
في ظل استمرار الغموض حول مصير البرنامج النووي الإيراني بعد “حرب الـ12 يوما” الأخيرة، أثار وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تساؤلات جديدة بشأن إمكانية عودة إسرائيل إلى استهداف المنشآت النووية الإيرانية مجددًا، بعدما أقرّ بأن الضربات السابقة لم تحقق الهدف الكامل منها.
وقال كاتس، في مقابلة بثتها القناة 13 الإسرائيلية مساء الخميس، إن إسرائيل لم تتمكن من تدمير كل اليورانيوم عالي التخصيب الذي كان بحوزة إيران قبل اندلاع الحرب، والتي بلغت كميته نحو 408 كيلوجرامات. وردًا على سؤال بشأن ما إذا كانت تلك الكميات قد نُقلت داخل إيران أو إلى خارجها، أشار كاتس إلى أن هذا لم يكن هدف العملية، موضحًا:
“كان واضحًا منذ البداية أن الهجوم لن يقضي على كل المواد النووية. الموقف المشترك بين واشنطن وتل أبيب هو أن الإيرانيين سيُطلب منهم تسليم تلك المواد”.
وبشأن ما أثير عن محاولة اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي خلال الحرب، أكد كاتس أن إسرائيل سعت إلى تنفيذ هذا السيناريو، لكنه أضاف: “لم تكن هناك فرصة عملياتية حقيقية لاغتياله في تلك المرحلة”.
تصريحات كاتس تمثل اعترافًا علنيًا بشأن سقف الأهداف العسكرية التي وضعتها إسرائيل خلال الحرب، وتعكس في الوقت نفسه مؤشرات على وجود فجوة بين الطموحات السياسية والواقع الميداني، خاصة فيما يتعلق بالقدرة على إنهاء البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التكهنات حول إمكانية استئناف العمليات الإسرائيلية داخل إيران، سواء بشكل مباشر أو عبر عمليات سرّية تستهدف البنية التحتية أو القيادة السياسية والعسكرية لطهران.
هذه التصريحات تفتح بابًا جديدًا للنقاش داخل إسرائيل وخارجها حول فعالية الضربات السابقة، ومدى نجاحها في الحد من خطر البرنامج النووي الإيراني، خصوصًا مع عودة الحديث عن اليورانيوم المُخصب الذي لا يزال في حوزة إيران، واحتمالات تصعيد جديد قد يعيد المنطقة إلى مربع المواجهة.