عدن – روكب أليوم / خاص :
أنا أسعد أبو الخطاب، الناشط الحقوقي وصوت الجنوب الحر الذي طالما هزّ أركان المحتل، وأرعب أعداء بلادي بكلماتي التي كانت مثل الرصاص المفرقع في قلب الظلم والاحتلال. كنت أخاطب العالم بقلمي، وأفضح الخونة، وأكشف الحقائق المرة التي لا يريد أحد سماعها.
لكن اليوم، أجد نفسي في صمتٍ مرير، صمتٌ فرضته عليّ قيادتي التي لم تمنحني حتى أبسط حقوقي كجريح ومناضل في سبيل حريتي وكرامتي.
لقد حرمت من منحة علاجية بديهية، بينما نالها زملائي من الجرحى.
لم يُمنح صوتي فرصة ليُسمع، ولم تُقدّر كلماتي التي كانت تُوجع المحتل، بل تحولت إلى عبء، أرهق قيادة لا تتحمل الحقيقة التي أقولها.
مقالاتي كانت رصاصًا متفرقًا يرعب العدو، لكن صمتي اليوم هو هدية مجانية قدّمتها قيادتي للعدو.
كيف لصوت يخيف المحتل أن يُترك ليموت صمتًا؟
كيف لأقلام تحقّق نصراً معنوياً أن تُقمع بلا رحمة؟
صمتي لا يعني استسلامي، بل هو شهادة على خذلان أقرب الناس إليّ، الذين رفضوا منحي فرصة العلاج والدعم، وكأنهم يريدون مني أن أختفي، أو أموت في صمت، كي ترتاح قلوبهم من صوت لا يُسيطرون عليه.
لكم أقولها بكل ألم وغضب: لا تقهروا صوت الحقيقة، فلا صوت يُخمد بإهمال، ولا كلماتي تموت حتى لو حاولتم دفني أحياء.
صمتي اليوم هو إعلان حرب على الخذلان، وعلى التواطؤ الذي يقتل أحلام الجنوب وشرف نضاله.