

ويأتي هذا المشروع ضمن برنامج “تكامل”، بالشراكة مع منظمة”سيفرورلد” وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبالتنسيق مع فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في عدن. ويهدف المشروع إلى تمكين منظمات المجتمع المدني لقيادة الجهود المناخية والبيئية في المدينة.
وفي كلمة له خلال الفعالية، أكد المهندس توفيق الشرجبي، وزير المياه والبيئة، أن تدشين مشروع “أصوات عدن الخضراء” يُعد خطوة نوعية نحو تعزيز العمل المناخي والبيئي في المدينة، وبناء مستقبل بيئي مستدام يسهم في دعم الاستقرار الاجتماعي. وأوضح أن الأراضي الرطبة في عدن تمثل خط الدفاع الطبيعي للمدينة ضد التغيرات المناخية، وهي إرث ودرع بيئي ينبغي الحفاظ عليه، مشيدًا بدور المشروع في تعزيز مشاركة منظمات المجتمع المدني في حماية محميات الأراضي الرطبة الخمس.
م. توفيق الشرجبي وزير المياه والبيئة
وثمّن الوزير الجهود المبذولة من الشركاء في إنتاج فيلم وثائقي وخمسة تحقيقات صحفية، وإطلاق حملة رقمية توعوية واسعة تحت وسم أنقذوا محميات عدن الرطبة، مؤكدًا دعم الوزارة الكامل للعمل المشترك مع هيئة حماية البيئة في عدن لاستكمال ملف انضمام المحميات إلى اتفاقية رامسار لضمان حمايتها دوليًا.
كما أشاد الشرجبي بجهود مؤسسة الصحافة الإنسانية ومنظمة سيفرورلد، وبدعم الاتحاد الأوروبي، في تمكين ثماني منظمات مجتمع مدني وممثلين عن الهيئة والوزارة ليكونوا قادة مناخيين مدربين، معتبرًا ذلك استثمارًا حقيقيًا في مستقبل العمل البيئي باليمن. وأشار إلى تطلع الوزارة لتفعيل شبكة “أصوات عدن الخضراء” رسميًا واعتماد ميثاق الشرف الخاص بها لتصبح شريكًا فاعلًا في رسم السياسات البيئية، داعيًا القائمين على المشروع إلى مواصلة الجهود في إعداد ورقة سياسات عامة ومسودة إطار موضوعي لتدخلات المنظمات بما يترجم أولويات المجتمع المدني إلى إجراءات حكومية ملموسة.
واختتم وزير المياه والبيئة تأكيد وزارته على التزام بفتح أبواب التعاون والتنسيق لإنجاح المشروع، مشيرًا إلى أن التحديات كبيرة، “لكن إرادتنا، وشراكتنا، وصدق أصوات عدن الخضراء أقوى”، حد تعبيره.
من جانبه أشاد نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة صلاح العاقل، جهود مؤسسة الصحافة الإنسانية (HJF)وتميزها في مجال الصحافة المتخصصة، ودورها الريادي في توثيق قضايا المناخ من خلال سلاسل من التحقيقات الصحفية المعمقة، إلى جانب أبحاث ودراسات أُنجزت باللغتين العربية والإنجليزية، مؤكداً أن هذا هو النوع من الصحافة الذي يحتاجه المجتمع اليوم لمواكبة التحديات البيئية.
وتطرق نائب وزير الإعلام إلى الأثار والمخاطر التي تجلت بوضوح في السيول والفيضانات التي ضربت عدن مؤخرًا والتي كشفت حجم الحاجة الماسة إلى تحرك جماعي لحماية البيئة وتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر التغير المناخي. وأشار إلى أن هذه التحديات لم تعد بيئية فحسب، بل أصبحت قضية إنسانية تمس حياة الناس واستقرارهم بشكل مباشر، لافتاً إلى التدهور المستمر للمحميات الخمس للأراضي الرطبة التي تُعدّ الدرع الطبيعي للمدينة في مواجهة الكوارث المناخية”.
