لقاء مصالحة بين العليمي ومقاومة طارق صالح في عدن

روكب اليوم
في أول لقاء يُعقد بعد خلاف علني نشب مؤخرًا بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد محمد العليمي والمقاومة الوطنية، استقبل العليمي، أمس الاثنين في عدن، قيادات المكتب السياسي للمقاومة الوطنية التي يتزعمها العميد طارق صالح.

ويأتي هذا اللقاء عقب أزمة سياسية أثارتها تصريحات وبيانات صادرة عن المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، أعرب فيها عن استيائه من ما وصفه بـ”النهج الانتقائي” الذي يتبعه رئيس مجلس القيادة الرئاسي في التشاور مع القوى السياسية اليمنية. واعتبر بيان رسمي صدر عن المقاومة الوطنية أن العليمي يتجاهل أطرافاً فاعلة في الساحة الوطنية، على رأسها المقاومة الوطنية، في الوقت الذي يمنح فيه الأولوية لقوى بعينها في النقاشات المتعلقة بمستقبل اليمن.

واتهم البيان، الذي صدر قبل أسابيع، رئيس مجلس القيادة بـ”تهميش الشركاء في المعركة الوطنية”، محذّراً من تداعيات الإقصاء السياسي على وحدة الصف الجمهوري، ومؤكداً أن المقاومة الوطنية شريك رئيس في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني، ولا يمكن تجاوزه في ترتيبات المرحلة الراهنة.

وفي كسر واضح لجليد التوتر، رحب العليمي خلال اللقاء بقيادات المكتب السياسي، مشدداً على أن اللقاء يندرج ضمن “المشاورات الموسعة مع كافة القوى والمكونات الفاعلة في الساحة اليمنية”. وأكد حرص المجلس الرئاسي على تعزيز نهج التشاور والشراكة والشفافية، في سبيل توحيد الصف واستعادة مؤسسات الدولة.

وأشاد رئيس مجلس القيادة بالدور الذي تضطلع به المقاومة الوطنية بقيادة عضو المجلس، العميد طارق محمد عبدالله صالح، في مواجهة ما وصفه بـ”المشروع الإمامي المدعوم من إيران”، إلى جانب تدخلاتها الإنسانية بالتنسيق مع السلطات المحلية في عدد من المحافظات المحررة.

كما عبّر العليمي عن اعتزازه، وأعضاء المجلس، بالدور الوطني للمكونات السياسية في الدفاع عن النظام الجمهوري ومواجهة التدخل الإيراني، مؤكداً استعداد المجلس للاستماع إلى الملاحظات الجوهرية والمقترحات المطروحة لتحسين أداء السلطات، ضمن إطار مرجعيات المرحلة الانتقالية والقوانين الناظمة.

وخلال اللقاء، وضع رئيس مجلس القيادة قيادات المكتب السياسي في صورة التطورات الاقتصادية والتمويلية التي تواجه الحكومة، مشيراً إلى أن الأزمة الحالية ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات وتعقيدات، أبرزها الهجمات الإرهابية الأخيرة، والتي تطلبت جهوداً استثنائية من الدولة ودعماً متواصلاً من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.

وأكد العليمي على أهمية تعزيز وحدة الصف الوطني في مواجهة تحديات المرحلة، وعلى ضرورة خطاب إعلامي موحد يدعم جهود الحكومة في بناء الدولة وتحقيق الإصلاحات، منوهاً بما وصفه بـ”نجاحات أمنية مهمة” تمثلت في ضبط خلايا إرهابية مرتبطة بالحوثيين، وإحباط مخططات تخريبية في عدة محافظات.

من جهتها قدمت قيادات المقاومة الوطنية رؤيتها حول مستجدات الساحة السياسية والاقتصادية، مؤكدين على ضرورة تنسيق الجهود الوطنية وتعزيز الشراكة في صنع القرار. كما عرض المكتب السياسي تصورات حول كيفية تخفيف المعاناة الإنسانية، وبناء شراكات وطنية واسعة تمهيداً لاستكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية.

اللقاء يحمل دلالة سياسية هامة، كونه يأتي بعد أزمة لم تُخفَ ملامحها في الخطاب الإعلامي والسياسي للطرفين. ويُنظر إليه كمحاولة لتطويق الخلافات، وفتح صفحة جديدة من التنسيق والتعاون، ومع ذلك، لا تزال الأوساط السياسية تترقب ما إذا كانت هذه المصافحة السياسية ستتبعها خطوات عملية تعيد الاعتبار للمقاومة الوطنية كشريك حقيقي في المشهد السياسي والعسكري، أم أنها ستكون مجرد لقاء بروتوكولي ضمن سلسلة لقاءات شكلية لا تغيّر في جوهر الخلافات.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks