Site icon روكب اليوم

ناشط حقوقي جنوبي يكتب: أنا مشروع شهيد… فلتصمتوا أنتم، ولتتحدث جراحنا التي خانها أصحاب القرار!

GdVUqqpXkAAyYmF 01

✍️الناشط الحقوقي أسعد ابو الخطاب

أنا مشروع شهيد… بالأمس كنت في الميدان أقاوم، واليوم أتحمّل الألم بصمت، وغدًا من يدري؟

قد أكون شهيد  جديد يدفن كأنها لم يقاتل، لم يكتب، ولم يصرخ من أجل الجنوب… نعم، أنا جريح، لكن لا تفرحوا كثيرًا، فجُرحي ليس مما ترونه بالعين، بل مما لا ترونه لأنكم لا تملكون ضميرًا.
أنا الجريح الذي قاتل، الذي صرخ، الذي تجرّأ وقال “لا” حين ارتجفت أفواهكم، واليوم، أتألم لأن من كنت أظنهم أهلي، شعبي، قيادتي، تركوني في العراء، تركوني دون منحة علاجية، دون سؤال، دون حتى رسالة تضامن باردة.

أين كانت قيادتنا الجنوبية؟

هل تسأل عني كما تسأل عن الكراسي والمخصصات؟

أم أنني أصبحت عبئًا على مشهدٍ أرادوه بلا صوت حر، بلا جريح يُذكّرهم بالخيانة؟

الكل أجمع على موتي، نعم، لم يقولوه بصوتٍ عالٍ، لكن صمتهم أبلغ من ألف رصاصة، كأنهم ينتظرونني أن أموت مثل البعير، أن يُسدل الستار عليّ في صمت، أن أُدفن بلا وداع، بلا كرامة، بلا ذكرى!

أقولها بمرارة:

أنا الذي صلت وجلت، أنا من أرعب العدو، لا برصاصة، بل بكلمة أقوى من قذائفهم، أنا من أرّق مضاجع المحتل بمقالٍ صادق لا يعرف الخوف،
واليوم، أنا هو من تريدونه أن يرحل لأن بقاءه يُزعج من تعوّدوا على الصمت والانبطاح.

لا نامت أعين الجبناء:

من خذل الجريح، سيخذل الشهيد،
ومن ترك من ضحى، لا يستحق أن يمثل شعبًا.

أتعلمون ما يؤلم أكثر من الجرح؟

أن ترى من يدّعون تمثيلك يتفرجون على نزيفك، يصمتون، بل يتمنون أن تختفي، لأنك تُحرجهم، تُعرّيهم، تُذكّرهم بأنهم ما كانوا يومًا في ساحة النضال.

الجنوب ليس راية فقط:

الجنوب هو أنا وأمثالي، هو من ناضل وسقط وتألم ولم يُكافأ إلا بالإقصاء.

أنا مشروع شهيد، وسأموت واقفًا كما كنت دائمًا:

لكن كلمتي ستبقى، ستفضح، وستؤلم، وستحرق جدران النفاق… وسيعرف التاريخ أن من مات، لم يكن خائنًا، بل كان مزعجًا لصنّاع الكذب!

Exit mobile version