
تتجه أنظار الأسواق العالمية اليوم الجمعة نحو العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث يبدأ نائب رئيس الوزراء الصيني “خه ليفنغ” جولة محادثات جديدة مع مسؤولين أمريكيين، تمتد حتى 27 أكتوبر الجاري، في خطوة تهدف إلى نزع فتيل التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
اجتماع حاسم في كوالالمبور يترقبه العالم
ووفق بيان رسمي صادر عن وزارة التجارة الصينية، فإن اللقاء سيُخصص لمناقشة الملفات العالقة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بكين وواشنطن، وسط توقعات بأن يشكل الاجتماع منعطفًا حاسمًا في مسار الأزمة الممتدة منذ سنوات.
جولة جديدة على طريق التفاهم بين واشنطن وبكين
أوضحت وزارة التجارة في بيانها أن المحادثات تأتي استكمالًا للتفاهمات التي توصل إليها الرئيسان الصيني والأمريكي خلال اجتماعاتهما السابقة هذا العام، مؤكدة أن الطرفين يسعيان إلى إعادة بناء الثقة الاقتصادية وفتح قنوات التواصل بين الحكومتين.
ويُعد خه ليفنغ، كبير مفاوضي الصين في الملفات التجارية، أحد أبرز المسؤولين المعنيين بإدارة هذا الملف المعقد. وقد أجرى الأسبوع الماضي مكالمة هاتفية مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت للتحضير للقاء المرتقب، في محاولة لتخفيف حدة التوتر قبيل القمة المنتظرة.
على هامش قمة “آسيان” في ماليزيا
يأتي هذا اللقاء على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي تستضيفها ماليزيا اعتبارًا من الأحد المقبل في العاصمة كوالالمبور.
ويُتوقع أن يكون اللقاء الثنائي محور اهتمام القمة، خصوصًا أن العديد من دول آسيا تعتمد اقتصاديًا على التوازن التجاري بين العملاقين.
ويرى مراقبون أن اختيار كوالالمبور لعقد الاجتماع يحمل رسائل دبلوماسية هادئة، إذ تمثل ماليزيا موقعًا محايدًا يحظى بثقة الطرفين، مما قد يسهم في تقريب وجهات النظر.
خلفية الأزمة: توتر يتجدد بعد عودة ترامب
تشهد العلاقات بين الصين والولايات المتحدة توترًا متصاعدًا منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، بعد فترة من الهدوء النسبي خلال الإدارة السابقة.
وقد تفاقمت الأزمة مجددًا هذا الشهر بعد أن فرضت بكين قيودًا صارمة على تصدير المعادن النادرة والتقنيات المتقدمة، وهي خطوة اعتبرتها واشنطن تصعيدًا خطيرًا في الحرب التجارية المستمرة بين البلدين منذ عام 2018.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذه القيود قد تؤثر على سلاسل الإمداد العالمية، لا سيما في صناعة الرقائق الإلكترونية والسيارات الكهربائية، وهي قطاعات تعتمد بشكل كبير على المعادن التي تهيمن الصين على إنتاجها عالميًا.
آمال بتخفيف التوتر وإنعاش الأسواق
رغم الأجواء المشحونة، يأمل المستثمرون أن تُسفر محادثات كوالالمبور عن خطوات ملموسة لتخفيف التوتر وإعادة الاستقرار إلى الأسواق العالمية التي تأثرت بشدة من التصعيد الاقتصادي بين بكين وواشنطن.
ويرى مراقبون أن نجاح هذه الجولة من الحوار قد يمهد الطريق للقاء جديد بين الرئيسين شي جين بينغ ودونالد ترامب قبل نهاية العام، لبحث اتفاق تجاري شامل يضع حدًا للحرب الاقتصادية الأطول في التاريخ الحديث.
خلاصة المشهد
بين التنافس الاقتصادي الحاد والمصالح المتشابكة، تمثل محادثات كوالالمبور فرصة نادرة لإعادة بناء الثقة بين الصين والولايات المتحدة، ورغم أن التوقعات متحفظة، إلا أن مجرد انعقاد اللقاء في هذا التوقيت الحساس يُعد إشارة إيجابية على استعداد الجانبين لخفض التصعيد والبحث عن مسار أكثر استقرارًا للعلاقات الاقتصادية العالمية.
الكلمات المفتاحية
الصين، الولايات المتحدة، الحرب التجارية، كوالالمبور، وزارة التجارة الصينية، العلاقات الاقتصادية الصينية الأمريكية، قمة آسيان، ماليزيا، كوالالمبور، مفاوضات صينية أمريكية، التوتر التجاري.
