Site icon روكب اليوم

محللون: “معركة وجود” بالضفة وإسرائيل تريد ضمها وتهجير سكانها |

image 1751221527



روكب اليوم

|
تزايدت الاعتداءات على فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة بنسبة 30% منذ بداية العام الجاري، في حين تواصلت اقتحامات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، مما يثير تساؤلات بشأن أهداف إسرائيل وتداعيات ذلك.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه منذ بداية العام الجاري، سُجل 414 حادث اعتداء، من بينها الحرق العمد وكتابة شعارات ضد العرب، ومواجهات عنيفة، لافتة إلى أن هناك زيادة أيضا في حدة الاعتداءات، وليس في عددها فقط، وأنها أصبحت أكثر خطورة.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن المشروع الاستيطاني متكامل، إذ يرتكز على ضم أراضي الضفة الغربية وفرض سيادة كاملة عليها “رغم أنف الشرعية الدولية”، مشيرا إلى أن التحول ليس كميا وإنما داخل النمط وكيفيته.

وأشار جبارين لبرنامج “ما وراء الخبر” إلى أن الاستيطان شهد نقطة تحول منذ فك الارتباط مع قطاع غزة عام 2005، مؤكدا أنه كان حركة شعبوية ثم تحولت إلى صانع القرار السياسي.

ووفق جبارين، فإن الفترة ما بين 2005 و2015 عرفت رد فعل أوليا متوحشا في مفهوم الاستيطان من خلال محاولة استرداد ما فقد في غزة داخل الضفة، في حين شهدت الفترة ما بين 2015 و2020 تغلغلا استيطانيا في صناعة القرار داخل إسرائيل.

ومثلت الفترة بين 2020 و2025 نقطة تحول مركزية، إذ دخل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير إلى “الحكومة الأكثر فاشية في تاريخ إسرائيل، وباتا يسيطران على وزارتين للأمن القومي والاستيطان”.

معركة وجود

بدوره، قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة إن غرفة عمليات مشتركة تقود التوغل الإسرائيلي في الضفة يشترك فيها جيش الاحتلال والمخابرات والمستوطنون والإدارة المدنية.

ويشهد شمال الضفة احتلالا وتدميرا ممنهجا خاصة في المخيمات، في حين يتسع الاستيطان وتهجير السكان في منطقة الأغوار، حسب خريشة، الذي قال إن ما يحدث يهدف إلى “تمهيد الأرضية لضم الضفة وتهجير سكانها”.

ووفق خريشة، فإن الاحتلال يدرك أن معركته في الضفة ويحظى بتأييد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يجبره على شن عمليات مشتركة ومتزامنة في القدس والأغوار وشمال الضفة وجنوبها.

وأعرب عن قناعته بأن التوغل الاستيطاني سيؤدي إلى انتفاضة شاملة، وقال إن الشعب الفلسطيني يدرك خطورة ما يجري على الأرض، ولن يتحمل كثيرا القتل وعنف المستوطنين والإغلاقات اليومية.

وأكد أن السلطة الفلسطينية مستهدفة مثل الكل الفلسطيني، وهناك شعور لدى المتنفذين فيها بأن المعركة باتت معركة وجود، لكنه قال إنها تبقى عاجزة عن اتخاذ قرارات رسمية.

الموقف الأوروبي

وبشأن ردود الفعل، أدان قادة الاتحاد الأوروبي -خلال قمتهم الأخيرة في بروكسل- بشدة التصعيد في الضفة وطالبوا إسرائيل بوقفه فورا.

وأقر الأستاذ والباحث بجامعة السوربون الفرنسية محمد هنيد بوجود ضغط شعبي ونخبوي في القارة الأوروبية بعد عقود من هيمنة الهولوكوست على الوعي الأوروبي.

ووفق هنيد، فإن الأجيال الجديدة لا تصدق الأجيال اليهودية بأنها كانت ضحية النازية، و”هو ما يخيف ممثلي اللوبي الصهيوني في أوروبا”.

ومع ذلك، فقد أعرب عن قناعته بأن الموقف الأوروبي “لا يستطع التحرك خارج الخط الأميركي الذي لا يزال مهيمنا بشأن القضية الفلسطينية”.

وفي ضوء هذا المشهد، هناك خشية في أوروبا من عودة اليمين المتطرف في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ومن ثم تحالفه مع إسرائيل، مما يفرض على صاحب القرار الأوروبي اتخاذ إجراءات لإنقاذ المؤسسة السياسية الحاكمة، حسب هنيد.

في السياق نفسه، شدد خريشة على أن الموقف الأوروبي يتخذ دائما منحى وسطيا، إذ تحدث عن عقوبات ضد المستوطنين، لكن ألغيت لاحقا من جانب الأميركيين.

أما جبارين فقال إن إسرائيل تدرك أن لديها إشكالية مع المجتمع الدولي، لذلك تعمل على عزل أنظاره عما يجري في الضفة، إذ تتعاطى مع المساعي الدولية لكنها تلتف عليها دائما.

يشار إلى أن  جهاز “الشاباك” كشف الأحد عما سماها “بنية تحتية واسعة” تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخليل، كانت ستستخدم لتنفيذ عمليات وشيكة ضد أهداف إسرائيلية.

وحسب بيان الشاباك، فقد اعتُقل أكثر من 60 ناشطا، كانوا موزعين على 10 خلايا، وضبطت 22 قطعة سلاح و11 قنبلة يدوية في مخبأ تحت الأرض، في حين شدد القيادي في الحركة محمود المرداوي على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لدحر الاحتلال.

Exit mobile version