إن سقط المجلس الانتقالي سقطت القضية.. ونحن آخر من يريد ذلك

الناشط الحقوقي أسعد ابو الخطاب

في وقتٍ تتزايد فيه الانتقادات الموجهة للمجلس الانتقالي الجنوبي من قبل نشطاء ومواطنين وحقوقيين جنوبيين، يخرج الصوت الأصدق والأوضح: نعم، ننتقد… لكننا لا نريد السقوط!

لأن سقوط المجلس الانتقالي ليس مجرد فشل سياسي، بل سقوط للقضية الجنوبية برمتها، وتسليم مفتاح العاصمة عدن ومصير الجنوب لأعداء الأمس واليوم والغد.

نحن – أبناء الجنوب، جرحاه، شهداؤه، مناضلوه، المهمَّشون منه اليوم ربما – لا نحمل عداءً للانتقالي، بل نحمله على أكتافنا حين يخذله المتسلقون، ونرفعه في القلوب حين يسقط في يد المساومين.

نحن لا نهاجم المجلس لكي نسقطه، بل ننتقده لكي لا يسقط… لأن سقوطه يعني سقوط كل حلم حلمناه، وكل دمٍ سكبناه، وكل وطنٍ صغناه من صراخ أمهات الشهداء وتعب الجبهات.

من الذي يريد للانتقالي أن يضعف؟

نحن؟

أم من يتربص به من الخارج؟

من يريد إزاحته من المشهد؟

نحن؟

أم أولئك الذين يرون في وجوده نهاية لمشاريعهم في إعادة الجنوب إلى باب اليمن؟

نحن من روينا تراب الجنوب بدمائنا، نحن من قدمنا أبناءنا وإخواننا، نحن من صدقنا الوعد وآمنا بالحلم.

فهل يُعقل أن نكون نحن من يريد للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يسقط؟

لكن في المقابل، لن نصمت حين نرى أخطاء قاتلة… لن نُصفّق لقرارات متخبطة، ولن نبارك التجاهل والتهميش والفساد، لأن الصمت هنا خيانة، والمجاملة جريمة.

انتقادنا هو انتقاد المحب، لا الشامت… هو صرخة تصحيح لا زعيق إسقاط… هو نداء من قلب البيت، لا مؤامرة خلف الأبواب.

نحن نريد للمجلس أن يُراجع نفسه، أن يُحسّن أداءه، أن ينزل إلى أرض الواقع، أن يرى جرحى الجبهات لا فقط أصحاب الكراسي، أن يسمع صوت الفقراء قبل أن يسمع تصفيق المصفقين.

نريده أقوى لا أضعف، أوفى لا أكثر تبعية، أقرب للشعب لا للصالونات… نريده أن يكون فعلاً، لا شعاراً… نريده أن يستحق الدم الذي سال لأجله.

في الختام:
إن سقط الانتقالي سقطت القضية الجنوبية… ونحن – رغم كل الغضب والخذلان والانتقاد – آخر من يريد ذلك.
لكننا نُحذر، لأن من يحب يُنذر، ومن يخاف على الشيء يصرخ قبل أن يسقط من بين يديه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks