
وجاء ذلك كمؤشر على التوسّع المسجّل في تسويق هذا النوع من الطائرات الذي أصبح رمزا لتطور الصناعة العسكرية التركية، ووسيلة لحضور تركيا في عدد من الساحات وتأمين مصالحها ونفوذها في بعض البلدان والمناطق، لاسيما التي تشهد صراعات مثل ليبيا وأوكرانيا وإقليم ناغورنو كاراباخ الذي كان موضع نزاع مزمن بين أرمينيا وأذربيجان قبل أن يُحسم لمصلحة الأخيرة بمساهمة تركية فاعلة.
وأبرمت الكويت عقدا مع الجانب التركي في 2023 لتوريد عدد لم يكشف عنه من طائرات بيرقدار المسيرة المسلحة تي.بي.2 بقيمة 367 مليون دولار.
وأصاب الرهان التركي على تصنيع المسيرات قدرا كبيرا من التوفيق حيث تَصادف مع تحوّل هذا النوع من الأسلحة إلى أداة حاسمة منخفضة الكلفة نسبيا وواسعة الاستخدام في الحروب، فضلا عن الاستخدامات المدنية الكثيرة لهذه التقنية الناشئة التي سارع الأتراك مبكّرا إلى امتلاكها وشرعوا في المساهمة في تطويرها بما تراكم لديهم من خبرة في مجاله
ومن دلائل الفاعلية الاقتصادية لهذه الصناعة أن أرقاما نشرت قبل بضعة أشهر أظهرت تحقيق شركة بايكار التركية المنتجة لمسيّرات بيرقدار عائدات مالية بقيمة 1.8 مليار دولار بفضل صادراتها خلال العام الماضي 2024 لتتصدر بذلك سوق تصدير المسيرات حول العالم.
وكشفت الشركة أنها كانت ضمن أول 10 شركات دفاعية تركية أكثر تصديرا خلال السنة المذكورة حيث صدّرت مسيّراتها إلى 35 دولة.
وقال مدير عام بيرقدار بايكار خلوق إنّ الشركة حققت عائدات بنفس القيمة سنة 2023، موضّحا أن ما نسبته 90 في المئة من الإيرادات يأتي من التصدير.
وتفوقت تركيا بذلك على الولايات المتحدة وإسرائيل والصين في تصدير الطائرات المسيّرة المسلحة، وفقا لتقرير سابق لمركز الدراسات الأمنية الأميركي أكّد استئثار تركيا بـ65 في المئة من سوق تصدير الطائرات المسيرة في العالم.
وقال الجيش الكويتي الخميس في بيان إن مراسم تدشين المسيرة شملت عرضا حيا للطائرة “يبرز قدراتها الفنية والمهارات القتالية،” وإيجازا فنيا شاملا استعرض قدراتها التشغيلية والتقنية.
وأوضح البيان أن مزايا الطائرة تشمل “دقة الرصد والاستطلاع، والقدرة العالية على تنفيذ مهام الدعم الجوي والعمليات التكتيكية، مما يعزز من قدرات الجيش بشكل عام والقوة الجوية بشكل خاص مواكبة للتطور التكنولوجي العسكري العالمي.” ونقل البيان عن وزير الدفاع الكويتي قوله إنّ “إدخال الطائرات المسيرة إلى الخدمة يعد نقلة نوعية في تطوير قدرات الجيش الكويتي، خصوصا في مجالات المراقبة والاستطلاع وجمع المعلومات.”
وإلى جانب استعانة الكويت في مجال الأمن والدفاع بحلفائها الدوليين الكبار وعلى رأسهم الولايات المتحدة، تحرص البلاد على تطوير قدراتها العسكرية الذاتية ومسايرة التطورات التقنية والتكنولوجية في مجال التسلّح، تساعدها على ذلك قدراتها المادية الكبيرة المتأتية من عوائد النفط والتي تتيح لها عقد صفقات تسلّح مع عدد من الدول المتقدمة في مجال التصنيع العسكري والحربي.
وتم في أبريل الماضي الإعلان عن موافقة وزارة الخارجية الأميركية على صفقة لبيع معدات وخدمات دعم لأنظمة صواريخ باتريوت للكويت مقابل 425 مليون دولار، لترتفع بذلك قيمة عقود شراء وتحديث تلك الصواريخ منذ 2020 إلى حوالي 1.4 مليار دولار بحسب تقديرات مصادر أميركية.
ولدى الكويت وتركيا علاقات اقتصادية وسياسية متنامية. وزار أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح أنقرة العام الماضي، في أول زيارة أجراها لدولة غير عربية منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر 2023.