روكب اليوم
2025-10-28 11:36:00

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });
وبينما رأى البعض في المشروع محاولة جدية لإعادة بناء موسوعة معرفية «خالية من الانحياز»، اعتبره آخرون أخطر تجربة معرفية في عصر الخوارزميات.
غروكيبيديا.. طموح تقني أم مشروع أيديولوجي؟
يطمح ماسك من خلال «غروكيبيديا» إلى:
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });
- استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد الأخطاء والتناقضات في النصوص.
- تصنيف المعلومات إلى صحيحة أو جزئية أو زائفة.
- إنتاج نسخة من «الحقيقة» أكثر دقة وموثوقية من ويكيبيديا.
تبدو الفكرة في جوهرها ثورية، لكنها تثير سؤالاً محورياً، وهو أي خوارزمية ستقرر ما هو صحيح؟ وهل يمكن للخوارزميات أن تكون محايدة إذا كانت بياناتها وتدريباتها نفسها منحازة؟
كيف تختلف غروكيبيديا عن ويكيبيديا من حيث الحياد والمحتوى؟
اعتمدت ويكيبيديا، منذ تأسيسها عام 2001، على ملايين المحررين المتطوعين. وتكمن قوتها في التنوع البشري القادر على مراجعة وتصحيح الأخطاء باستمرار.
لكنها أيضاً لم تنج من الانتقادات، خاصة من ماسك، الذي اتهمها بالانحياز الأيديولوجي و«الرقابة».
في المقابل، أظهرت واشنطن بوست أن بعض مقالات غروكيبيديا بدت أكثر محافظة أو يمينية في صياغتها. مثال ذلك:
غروكيبيديا: «النوع الاجتماعي يشير إلى التصنيف الثنائي للبشر كذكور أو إناث بناء على الجنس البيولوجي».
ويكيبيديا: «النوع الاجتماعي هو نطاق من الجوانب الاجتماعية والنفسية والثقافية والسلوكية المرتبطة بالهوية».
يعكس هذا الفرق طبيعة النقاش الدائر؛ هل الذكاء الاصطناعي يعيد صياغة الحياد أم يكرس أيديولوجية جديدة؟
الحوكمة والشفافية.. تحدي إدارة موسوعات الذكاء الاصطناعي
رغم الحماس الذي يرافق إطلاق «غروكيبيديا»، ما زالت أسئلة أساسية بلا إجابة واضحة، وعلى رأسها كيفية إدارة المنصة وحوكمتها.
فحتى الآن لم يتضح الدور الذي سيلعبه المحررون البشريون في مراجعة ما ينتجه الذكاء الاصطناعي، ولا الآليات التي ستحدد المصادر الموثوقة التي يستند إليها المحتوى.
كما أن غياب الشفافية بشأن خوارزميات التصنيف والتصحيح يثير مخاوف من أن يظل المشروع تحت سيطرة كاملة لشركة إكس إيه آي وإيلون ماسك، من دون رقابة مستقلة أو آليات مساءلة واضحة.
وتزداد هذه المخاوف في ضوء تاريخ روبوت «غروك» التابع لإكس إيه آي، الذي ارتكب أخطاء لافتة في الماضي تراوحت بين تبني نظريات مؤامرة وإطلاق تصريحات مسيئة، قبل أن تعزى تلك الحوادث إلى «أخطاء برمجية».
المعرفة كسلطة.. من يملك الحقيقة؟
يرى خبراء مثل الصحفي ستيفن هاريسون، المتخصص في متابعة ويكيبيديا، أن المفارقة تكمن في أن غروكيبيديا نفسها ستبنى على مقالات ويكيبيديا المفتوحة المصدر، أي على جهد آلاف المتطوعين الذين ينتقدهم ماسك.
كما قال مؤسس ويكيبيديا جيمي ويلز في تصريح لواشنطن بوست «نماذج الذكاء الاصطناعي ليست جيدة بما يكفي لكتابة مقالات موسوعية دقيقة.. سيكون هناك الكثير من الأخطاء».
هذا النقاش يعكس جوهر المسألة، وهي أن المعرفة لم تعد مجرد تراكم معلومات، بل ساحة صراع على من يملك حق صياغة السردية العالمية.
مخاطر الاعتماد على الخوارزميات وحدها
يعتبر ماسك أن المشروع خطوة نحو «فهم الكون»، لكن المنتقدين يرونه محاولة جديدة لتعزيز نفوذه في ساحة الإعلام والمعرفة بعد استحواذه على منصة إكس.
اللافت أن بعض المستخدمين رحبوا بالفكرة باعتبارها بديلاً «أكثر توازناً»، بينما حذّر آخرون من «فوضى معرفية» ستنتج إذا اعتمد الناس على محتوى يصوغه نموذج لغوي واحد.
المستقبل.. موسوعات الذكاء الاصطناعي أم فوضى معرفية؟
إذا نجح المشروع، قد يكون بداية لعصر جديد من الموسوعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، القادرة على تحديث نفسها لحظياً وربط المعلومات عبر مليارات المصادر.
لكن إذا فشل في تحقيق الشفافية والحياد، فقد يفتح الباب أمام احتكار الحقيقة من قبل شركات التكنولوجيا العملاقة.
