روكب اليوم
2025-06-08 06:57:00
ومع كون شركتي طيران كندا وساوث ويست أحدث شركتي طيران تفرضان رسوماً على تسجيل الأمتعة، فإن التكلفة المتزايدة لهذه الرسوم الإضافية، أو ما يُعرف بـ«الرسوم غير المرغوب فيها»، تثير غضب السياسيين ومنظمات المستهلكين. في الوقت نفسه، تشهد مبيعات حقائب السفر الصغيرة التي يمكن للمسافرين حملها على متن الطائرة كحقائب يدوية ازدهاراً كبيراً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });
تقف لورين ألكسندر أمام مطار تورنتو قادمةً من بوسطن لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، تصف هذه الرسوم الإضافية بأنها «سخيفة».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });
يقول الشاب البالغ من العمر 24 عاماً: «يبدو الأمر خدعة.. تشتري التذكرة ظناً منك أنها ستكون أقل تكلفة، ثم تضطر إلى دفع 200 دولار (148 جنيهاً إسترلينياً) إضافية «لإحضار حقيبة سفر»».
ولتجنب الرسوم، سافرت السيدة ألكسندر بحقيبة ظهر صغيرة كحقيبة يد.
ويتفق معها سيج رايلي، البالغ من العمر 27 عاماً، قائلاً لبي بي سي: «قد يكون الأمر مكلفاً».
كان هناك زمنٌ كانت فيه الأمتعة المسجلة، واختيار المقاعد، ووجبات الطعام، جميعها أموراً أساسية على متن الرحلات التجارية، لكن كل ذلك تغير مع صعود شركات الطيران الاقتصادي، كما يقول جاي سورنسن، من شركة استشارات الطيران الأميركية «آيديا ووركس».
في عام 2006، أصبحت شركة فلاي بي، وهي شركة طيران منخفضة التكلفة في المملكة المتحدة، أول شركة طيران في العالم تفرض رسوماً على المسافرين لتسجيل أمتعتهم، وكانت تفرض رسوماً قدرها جنيهان إسترلينيان على الأمتعة المحجوزة مسبقاً، و4 جنيهات إسترلينية إذا لم يدفع العميل مقدماً.
وسرعان ما حذت شركات الطيران الاقتصادية الأخرى حذوها، مع قيام شركات الطيران الوطنية أو شركات الطيران الراسخة في ذلك الوقت أيضاً، على الأقل على الرحلات القصيرة.
في عام 2008 أصبحت الخطوط الجوية الأميركية أول شركة طيران أميركية تفرض رسوماً قدرها 15 دولاراً على أول حقيبة مسجلة على رحلاتها الداخلية.
يقول السيد سورنسون إن شركات الطيران التقليدية شعرت بأنه لا خيار أمامها عندما «بدأت تدرك أن شركات الطيران منخفضة التكلفة تُشكل منافسة شديدة»، ويضيف: «شعرت هذه الشركات بضرورة اتخاذ إجراء لمواجهة ذلك».
شركة الطيران الأميركية ساوث ويست تفرض الآن رسوماً على الركاب لتسجيل الأمتعة على الرحلات الداخلية
وبالانتقال إلى يومنا هذا، حققت شركات الطيران الأميركية وحدها 7.27 مليار دولار من رسوم تسجيل الأمتعة العام الماضي، وفقاً للأرقام الفيدرالية، وهذا يمثل ارتفاعاً من 7 مليارات دولار عام 2023، و5.76 مليار دولار عام 2019.
لا عجب إذاً أن يسعى المزيد منا لحمل حقائب اليد فقط.. تؤكد كيرستي غلين، المديرة العامة لشركة أنتلر البريطانية للأمتعة، وجود زيادة مستمرة في الطلب على الحقائب الصغيرة التي تستوفي معايير شركات الطيران الخاصة بأحجام حقائب اليد.
لقد شهدنا ارتفاعاً هائلاً في عمليات البحث عبر الإنترنت وعلى موقعنا الإلكتروني، كما تقول.
وتضيف السيدة جلين، واصفة حقيبة صغيرة جديدة أطلقتها شركتها في أبريل: «إنها دليل على اتجاه السفر بحقائب اليد فقط، وقد حققت مبيعات هائلة».
