مشددا على أن المزيد قادم.

وأكد جمال أنه “من المهم جدا للنادي أن يفوز بهذه الألقاب، فنحن نشعر بأننا فائزون. الآن أعتقد أن عقلية النادي ستتغير”. ويبدو مستقبل برشلونة أكثر إشراقا بالنظر إلى اللاعبين الشباب المتميزين الذين يحيطون بجمال حاليا.

ويبرز بيدري من بين أولئك النجوم الشباب، حيث شارك نجم خط الوسط الشاب في 200 مباراة مع ناديه في سن الـ22، أما قلب الدفاع باو كوبارسي، فهو في الـ18 من عمره فقط، وغافي بايز في سن الـ20 الآن، وأليخاندرو بالدي في الـ21 عاما، وفيرمين لوبيز في الـ22.

ولذلك، يتعين على ريال مدريد وبقية أندية كرة القدم الأوروبية أن يكونوا حذرين ومتأهبين، فبرشلونة لديه القدرة على تأسيس سلالة تعرف باسم عصر جمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks