هل تتراجع صادرات السيارات الكهربائية الصينية بعد إسقاطها من خطط الدولة؟ : روكب اليوم الاقتصادية

لكن إنتاج وصادرات السيارات الكهربائية في البلاد قد يشهد تراجعاً ملحوظاً بعد تحول سياسي كبير سيخفض دعم السيارات الكهربائية خلال الخمس سنوات القادمة، وفق الخطة الخمسية التي تم الإعلان عن ملامحها الرئيسية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });

أسقط كبار صانعي السياسات في الصين السيارات الكهربائية من قائمة الصناعات الاستراتيجية لأجندة التنمية 2026-2030، وهي المخطط الرئيسي للسياسة الصناعية في الصين.

يُفسر محللو الصناعة هذا الإغفال، لأول مرة منذ أكثر من عقد، على أنه إشارة إلى أن بكين مستعدة الآن للسماح لقوى السوق بتشكيل قطاع السيارات الكهربائية، بعد سنوات من الدعم الحكومي المكثف.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });

في الداخل، من المتوقع أن تؤدي تخفيضات الدعم إلى ترشيد وتقليص حجم هذا القطاع المتضخم، الذي يضم أكثر من 150 شركة مُصنعة للسيارات.

من المتوقع أن تؤثر هذه التغييرات بدورها على أسواق السيارات العالمية، التي طغى على الكثير منها إمدادات الصادرات الصينية منخفضة السعر، التي تم توجيهها إلى الخارج بعد تشبع السوق المحلية.

مع احتمال انكماش إنتاج وصادرات السيارات الكهربائية الصينية، قد تبدأ الأسواق الأجنبية المستوردة، التي كانت مكتظة سابقاً بالصادرات الصينية، في إتاحة الفرصة لشركات صناعة السيارات المنافسة في السنوات المقبلة.

انتشار واسع

خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 وحده، صدرت الصين سيارات كهربائية إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، بإيرادات إجمالية تقارب 48 مليار دولار، وفقاً لبيانات مركز أبحاث «إمبر».

كانت بلجيكا الوجهة الأولى من يناير إلى سبتمبر من هذا العام، بمبيعات بلغت قيمتها نحو 5 مليارات دولار، تليها البرازيل وأستراليا والإمارات العربية المتحدة، حيث اشترت هذه الدول الثلاث مجتمعة ما قيمته 6.5 مليار دولار أميركي من السيارات الكهربائية الصينية.

وعلى الصعيد الإقليمي، تُعدّ أوروبا السوق الرئيسية لصادرات السيارات الكهربائية الصينية، حيث تُمثّل القارة نحو نصف إجمالي صادرات السيارات الكهربائية الصينية منذ بداية عام 2018، حتى الآن.

في عام 2025 وحده استوردت أوروبا ما قيمته نحو 20 مليار دولار أميركي من السيارات الكهربائية الصينية.

واستحوذت الدول الآسيوية على ثاني أكبر شريحة، حيث حاذت على نحو 20% من إجمالي الصادرات الصينية من السيارات الكهربائية منذ عام 2018، واستوردت سيارات كهربائية بقيمة 12.5 مليار دولار أميركي هذا العام فقط.

نمو سريع

حتى مع استحواذ الدول الأوروبية والآسيوية على كميات قياسية من السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، توسع مصدرو السيارات الكهربائية الصينية إلى مناطق أخرى، وحتى الآن في عام 2025، شهدت إفريقيا أكبر توسع على أساس سنوي، حيث سجلت القارة زيادة بنسبة 184% في واردات السيارات الكهربائية الصينية المستوردة خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2025، مقارنة بالأشهر نفسها في عام 2024، حيث تُظهر بيانات إمبر أن واردات إفريقيا من السيارات الكهربائية الصينية بلغت نحو مليار دولار هذا العام.

وبلغت المبيعات في الشرق الأوسط 4.5 مليار دولار في أول تسعة أشهر من عام 2025، لتُسجل المنطقة ثاني أكبر قفزة في واردات السيارات الكهربائية الصينية بزيادة قدرها 71% عن الأشهر نفسها في عام 2024.

وكانت أميركا الشمالية المنطقة الوحيدة التي شهدت انكماشاً في واردات السيارات الكهربائية الصينية، بنسبة 42% في وارداتها حتى الآن في عام 2025 مقارنةً بالعام السابق، ويُعزى ذلك أساساً إلى النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

توقف الدعم

عندما تراجعت الصين عن دعم «الثلاثية القديمة» وهي المنسوجات والأثاث المنزلي والأجهزة المنزلية، انتقلت هذه الصناعات من الصين إلى خارجها، وتحول السوق الصيني إلى استيراد هذه السلع، والاتجاه بدلاً من ذلك للثلاثية الحديثة وهي صناعة البطاريات والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، التي دعمتها الخطط الخمسية للدولة.

لكن الآن، مع إعلان حكومة الصين إسقاط هذه الصناعة من خططها متوسطة المدى، فمن المتوقع أن تُمثل الأسواق العديدة التي توسعت في شراء السيارات الصينية فرصاً واعدة لمنتجي السيارات الآخرين في السنوات المقبلة.

(رويترز)