الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
بينما تنهمك في اختيار أجمل الثياب، وتفتّش عن أرقى العطور لتُكمل أناقة يومك، هناك رجال في الطرف الآخر من الخارطة الجنوبية لا يعرفون من العيد سوى رائحة البارود، وصوت الرصاص، وظلال البنادق.
هؤلاء هم جنود القوات المسلحة الجنوبية المرابطون على الجبهات الحدودية مع الشمال، يقضون يوم عيدهم في الخنادق لا في البيوت، بلباسهم العسكري لا بثوب العيد، ويديهم على الزناد لا على أكف الأطفال.
فبينما تُقام صلاة العيد في ساحات المدينة، يُقيمون هم صلاتهم في صمت، بين الصخور والرمال، يستقبلون التكبيرات من بعيد، وكأنها تذكرة بأن الجنوب يستحق كل هذا العناء.
العيد في الجبهات… لا وقت للزينة ولا مكان للراحة:
أي عيد هذا الذي يبدأ بتفقد الذخيرة بدل تفقد الضيوف؟
أي عيد هذا الذي تكون فيه التهنئة صرخة “احترس!
والهدية قطعة خبز محفوظة منذ أيام؟
إنهم لا يطلبون الكثير، فقط أن نتذكرهم، أن نُقدّر ما يفعلونه، أن ندعو لهم بصدق… إنهم هناك ليحموا حدود الجنوب من التسلل والمخاطر، ليبقوا عيونًا لا تنام حتى ننام نحن بسلام، ولينسجوا بعرقهم ودمهم وشجاعتهم خريطة جنوب حر ومستقر.
دعاء لا يُنسى في زحمة العيد:
- اللهم احمِ جنودنا البواسل المرابطين على الجبهات مع شمال اليمن.
- اللهم كن معهم في وحدتهم، في تعبهم، في انتظارهم.
- اللهم اربط على قلوبهم، وثبّت
أقدامهم، وسدّد رميهم. - اللهم أعدهم إلى أهلهم سالمين غانمين، واجعل النصر حليفهم، والشهادة لمن اختارها منهم طريقًا إلى الجنة.
ختامًا:
أيها المواطن الجنوبي… قبل أن تلتقط صورة العيد، وقبل أن تشكو من حرارة الطقس أو تأخير الذبيحة، تذكّر أن هناك من اختار أن يكون الدرع لك، ولأرضك، ولهويتك.
كل عام وأنتم آمنون بفضل من هم صامدون.
وكل عام وجنودنا في الجبهات بألف خير… فأنتم الفخر، وأنتم العيد الحقيقي.