ناصر العامري
مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لم يكن حدثا عابرا أو صداما عسكريا عاديا بل كان لحظة فارقة كشف فيها مشروع جماعة الحوثي عن حقيقته بكل وضوح تلك الجماعة التي استدرجت صالح إلى التحالف ثم انقلبت عليه في لحظة واحدة فاغتالته غدرا دون أدنى اعتبار لتاريخ أو شراكة أو عهد لقد أثبتت ميليشيات الحوثي في تلك اللحظة أنها لا تؤمن إلا بلغة التصفية وأنها لا توفي بأي عهد تقطعه
وبدل أن تكون تلك الحادثة فرصة لاصطفاف وطني شامل تاهت الأحزاب اليمنية بين تفسيرات وتحليلات وهروب من الموقف الحقيقي البعض غض الطرف والبعض اكتفى بالتحليل والبعض لم يجرؤ حتى على تسمية القاتل وبذلك فشلت القوى السياسية اليمنية في التقاط اللحظة وتخاذلت في توحيد الصفوف لإطلاق مشروع تحرير حقيقي لما تبقى من أراضي اليمن المحتلة
ليس المهم كيف قتل صالح أو أين بل الأهم أن الجهة التي قتلته هي نفسها التي تقتل اليمن كل يوم ميليشيات الحوثي لا تمثل خيارا سياسيا بل مشروعا مدمرا يعيد البلاد إلى منطق القوة والدم ويتلاعب بالعهود دون التزام أو احترام
من هنا لا بد أن يقال بوضوح من يتحالف اليوم مع الحوثيين فهو يتحالف مع من لم يحفظ عهدا ولم يتردد في تصفية أقرب شريك له حين اختلف معه وتجربة صالح كانت أوضح برهان ولا يليق بأي طرف وطني أن يكرر هذا الخطأ أو يراهن على جماعة تؤمن بالخيانة أكثر مما تؤمن بالحوار
رسالتنا اليوم يجب أن تكون حاسمة الميليشيات الحوثية هي من اغتالت صالح وهي من تستهدف بقية الأطراف وهي من تزرع الفوضى وتقوض الدولة وعلى القوى السياسية أن تعي أنها أخفقت سابقا عندما تفرقت وأن الوقت لا يرحم واليمن لا يحتمل المزيد من الانتظار فإما أن نضع أيدينا معا لتحرير ما تبقى من وطننا أو نبقى نتفرج عليه وهو ينهب بقوة السلاح والغدر