
روكب اليوم
في مشهد علمي وإنساني مؤثر .. نظّم مركز التراث الشعبي والدراسات بجامعة أبين بالتعاون مع المبادرة الوطنية للمحبة والسلام ندوة علمية صباح امس الثلاثاء في قاعة المحافظ بديوان الجامعة تحت عنوان : “الأبعاد الاستراتيجية والإنسانية والسياسية والقانونية والتاريخية للحرب على غزة” وذلك تزامناً مع الذكرى الثانية لإنطلاق عملية “طوفان الأقصى” الـ7 من أكتوبر وفي إطار فعاليات اليوم العالمي للسلام .
شارك في الندوة نخبة من الأكاديميين من جامعتي عدن وأبين حيث تناولت الأوراق العلمية المقدمة مختلف جوانب الصراع في غزة، مسلّطةً الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وسط حصار خانق مستمر منذ عامين وحرب إبادة ممنهجة في ظل صمت دولي مخزٍ وتخاذل واضح من المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الذي بات عاجزاً بفعل استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) .
ركزت المداخلات على الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين من تجويع وقصف وتدمير للبنية التحتية في ظل دعم دولي غير مبرر وتواطؤ إعلامي وسياسي يساهم في شرعنة هذه الجرائم .
وأكد المشاركون أن ما يجري في غزة يُعد إبادة جماعية مكتملة الأركان تستوجب تحركاً عاجلاً من الضمير العالمي ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية .
*مداخلة من قلب المعاناة .. صوت من غزة تحت القصف ..!!*
في لحظة مؤثرة .. اختتمت الندوة بمداخلة مرئية للأستاذ/ صالح حماد من جامعة الأقصى بفلسطين سجلها من خيمته في منطقة النزوح داخل القطاع تحت أزيز الطائرات وأصوات القصف .
تحدث فيها عن معاناته الشخصية والعلمية وعن تأثيرات الحرب على مستقبل سكان غزة، مؤكداً أن التعليم بات مهدداً، وأن الأمل يتآكل تحت وطأة الحصار والدمار .
وفي ختام الفعالية _ التي حضرها وكيل محافظة أبين أ. عبدالعزيز الحمزة وقيادة جامعة أبين وعدد من المسؤولين في المحافظة _ قدمت المبادرة الوطنية للمحبة والسلام شهادات تقديرية للأساتذة الأكاديميين المشاركين تقديراً لجهودهم في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية من منظور علمي وإنساني ولإسهامهم في ترسيخ الوعي بقضايا الأمة المصيرية .
*رسالة جامعة أبين : العلم في خدمة العدالة والضمير*
أثبتت جامعة أبين من خلال هذه الندوة أن المؤسسات الأكاديمية ليست مجرد منابر للبحث بل منصات للحق وصوت للضمير وجسر للتضامن مع الشعوب المنكوبة .
وفي زمن تتعدد فيه الروايات تبقى غزة الحقيقة التي لا تُطمس والنداء الذي لا يُسكت والجرح الذي لا يندمل إلا بالعدالة .
*غزة ليست قضية حدود .. إنها قضية وجود*