في الوقت نفسه، ازدادت بشكل ملحوظ محتويات مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بـ«حيل» حزم الأمتعة في أثناء السفر، وتناسبها مع أحجام حقائب اليد التي تُحددها شركات الطيران، وفقاً لصحفية السفر تشيلسي ديكينسون، التي تُنتج هذا المحتوى على تيك توك.
تقول السيدة ديكينسون: «لقد عزّزت وسائل التواصل الاجتماعي فكرة الحاجة إلى حقيبة تُلبي متطلبات الأمتعة المسموح بها.. لقد أصبحت جزءاً أساسياً من المحتوى الذي أُنشئه وأنشره على وسائل التواصل الاجتماعي».
وتضيف السيدة ديكنسون التي تزايد عدد متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى ما يقرب من مليون متابع، أن مقاطع الفيديو الخاصة بأمتعتها أصبحت جزءاً أساسياً من المحتوى الذي تنشئه.
تقول: «إنه لأمرٌ مُذهل.. قد أقضي أسابيع طويلة في البحث عن رحلة كبيرة، ولن تُضاهي الفيديوهات الناتجة ما سأحصل عليه من شراء حقيبة سفر رخيصة، وأخذها إلى المطار، وتجربتها بأحد أحجام الأمتعة، ثم إبلاغي بالنتيجة.»
من المتوقع أن تصل التكلفة العالمية الإجمالية لجميع رسوم شركات الطيران الإضافية، بدءاً من رسوم الأمتعة واختيار المقاعد، وشراء خدمة الواي فاي، ودخول الصالات، والترقيات، والمأكولات والمشروبات، إلى 145 مليار دولار هذا العام، أي ما يعادل 14% من إجمالي إيرادات القطاع. وذلك وفقًا للاتحاد الدولي للنقل الجوي، الممثل للقطاع. ويقارن هذا بـ137 مليار دولار العام الماضي.
لفتت هذه الأرقام انتباه بعض السياسيين في واشنطن، وفي ديسمبر الماضي، استُجوب رؤساء شركات الطيران أمام لجنة بمجلس الشيوخ. وكان سيناتور ديمقراطي هو من استخدم مصطلح «رسوم غير مرغوب فيها».
ولكن إذا لم يكن دفع رسوم تسجيل الوصول كافياً، فإن عدداً متزايداً من شركات الطيران يفرض الآن رسوماً على حقائب اليد. على سبيل المثال، تسمح لك شركة رايان إير الأيرلندية منخفضة التكلفة بحمل حقيبة صغيرة فقط تناسب أسفل المقعد أمامك مجاناً. إذا كنت ترغب في وضع حقيبة أو حقيبة سفر أكبر في الخزانة العلوية، فستكلفك هذه التكلفة 6 جنيهات إسترلينية.
وتشمل شركات الطيران الأوروبية الأخرى التي تفرض الآن رسوماً مماثلة على الأمتعة اليدوية: Easyjet، والخطوط الجوية النرويجية، وTransavia، وVolotea، وVueling، وWizzair.
وقد أثار هذا الأمر استياء منظمة المستهلكين الأوروبية (BEUC)، التي تقدمت بشكوى إلى المفوضية الأوروبية الشهر الماضي.
تستشهد BEUC بحكم صادر عن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي في عام 2014، والذي نص على أن «نقل الأمتعة اليدوية لا يمكن أن يخضع لملحق سعري، شريطة أن تلبي المتطلبات المعقولة من حيث وزنها وأبعادها، وتتوافق مع متطلبات الأمن المعمول بها».
ومع ذلك، فإن ما يحدد «المتطلبات المعقولة» يظل منطقة رمادية تحتاج إلى حكم رسمي.
مع ذلك، قد يكون هناك أسلوب مختلف، كما الحال مع شركة الطيران الهندية «إنديغو». يقول بيتر إيبرس، رئيسها التنفيذي، إن الشركة لا تفرض رسوماً على تسجيل الأمتعة.
يقول: «الفلسفة هنا مختلفة تماماً.. لا نريد طوابير انتظار طويلة، ولا جدالات لا تنتهي عند البوابات حول وزن الأمتعة.. لا نملك أياً من ذلك.. نعيد طائراتنا إلى وجهتها في 35 دقيقة».