قيادات حوثية تهرب أسرها من الحديدة.. هل يسقط الشريط الساحلي قريبًا؟

روكب اليوم

أفادت مصادر ميدانية مطلعة بتصاعد حالة الذعر والتوتر داخل صفوف مليشيا الحوثي في محافظة الحديدة، غربي اليمن، وسط أنباء متواترة عن قرب انطلاق عملية عسكرية برية واسعة النطاق تهدف إلى استعادة السيطرة على الشريط الساحلي الغربي للبلاد.

وتتزامن هذه التطورات مع استنفار غير مسبوق للمليشيا الانقلابية التي بدأت تظهر عليها مؤشرات الارتباك والخوف من اجتياح محتمل قد يُعيد تشكيل المشهد العسكري في المنطقة.

إخلاء القيادات وأسرهم.. مؤشرات خطيرة

في سياق متصل، أكد شهود عيان أن العشرات من قيادات الصف الأول لمليشيا الحوثي أخلوا أسرهم بشكل عاجل من مدينة الحديدة، ونقلوهم إلى معاقلهم الرئيسية في محافظتي صعدة وذمار.

وأشار الشهود إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولات المليشيا لتخفيف الخسائر البشرية المحتملة في حال تعرضت المدينة لهجوم واسع النطاق.

واعتبر مراقبون أن هذا الإجراء يعكس حالة الهلع التي تسيطر على قيادات الحوثيين، الذين يبدون وكأنهم يستعدون لأي طارئ قد يطيح بمواقعهم الاستراتيجية في المدينة.

زراعة الألغام العشوائية: تضحية بالأهالي

وفي محاولة يائسة لعرقلة أي تقدم ميداني محتمل، كثفت مليشيا الحوثي من عمليات زراعة الألغام بشكل عشوائي وغير مدروس في محيط مدينة الحديدة، بما في ذلك المداخل الرئيسية ومناطق آهلة بالسكان.

ومن أبرز المناطق التي استهدفت بها المليشيا حملتها التدميرية: الدريهمي، النخيلة، كيلو 16، وسبعة يوليو.

ووصفت منظمات حقوقية وإنسانية هذه الخطوة بأنها “جريمة ضد الإنسانية”، حيث تعكس استهتارًا تامًا بأرواح المدنيين واستخدامهم دروعًا بشرية لحماية مواقع المليشيا.

وأثارت هذه الإجراءات مخاوف جدية من احتمالية تفجر موجة نزوح جديدة داخل المحافظة، خاصة بعد عودة آلاف الأسر النازحة إلى مساكنها خلال الأشهر الماضية إثر تراجع العمليات العسكرية في المنطقة.

وأكدت المصادر أن هذه التحركات قد تنذر بكارثة إنسانية جديدة، حيث يواجه السكان المحليون خطر الموت أو النزوح القسري بسبب تصاعد التوترات.

ضربات جوية تستهدف الميناء والمطار

وفي تطور لافت، شنت المقاتلات الحربية الأمريكية مساء اليوم السبت، 13 غارة جوية عنيفة استهدفت ميناء الحديدة ومطار الحديدة الدولي.

وقالت مصادر عسكرية إن الضربات جاءت رداً على استخدام المليشيا الحوثية لهذه المرافق الحيوية لأغراض عسكرية، بما في ذلك تهريب الأسلحة الإيرانية وتهيئة البنية التحتية لاستقبال تعزيزات عسكرية.

وخلفت الغارات دمارًا كبيرًا في المرافق المستهدفة، ما أثار غضبًا واسعًا بين السكان المحليين الذين يعتمدون على الميناء كمصدر رئيسي لإدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.

دعوات دولية للتهدئة ومخاوف من تفاقم الأزمة

وسط هذه التطورات، دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

وحذر مسؤولون أمميون من أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في الحديدة قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير، مشددين على أهمية حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية.

من جانب آخر، أعربت منظمات حقوقية عن قلقها البالغ من استمرار مليشيا الحوثي في استخدام المدنيين دروعًا بشرية وزرع الألغام في المناطق المأهولة، مؤكدة أن هذه السياسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية.

مستقبل مجهول ينتظر الحديدة

مع تصاعد التوترات واقتراب ساعة الصفر لانطلاق العملية العسكرية المرتقبة، يبدو أن مدينة الحديدة تتجه نحو مرحلة جديدة من الصراع قد تكون الأكثر دموية وتعقيدًا منذ بدء الحرب في اليمن.

وبينما تستعد القوات المشتركة لتحقيق هدفها باستعادة السيطرة على الشريط الساحلي الغربي، يبقى السؤال الأكبر حول كيفية حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب، في ظل استمرار المليشيا الحوثية في سياساتها العدوانية التي لا تراعي أي اعتبار للإنسانية أو القانون الدولي.

إن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل محافظة الحديدة، سواء على الصعيد العسكري أو الإنساني، في ظل تزايد المؤشرات التي تشير إلى أن المدينة على أعتاب معركة قد تغير مسار الصراع في اليمن بأكمله.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks