روكب اليوم / اسكندر الطفي
في كل عام، وتحديدًا في مثل هذه الأيام من يوليو، تعيش مدينة المكلا وسواحل حضرموت واحدة من أجمل الظواهر الطبيعية والموسمية التي باتت تشكل جزءًا من الذاكرة الحضرمية لأهل الساحل.. إنه موسم “نجم البلدة”، حينما يبرد البحر فجأة، وتتحول الشواطئ إلى ساحة فرح جماعي ينسى فيها الناس همومهم.
رغم حرارة الصيف ولهيب الأسعار وتردي الخدمات، تجد آلاف الأسر والناس من كل الفئات يجتمعون على الرمال الذهبية في منظر بديع، لا تحكمه بروتوكولات ولا يُفسده الحزن العام.. فقط صوت الأمواج الباردة، وضحكات الأطفال، وروائح البخور والشاي، ورائحة البحر التي تشبه الحنين.
نجم البلدة ليس مجرد موسم بحري.. بل طقس اجتماعي عميق، وتراث حيّ، ومتنفس شعبي يعيد بعض التوازن في زمن الخنقة المعيشية. هو احتفال تلقائي بالحياة، رغم كل ما يحيط بها من أزمات.
ولعل أجمل ما في هذا الموسم، هو أنه يُذكّرنا أن الفرح ممكن، وأن البحر حينما يبرد، تشتعل في القلوب حرارة اللقاء والتقارب والسكينة، ولو لأيام قليلة.
من حضرموت.. من المكلا.. من رائحة البحر البارد.. نبعث للعالم رسالة: لا تزال لدينا فسحة فرح، حتى وإن ضاقت بنا الدنيا.