Site icon روكب اليوم

مقتل صالح كشف الوجه الحقيقي للميليشيات وأظهر فشل الأحزاب في التوحد

%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9 %D9%88%D8%A7%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%A8 %D8%A8%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE 1447 02 02 %D9%81%D9%8A 20.14.01 9a92f4a3

ناصر العامري

مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لم يكن حدثا عابرا أو صداما عسكريا عاديا بل كان لحظة فارقة كشف فيها مشروع جماعة الحوثي عن حقيقته بكل وضوح تلك الجماعة التي استدرجت صالح إلى التحالف ثم انقلبت عليه في لحظة واحدة فاغتالته غدرا دون أدنى اعتبار لتاريخ أو شراكة أو عهد لقد أثبتت ميليشيات الحوثي في تلك اللحظة أنها لا تؤمن إلا بلغة التصفية وأنها لا توفي بأي عهد تقطعه

وبدل أن تكون تلك الحادثة فرصة لاصطفاف وطني شامل تاهت الأحزاب اليمنية بين تفسيرات وتحليلات وهروب من الموقف الحقيقي البعض غض الطرف والبعض اكتفى بالتحليل والبعض لم يجرؤ حتى على تسمية القاتل وبذلك فشلت القوى السياسية اليمنية في التقاط اللحظة وتخاذلت في توحيد الصفوف لإطلاق مشروع تحرير حقيقي لما تبقى من أراضي اليمن المحتلة

ليس المهم كيف قتل صالح أو أين بل الأهم أن الجهة التي قتلته هي نفسها التي تقتل اليمن كل يوم ميليشيات الحوثي لا تمثل خيارا سياسيا بل مشروعا مدمرا يعيد البلاد إلى منطق القوة والدم ويتلاعب بالعهود دون التزام أو احترام

من هنا لا بد أن يقال بوضوح من يتحالف اليوم مع الحوثيين فهو يتحالف مع من لم يحفظ عهدا ولم يتردد في تصفية أقرب شريك له حين اختلف معه وتجربة صالح كانت أوضح برهان ولا يليق بأي طرف وطني أن يكرر هذا الخطأ أو يراهن على جماعة تؤمن بالخيانة أكثر مما تؤمن بالحوار

رسالتنا اليوم يجب أن تكون حاسمة الميليشيات الحوثية هي من اغتالت صالح وهي من تستهدف بقية الأطراف وهي من تزرع الفوضى وتقوض الدولة وعلى القوى السياسية أن تعي أنها أخفقت سابقا عندما تفرقت وأن الوقت لا يرحم واليمن لا يحتمل المزيد من الانتظار فإما أن نضع أيدينا معا لتحرير ما تبقى من وطننا أو نبقى نتفرج عليه وهو ينهب بقوة السلاح والغدر

Exit mobile version