مصدر في الشرعية يكشف عن تواصل قيادات حوثية معه ويطمئنهم بشأن المستقبل

روكب اليوم

في تطور لافت يعكس تعقيد المشهد السياسي والعسكري في اليمن، كشف اللواء عبدالغني جميل، أمين العاصمة صنعاء التابع للشرعية، عن وجود تواصل مباشر بينه وبين عدد من القيادات الحوثية.

وأكد جميل، في تصريحات لافتة، أن هذه الاتصالات تجري بشكل سري، متعهداً بالحفاظ على خصوصية تلك الرسائل وعدم الإفصاح عن محتواها إلا ضمن إطار معين.

وقال جميل في تصريح نُشر على حساباته الرسمية: “لكل من يراسلني على الخاص من بعض قيادات الحوثي، ثقوا أن سركم سيكون طي الكتمان”.

وأشار إلى أنه أطلع القيادة السياسية في الشرعية على هذه التحركات، موضحاً أن القيادة تتفهم دوافع تلك الاتصالات وتقدر ظروف القائمين عليها.

رسائل ذات أبعاد استراتيجية

اللافت في تصريحات جميل هو التركيز على البعد الإنساني والسياسي لهذه التحركات.

فقد أكد أن الشرعية تنظر إلى هذه الاتصالات باعتبارها خطوة إيجابية قد تسهم في تسهيل عودة مؤسسات الدولة إلى العاصمة صنعاء، التي تسيطر عليها جماعة الحوثي منذ عام 2014.

وأضاف: “ظروفكم وستحسب لكم عند دخولنا صنعاء”، في إشارة إلى احتمالية تقديم تنازلات أو ضمانات لتلك القيادات في حال انضمامها إلى صفوف الشرعية أو دعمها لجهود استعادة المدينة.

كما اختتم جميل تصريحاته برسالة تطمين واضحة، قائلاً: “نثق كل الثقة أنكم ستكونوا عوناً لنا عند الدخول”. هذه العبارة تحمل دلالات مهمة، حيث تعكس توجهاً لدى الشرعية للتعامل مع الملف الحوثي بطريقة مرنة، ربما بهدف تقريب وجهات النظر أو تفكيك الجبهة الداخلية للجماعة.

تحليل التصريحات: هل هي رسالة سياسية أم محاولة لشق الصف الحوثي؟

تصريحات اللواء عبدالغني جميل تأتي في وقت تشهد فيه الأوضاع في اليمن حالة من التوتر المستمر، رغم الجهود الدولية والمحلية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.

ومن الواضح أن هذه التصريحات تحمل أكثر من هدف:

  1. شق الصف الحوثي:
    الحديث عن تواصل قيادات حوثية مع الشرعية قد يكون محاولة لإحداث شرخ في صفوف الجماعة، خاصة وأن هناك تقارير سابقة تحدثت عن وجود تباينات داخلية بين قيادات الحوثيين حول إدارة الملف السياسي والعسكري.

  2. إظهار المرونة السياسية:
    الشرعية تحاول من خلال هذه التصريحات أن تظهر بمظهر المرنة والمستعدة للحوار، حتى مع الخصوم، وهو ما قد يعزز موقفها أمام المجتمع الدولي والقوى الإقليمية.

  3. الترويج لمرحلة ما بعد الحرب:
    رسائل التطمين التي وجهها جميل للقيادات الحوثية قد تكون جزءاً من خطة لتهيئة الأجواء لمرحلة ما بعد الحرب، حيث يتم التركيز على إعادة بناء الثقة بين الأطراف المختلفة.

ردود الفعل المتوقعة

من المتوقع أن تثير هذه التصريحات ردود فعل متباينة.

فمن جهة، قد تجد قبولاً لدى بعض القيادات الحوثية التي تبحث عن مخرج آمن من الأزمة الحالية، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والعسكرية التي تواجهها الجماعة.

ومن جهة أخرى، قد تُعتبر هذه التصريحات تهديداً لموقف الحوثيين الموحد، مما قد يؤدي إلى تصعيد داخلي داخل الجماعة لمواجهة أي محاولات للانشقاق.

ختاماً…

يبقى السؤال الأبرز: هل ستؤدي هذه الخطوة إلى تحقيق انفراجة حقيقية في الأزمة اليمنية، أم أنها ستزيد من تعقيد المشهد؟ الإجابة تعتمد على مدى جدية الأطراف المعنية في الاستجابة لهذه المبادرات، ومدى قدرتها على تجاوز الانقسامات العميقة التي تشهدها البلاد منذ سنوات.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Exit mobile version
Enable Notifications OK No thanks