محللان: إسرائيل تُستنزف والمقاومة تصعّد دون تنازلات |



روكب اليوم

|
يرى الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، أن هناك تحولا متناميا داخل إسرائيل نحو قناعة بأن الحرب عبء سياسي واقتصادي لا يخدم إلا بقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحكم.

وأوضح للجزيرة نت، أن كتابا ومحللين إسرائيليين يطرحون علنا فكرة “صفقة داخلية”، تقضي بإنهاء محاكمات نتنياهو مقابل تفكيك تحالفه مع الصهيونية الدينية وتشكيل حكومة وسطية، وهو ما ينسجم مع رغبة أميركية بإنهاء الحرب وتهيئة المشهد السياسي الإسرائيلي لمسارات تطبيع جديدة.

وأضاف أبو عواد، أن نتنياهو بدأ يستعيد قوته في استطلاعات الرأي بحصوله على نحو 30 مقعدا، ما يدفع خصومه للتفكير في تقليص نفوذ الأحزاب الدينية بتسوية سياسية تضمن خروجه الآمن من المحاكمة.

وأشار إلى أن قطاعات داخل حزب “الليكود” تعارض الحرب بشكل غير معلن، في ظل الخسائر البشرية اليومية، وتراجع الإنتاج، وتآكل الثقة في المؤسستين العسكرية والسياسية.

وأكد أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حماية نتنياهو ليست صدفة، بل تأتي في سياق دعم تسوية داخلية تنهي الحرب وتفتح الباب لتوسيع ما تسمى بـ”اتفاقيات أبراهام” في المرحلة المقبلة.

مقاومة ثابته

في الجهة الأخرى، يرى المحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن المقاومة تدير المعركة بثقة وتماسك، وتُصعّد عملياتها ضمن معادلة واضحة دون تقديم تنازلات.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت، أن الثوابت السياسية للمقاومة لا تزال قائمة، وتتمثل في ما يلي:

وقف شامل ودائم لإطلاق النار وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع ورفع الحصار عن غزة وتنفيذ صفقة تبادل أسرى.

وأشار المدهون إلى أن المقاومة نجحت في رفع وتيرة عملياتها الميدانية، مما أدى إلى زيادة التكلفة البشرية واللوجستية على الجيش الإسرائيلي، وأسهم في خلق حالة استنزاف تؤثر على القرار السياسي في تل أبيب.

وأوضح أن المقاومة تولي أهمية كبيرة لتحصين الجبهة الداخلية رغم الحصار والمجازر، من خلال تطوير حلول داخلية وتنظيم حالة الصمود، وتفعيل البنية المجتمعية والعائلية كركيزة في معركة الثبات.

وأكد أن الفصائل لا تزال تمتلك القدرة على المبادرة والعمل الميداني، وأن بنيتها العسكرية لا تزال متماسكة رغم القصف المكثف والظروف القاسية، مما يربك حسابات الاحتلال ويمنعه من تحقيق أي إنجاز إستراتيجي.

بين تل أبيب وطهران

وربط المدهون بين مسار الحرب في غزة والتصعيد الإسرائيلي الأخير مع إيران، مشيرا إلى أن الحرب مع طهران أثرت تأثيرا غير مباشر على مجريات المواجهة في القطاع، لصالح المقاومة الفلسطينية.

وقال إن إسرائيل دخلت المواجهة مع إيران بوهم فرض معادلة ردع جديدة، لكنها خرجت بخسائر كبيرة، أبرزها فشل أنظمتها الدفاعية، وانكشاف هشاشتها وانخراط أميركي مباشر حدّ من هامش مناورتها.

وأضاف أن المقاومة قرأت هذا التحول الإقليمي بدقة، واعتبرته فرصة لتثبيت موقفها وشروطها، بعد أن أصبحت إسرائيل أبعد ما تكون عن تحقيق نصر عسكري وأقرب إلى البحث عن مخرج سياسي.

واختتم المدهون حديثه، “إن المقاومة الآن أكثر يقينا بأن الاحتلال الذي فشل في طهران سيتراجع في غزة أيضا، إذا ما استمرت في ضغطها الميداني والسياسي والإعلامي.

وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة بدعم أميركي، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 188 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Exit mobile version
Enable Notifications OK No thanks