
فعقب هدف تقليص الفارق الذي سجله البديل ماكسيميليان باير لدورتموند في الدقيقة 92 (2-1)، أعاد مبابي الفارق سريعاً بهدف ثالث بعد أقل من 90 ثانية، قبل أن يضطر كورتوا بعد ذلك مباشرة للتصدي لركلة جزاء نفذها مارسيل سابيتسر، ليحول دون فرض الأشواط الإضافية، ويؤمّن العبور إلى نصف النهائي.
هدف مبابي وتصدي كورتوا كانا فصلين متكاملين من دراما كروية نادرة تستحق التحليل… إليكم «تشريح» اللحظة الخارقة في الهجوم والدفاع.
- مقصية مبابي… هدف كلاسيكي بنكهة استثنائية
فرغم أنه لا يزال يتعافى من التهاب معوي حاد أفقده نحو 5 كيلوغرامات، قفز النجم الفرنسي في الهواء، وتابع عرضية أردا غولر بتسديدة خلفية سكنت الزاوية السفلية للمرمى. وقبل أن تصله الكرة، كان مبابي قد لفت انتباه زميله الشاب بحركة ذكية، ثم راوغ المدافع يان كوتو بتحرك سريع نحو القائم البعيد، ووجد المساحة الصغيرة اللازمة للانقضاض على الكرة.
المعلق لم يتردد في إطلاق عبارته الشهيرة «يا له من هدف خرافي!»… هدف وصفه الجميع بأنه لحظة خالدة من نجومية مبابي.
وبعد الهدف، احتفل مبابي بطريقة متزنة، ونشر رسالة مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مهديًا الهدف لروحي ديوغو جوتا وأندريه سيلفا، في لفتة إنسانية نالت إعجاب الجماهير. وكتب عبر «انستجرام»: «طريقة جيدة لأُظهر أنني أصبحت بخير الآن…».
وبحسب مصادر مقربة من النادي، فإن مبابي كان مرشحًا للبدء أساسيًا أمام دورتموند، وكذلك في مواجهة يوفنتوس، لو أن كارلو أنشيلوتي بقي على رأس الجهاز الفني. لكن المدرب الحالي تشابي ألونسو اختار المراهنة فقط على الجاهزية الكاملة، ضمن ثقافة جديدة تهدف إلى رفع جودة الأداء الجماعي.
- تصدي كورتوا… توقيع من ذهب في اللحظة الأخيرة
اللقطة لم تكن سهلة؛ فقد كان تمركز كورتوا مثاليًا قبل لحظة التسديد، وقد حافظ على توازنه حتى اللحظة المناسبة، ما منحه القدرة على القفز في الاتجاه الصحيح. ومع أن البعض قد يجادل أن الكرة لم تكن موجهة نحو الزاوية تماماً، فإن سرعة التسديدة، ومسافة رد الفعل، وضغط اللحظة تجعل هذا التصدي استثنائيًا.
البلجيكي، صاحب الـ33 عاماً، علّق بعد المباراة قائلًا: «رأيت أن سابيتسر يستعد للتسديد، ولم أرغب في الذهاب إلى الأشواط الإضافية. ألقيت بنفسي بكل ما أملك لأمنع الهدف. إنه تصدٍّ يُشبه ما فعلته أمام ماني في نهائي 2022… هذا هو عملي. الفريق كان بحاجة إليَّ، وقد أعطيت كل شيء».
كورتوا، الذي يتوقع أن يجدد عقده لعام أو اثنين رغم بلوغه الثلاثين، عاد إلى مستواه بعد إصابة حرمته من اللعب في فترة التوقف الدولي. وقد أبدى النادي سعادته بقدرته على تجاوز الانتقادات التي طالته بعد خطأ سابق أمام برشلونة في نهائي كأس الملك.
ورغم بنيته الطويلة التي تتطلب وقتًا أكبر لاستعادة اللياقة، فإن أداءه في الولايات المتحدة أكد جاهزيته الكاملة. وكان من اللافت أن جود بيلينغهام، وهو يرتدي شباشب الاستراحة، هرع إلى الملعب ليحتضنه ويهنئه بحرارة بعد صافرة النهاية.
أما ألونسو، فلم يُخفِ امتنانه قائلاً: «كم نحن محظوظون بوجود تيبو! هو من نوعية الحراس الذين يمنحونك الفوز. لقد كان حاسمًا اليوم، وله تأثير كبير على الفريق. لا يمكن إلا أن نشعر بالفخر لامتلاكه».
مدرب دورتموند، نيكو كوفاتش، تقبّل النتيجة بروح رياضية، وقال بعد اللقاء: «لهذا السبب هو أفضل حارس مرمى في العالم. كان تصديًا عظيمًا، وحاسمًا. الفوز كان مستحقًا لريال مدريد، ولو سجلنا، لكان ذلك غير عادل بناءً على مجريات اللقاء».
- اللمسة الأخيرة… دروس مدريدية