روكب اليوم – متابعات
2025-07-23 09:50:00
في أجواء أخوية دافئة جميلة ، التقى عدد من زملاء العمل المتقاعدين من “العيون الساهرة” في قسم النوبات بكهرباء وادي حضرموت ، مسترجعين شريط ذكريات سنوات العطاء والانضباط ، ومناقشين ما آلت إليه أوضاع الكهرباء وكم هم يحترقون ويتألمون على حالها اليوم . دخلوا الكهرباء شبابا وغادروها كهولا شيبانا هكذا هي الحياة . والبعض منهم توفاه الله فترحموا على من فقدوهم من الزملاء ونسأل الله يغفر لهم ويرحمهم وان يكون مثواهم الجنة .
أقيم اللقاء في منزل الشيخ سالم بلعيد بن وثاب ، الذي فتح قلبه قبل بيته العامر لاستقبال الزملاء ، في مبادرة كرّم بها الذاكرة المؤسسية وروح المحبة والزمالة القديمة . وما إن أعلن عن اللقاء حتى سارع كثيرون للتسجيل ، مؤكدين رغبتهم في إعادة لمّ الشمل ، رغم الظروف الصحية الصعبة والبُعد الجغرافي وحرارة الطقس ، لكن حرارة الشوق واللقاء أنستهم كل الظروف المحيطة بهم .
تأسس قسم النوبات مع انطلاقة محطة الكهرباء في العام 1982م ، حين كانت الكهرباء تغذي الوادي دون انقطاع ، ويعمل الطاقم على مدار الساعة في ظل ظروف صعبة وموارد محدودة ، ولكن بروح عالية من المسؤولية والانضباط .
الجلسة التي جمعتهم هذه المرة كانت مفعمة بالذكريات والمواقف الطريفة فارتفعت ضحكاتهم مستأنسين بحديث الذكريات الجميل ، فتبادل الحضور الحكايات عن أيام العمل الجاد ، حيث لم تكن العواطف تدخل في حسابات المسؤولية ، وكان مبدأ العقاب يُطبق لضبط الأداء ، أما مبدأ الثواب فكان نادرًا بسبب شح الإمكانيات . ومع ذلك كانوا يؤدون واجبهم بإخلاصٍ وصدقٍ وتفانٍ ، يراقبون المحركات تحملوا ضوضاءها وأصواتها المزعجة والتي ربما أصيب البعض منهم في سمعه ، ولكن هذا لا يهم المهم التيار الكهربائي مستمر للمستهلكين ، ويرفعون الأعطال أولاً بأول حفاظا على سلامة المحركات . ومن المبادرات الرائعة في الفترة الأخيرة يتم تكريم العمال المتقاعدين بجهود ذاتية من زملاءهم وسط غياب من الإدارة وإن حضروا كضيوف شرف ليس إلا ، والتكريم هو خطوة تجسد معنى الحب والتقدير فكانت لقاءات وداع وفراق أخوي صعب كم اختلطت بها دموع المتقاعدين في لحظات مؤثرة ، فهي خطوة أول من بدأها هؤلاء عمال التشغيل ، صحيح أن المتقاعدين السابقين لم يحظوا بها ولكنها فكرة جاءت متأخرة . ولكنهم يبقون هم الأساس الذي بُنِيَ عليه الود والمحبة بين زملاء العمل فهم القدوات الأساسيين والجميع يعتز بهم ويَذكُر توجيهاتهم للعمال وتفانيهم وتضحياتهم وإخلاصهم في العمل .
حضر اللقاء عدد من المهندسين القدامى ، منهم :
المهندس أبوبكر سقاف العيدروس ، أول مهندس تشغيل للمحطة .
المهندس علوي عبدالقادر الجفري .
المهندس علي حسن بلفاس .
المهندس علي عبود الجابري .
المهندس زكي أحمد بن صافي .
المهندس سالم العبد بن شميل الجابري .
المهندس سلمان منصور بارماده .
وغيرهم من كوادر النوبات الميدانيين .
رغم اعتذار البعض لأسباب صحية ، ومنهم من سافر لإجراء عمليات قسطرة ، إلا أن الحاضرين أضفوا على اللقاء دفئًا وحنينًا خاصًا. فقد جاء بعضهم يتكئ على عصاه ، وتحمّلوا مشاق الحضور حبًا في اللقاء .
ومن أبرز ما دار في النقاشات اقتراحات بتكرار اللقاء مستقبلًا ، بل وتأسيس مجلس استشاري فني يضم المتقاعدين ذوي الخبرة ، ليستفيد الجيل الحالي من معارفهم العميقة بالمحطة .
🍽️ بعد تناول وجبة الغداء الدسمة وشرب الشاي ، ودّع الحاضرون بعضهم على أمل اللقاء في مرات قادمة .
[ والناس في الدنيا معادن
لو خيروني باختار الذهب
وهؤلاء الزملاء هم الذهب ] .
📩 رسالة إلى الدكتور خالد باحريش – مدير كهرباء وادي حضرموت :
هؤلاء الزملاء الذين خدموا المؤسسة منذ شبابهم حتى شابت رؤوسهم ، وتحملوا الليالي الطوال والسهر وظروف العمل القاسية حتى أصاب أجسادهم أمراض عديدة ، ألا يستحقون لفتة كريمة تليق بما قدموه؟.
كان اللقاء يوم الإثنين 26 محرم 1447ﻫ الموافق 21 يوليو 2025 م . ” يوم لا يُنسى “