رئيس الاستخبارات الروسية يلوّح بإمكانية لقاء مرتقب مع مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية

في تصريح لافت يعكس تحركات دبلوماسية غير مباشرة وسط التوترات المتصاعدة بين موسكو وواشنطن، أعلن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، أنه لا يستبعد عقد لقاء مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ويليام بيرنز، في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن قنوات الاتصال بين الجانبين لا تزال مفتوحة.

وأوضح ناريشكين خلال تصريحاته، التي نقلتها وسائل الإعلام الروسية وتناقلتها لاحقًا عدة وكالات دولية، أن اللقاءات السابقة مع المسؤول الأمريكي كانت “بنّاءة”، مضيفًا أن التواصل بين الجهازين الاستخباريين لم ينقطع رغم التوترات السياسية والعسكرية المتصاعدة على خلفية الحرب في أوكرانيا والتنافس الجيوسياسي بين القوتين.

ويُعد هذا التصريح بمثابة بادرة قد تحمل في طياتها مؤشرات على محاولات لكسر الجمود في العلاقات الثنائية المتأزمة، خاصة في ظل تصاعد المخاوف الدولية من اتساع رقعة النزاعات وتدهور العلاقات بين روسيا والغرب إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب الباردة.

يُذكر أن آخر لقاء علني بين ناريشكين وبيرنز جرى في أواخر عام 2022 في أنقرة، وتركّز حينها على قضايا أمنية تتعلق باستخدام الأسلحة النووية وتجنب التصعيد المباشر بين الجانبين. ويرى مراقبون أن مثل هذه اللقاءات، وإن كانت نادرة، تفتح نوافذ للحوار في ظل انسداد القنوات الدبلوماسية التقليدية.

ويأتي هذا التصريح في وقت تتزايد فيه التحذيرات من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة في عدة مناطق، ما يجعل أي تواصل استخباراتي رفيع المستوى فرصة لضبط إيقاع الصراعات وتفادي الانزلاق نحو السيناريوهات الأسوأ.

وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الأمريكي حتى الآن، إلا أن مجرد الإشارة الروسية إلى إمكانية عقد لقاء جديد، تعكس إدراكًا مشتركًا لأهمية التواصل الأمني والاستخباراتي، كجزء من أدوات إدارة الأزمات الدولية الكبرى.