وأشار عدد من المزارعين إلى أن هذه الإصابات تُعدّ الأولى من نوعها في تاريخ أبين، حيث أبلغوا عن تدهور واضح في إنتاجية السمسم والفول السوداني، وظهور أعراض اصفرار وضعف عام على النباتات.
وقال المهندس الزراعي عبدالقادر السميطي في تصريح لصحيفة “الأيام”: “من خلال نزولنا الميداني إلى عدد من مزارع دلتا أبين، لوحظ ارتفاع غير مسبوق في أعداد الذبابة البيضاء وهي الحشرة الوحيدة المسؤولة عن نقل الأمراض الفيروسية للنباتات، مما أدى إلى إصابات واسعة في محاصيل السمسم والفول السوداني والخضروات الطازجة التي تشتهر بزراعتها أبين”.
وأضاف السميطي بأن الآفات الزراعية تفاقمت مؤخرًا بشكل ملحوظ، مسببة خسائر مادية جسيمة للمزارعين، خصوصًا وأن السمسم والفول السوداني من أهم المحاصيل النقدية التي تشتهر بها أبين وتُعرف بجودتها العالية على مستوى الجزيرة العربية.
وأشار إلى أن دودة الحشد الخريفية انضمت مؤخرًا إلى قائمة الآفات الخطيرة التي تصيب الدلتا، إذ تعتبر من الحشرات الغازية عبر الحدود وقد دخلت البلاد سنة 2016 تقريبا ما أدى إلى تضرر محاصيل الحبوب والذرة الشامية.
وحول طرق الحد من انتشار تلك الأمراض، أكد السميطي أن المكافحة تتطلب جهودًا حكومية وشعبية متكاملة، داعيًا إلى إعادة تفعيل دور مراكز الأبحاث الزراعية والإرشاد الزراعي، مثل مركز الكود في أبين الذي كان في الماضي من أرقى وأقدم المراكز البحثية في الجزيرة والخليج، وله دور بارز في التحري والوقاية من الفيروسات الغازية قبل عام 1990م، إلا أن تلك الجهود تراجعت بشكل كبير بعد ذلك.
كما شدد السميطي على ضرورة اتباع إجراءات وقائية عاجلة، من أبرزها: استخدام المبيدات الموصى بها علميًا من قبل الجهات المختصة، و إزالة الحشائش والعوائل النباتية القريبة من الحقول، ومكافحة أشجار السيسبان التي تغطي مساحات واسعة من الدلتا، كونها تُعدّ مأوى رئيسيًا لتكاثر الذبابة البيضاء وانتقالها إلى الحقول الزراعية.
واختتم السميطي تصريحه قائلًا: “إن الحفاظ على الزراعة في دلتا أبين مسؤولية وطنية تتطلب تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية، لأن استمرار الإهمال يعني خسارة واحدة من أهم المناطق الزراعية المنتجة في البلاد”.