Site icon روكب اليوم

”هل تريدون منّا أن نغادر باستثماراتنا اليمن… أم نلقي بأنفسنا من على جبل نقم؟” – مستثمر يمني يصرخ من قلب صنعاء المُثخَنة بالجبايات الحوثية

350034 L.webp.webp
روكب اليوم

في مشهدٍ يختزل سنواتٍ من الإحباط والانهيار الاقتصادي، وجّه مستثمر يمني في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، نداءً ممزوجًا بالقهر والحزن، بعد سلسلة مضايقات وابتزازات مالية قالت مصادر اقتصادية إنها باتت “سياسة رسمية” تنتهجها الجماعة ضد رجال الأعمال والتجار.

وفي تصريحٍ اتسم بالمرارة والوجع، قال المستثمر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام:
“هل تريدون منّا أن نغادر باستثماراتنا اليمن… أم ننتحر في جبل نقم؟!”
مشيرًا إلى أحد أشهر المواقع الجغرافية في صنعاء، كرمزٍ للانهيار النفسي والاقتصادي الذي يعيشه المستثمرون تحت وطأة الابتزاز اليومي.

جبايات بلا حدود… وسندات “وهمية” تُفرغ جيوب التجار

وأوضح المستثمر أن جماعة الحوثي فرضت على قطاع الأعمال سلسلة من “الجبايات” تحت أسماء متعددة — منها ما يُسمّى “سندات دعم المجهود الحربي”، أو “رسوم التفتيش الأمني”، أو حتى “ضرائب تطوير البنية التحتية” — رغم أن أياً من هذه المشاريع لا يرى النور على أرض الواقع.

وأضاف بأسى:
“كل يوم يُطلب منّا دفع مبلغ جديد، تحت تهديد مباشر أو غير مباشر. لا قانون يحمينا، ولا جهة نشكو إليها. نحن بين خيارين: إما أن نهرب ونترك كل ما بنيناه طوال عقود، أو ندفع حتى آخر ريال… حتى لو بقينا جياعًا.”

اقتصاد منهك… وثقة مفقودة

ويُجمع خبراء اقتصاديون على أن هذه الممارسات أدت إلى تدهور حاد في مناخ الاستثمار في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث تراجعت الثقة بشكل غير مسبوق، وانهارت مشاريع كانت يومًا ركيزة للاقتصاد المحلي.

ووفق تقارير محلية، فإن العشرات من المصانع والمتاجر أُجبرت على الإغلاق خلال الأشهر الماضية، بينما فرّ عددٌ متزايد من المستثمرين إلى خارج البلاد، تاركين وراءهم أحلامًا وأعمالًا بُنيت بسنوات من الجهد.

رسالة من قلب المعاناة

وأنهى المستثمر كلمته بنداءٍ مفتوح إلى جماعة الحوثي:
“نحن لسنا أعداءكم، بل أبناء هذا الوطن. استثماراتنا لم تبنِ قصورًا لكم، بل وفرت خبزًا لأبناء شعبكم. فلماذا تقتلوننا ببطء؟ هل تريدون يمنًا بلا اقتصاد؟ بلا مستقبل؟”


Exit mobile version