يحيى اليزيدي.. قيادة اجتماعية تحتضن المجتمع المدني وتُعلي من شأن المرأة

في الوقت الذي تواجه فيه مؤسسات الدولة تحديات جسيمة على مختلف المستويات، يبرز الأستاذ يحيى اليزيدي، مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بمحافظة أبين، كنموذجٍ استثنائي للقيادة المجتمعية الفاعلة التي استطاعت أن تحدث فرقًا ملموسًا خلال فترة زمنية قصيرة.

منذ توليه مهامه، لم يكتفِ اليزيدي بالأداء الإداري الروتيني، بل بادر إلى فتح أبواب الشؤون الاجتماعية أمام منظمات المجتمع المدني، وسعى بكل حيوية إلى بناء علاقات تشاركية تقوم على الثقة والاحترام المتبادل، جاعلًا من المكتب حاضنة حقيقية للمبادرات المدنية والتنموية.

ولعل أبرز ما يُحسب له، هو نجاحه في توحيد جهود المجتمع المدني تحت مظلة رسمية واحدة، تضمن التنسيق والتكامل، وتحفظ الاستقلالية، وتُعزّز الفاعلية. لقد أعاد تعريف دور المكتب من كونه جهة إشرافية إلى شريك حقيقي للتغيير والنهوض بالمجتمع.

أما على صعيد تمكين المرأة، فقد كان لليزيدي دور ريادي لا يمكن تجاهله. فقد حرص على منح النساء مساحات فاعلة داخل هيكل المكتب، سواء عبر إنشاء أقسام نسائية مستقلة، أو عبر تعيين كفاءات نسائية في مواقع قيادية حقيقية، تُمارس فيها المرأة دورها في التخطيط، والإشراف، واتخاذ القرار. وهو توجه يُجسد إيمانًا راسخًا بأن المجتمعات لا تتعافى ولا تنهض إلا بشراكة عادلة وشاملة.

لقد استطاع يحيى اليزيدي أن يُعيد لمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل هيبته ودوره المجتمعي والوطني، كجسر بين الدولة والمجتمع، وكمنصة لتمكين الفاعلين في الميدان، رجالاً ونساءً.

في ظل هذا النموذج القيادي، تتجلى أهمية أن يقود المؤسسات رجال يمتلكون الرؤية، والشغف، والانفتاح، وهي العوامل التي مكّنت اليزيدي من تحويل التحديات إلى فرص، والعلاقات المؤسسية إلى روابط إنسانية متينة، تصبّ جميعها في مصلحة المواطن أولًا وأخيرًا.

بُشرى السعدي

رئيسة مؤسسة معاً نرتقي لرعاية المرأة والطفل.