مفوض الأونروا: إنهاء مجاعة غزة مرهون بالإرادة السياسية

روكب اليوم

أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فيليب لازاريني، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة، مشيرًا إلى أن ما يحدث على الأرض من تجويع وقصف يستدعي إرادة سياسية عاجلة لوقف المجاعة التي تفتك بالمدنيين. وجاءت تصريحات لازاريني في منشور رسمي على الصفحة الخاصة بوكالة الأونروا بمنصة فيسبوك، حيث وجّه نداءً مؤثرًا للعالم.

مساعدات محدودة لا تسمن ولا تغني من جوع

انتقد لازاريني بشدة حجم المساعدات التي تصل إلى القطاع، مشيرًا إلى أن حوالي 900 شاحنة فقط دخلت غزة خلال أسبوعين، وهو ما يعادل أقل من 10% من الاحتياجات اليومية لما يزيد عن مليوني مواطن. واعتبر أن هذا الحجم من الإغاثة لا يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة، بل يسخر بشكل غير مباشر من معاناة سكان القطاع المحاصَر.

وقف إطلاق النار السابق كشف ما يمكن فعله

استشهد لازاريني بتجربة وقف إطلاق النار الذي شهده القطاع في وقت سابق من هذا العام، موضحًا أنه في ظل وجود إرادة سياسية حقيقية، استطاعت الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، إدخال ما بين 600 إلى 800 شاحنة يوميًا دون تسجيل أي حالات لتحويل المساعدات أو خروقات أمنية. هذا يؤكد، من وجهة نظره، أن العقبة الأساسية اليوم ليست في الإمكانات بل في غياب القرار السياسي الجاد.

دعوة لتسهيل العمل الإنساني

وجه المفوض الأممي رسالة واضحة للجهات المسؤولة، دعا فيها إلى تمكين المؤسسات الإنسانية من أداء واجبها تجاه السكان المنكوبين في غزة. وشدد على أن المطلوب ليس أكثر من السماح للأمم المتحدة، وضمنها الأونروا، بممارسة دورها الطبيعي في إيصال المساعدات والحفاظ على كرامة البشر. وأضاف: “نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب بأبسط حقوق الإنسان في زمن الكارثة”.

مأساة إنسانية تحت أنظار العالم

اختتم لازاريني تصريحاته بالتأكيد على أن الوضع في غزة يمثل مأساة إنسانية تحدث أمام أنظار العالم. واعتبر أن لعبة الاتهامات المتبادلة لن تطعم جائعًا أو تنقذ حياة، مضيفًا أن هناك حاجة ماسّة لتجاوز البيروقراطية والمماطلة، والتعامل مع المأساة على أنها مسألة حياة أو موت، وليست ورقة في معادلة سياسية معقدة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Enable Notifications OK No thanks