كما لفت إلى أن العمل الجاري لإعداد ملف المحميات الطبيعية لتقديمه إلى اتفاقية رامسار يعد خطوة مهمة نحو تدويل القضية البيئية اليمنية، لما له من أثر في دعم الجهود الإعلامية والسياحية على المستويين الإقليمي والدولي، وصولًا إلى تحقيق هدف استقطاب ملايين الدولارات من صناديق المناخ العالمية. وأضاف “نؤكد التزام الوزارة بتسخير كافة منصاتنا الإعلامية للتعريف بهذا المشروع، ولحماية إرثنا الطبيعي، وندعو جميع الجهات الحكومية والمجتمع المدني إلى مد أيديهم للتعاون، فـ العمل المشترك هو الضامن لتحويل التحديات البيئية إلى فرص حقيقية للاستقرار والتنمية المستدامة.
وختم نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة كلمته، مباركًا تدشين مشروع “أصوات عدن الخضراء” الذي يعد نافذة جديدة للعمل البيئي المشترك في المدينة، ومعبرا عن شكره وتقديره لمؤسسة الصحافة الإنسانية ومنظمة «سيفرورلد» على جهودهما في تنفيذ المشروع، مشيدًا بالدعم السخي المقدم من الاتحاد الأوروبي الذي أسهم في إنجاح هذه المبادرة البيئية. مؤكدًا أن هذا المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي البيئي والمشاركة المجتمعية، قائلا “معًا سنطلق أصواتنا لنحمي عدن ونضمن لها مستقبلًا أخضر.
من جهته اعتبر رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية بسام القاضي، بان هذا المشروع يعد نوعيًا، كونه يأتي في لحظة حرجة تواجه فيها مدينة عدن تحديات بيئية متصاعدة، أبرزها التدهور المستمر لمحميات الأراضي الرطبة الخمس، التي تُشكل الدرع الطبيعي للمدينة في مواجهة الكوارث المناخية.
وتطرق القاضي إلى بدايات تأسيس المؤسسة قائلًا: “تأسست في عدن عام 2019، وسرعان ما أصبحت من أبرز المنظمات المحلية المتخصصة في الإعلام البيئي والمناخي. فالقضايا البيئية، كما أوضح، تتجاوز كونها مسائل بيئية بحتة، فهي في جوهرها قضايا إنسانية تؤثر مباشرة على حياة الناس واستقرارهم. وأضاف أن المؤسسة، خلال السنوات الماضية، ركزت جهودها على تسليط الضوء على أزمة المناخ في اليمن من خلال تحقيقات صحفية معمقة باللغتين العربية والإنجليزية، إلى جانب إعداد دراسات وأبحاث نوعية، وتنفيذ حملات دولية تهدف إلى نقل صوت المتضررين إلى المجتمع الدولي”.
وبيّن القاضي أن الصحافة البيئية والمناخية هي جوهر الصحافة الإنسانية، وأن المؤسسة تسعى إلى نقل قضايا البيئة من الهامش إلى صدارة النقاش وصنع القرار، باعتبار أن إهمال البيئة يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن وسلامة وحياة الناس.
وأشار إلى أن عدن تُعد من أكثر المدن اليمنية عرضة لمخاطر التغيرات المناخية، وهو ما تجلى في السيول والفيضانات التي شهدتها المدينة في أغسطس 2025م، مؤكداً أن الهدف الأسمى للمؤسسة يتمثل في ضمان حصول اليمن على تمويلات عادلة من صناديق المناخ الدولية، واستلهام التجارب الناجحة في دول مثل المغرب.
وحول أهداف المشروع أوضح القاضي، أنه يهدف إلى تمكين منظمات المجتمع المدني لقيادة العمل البيئي والمناخي محليًّا، من خلال التعاون مع ثماني منظمات مجتمع مدني والهيئة العامة لحماية البيئة، ضمن سلسلة ورش تدريبية متخصصة، يتم في ختامها تأسيس شبكة “أصوات عدن الخضراء” لتوحيد الجهود وبناء قوة مدنية فاعلة تضمن استمرار التأثير بعد انتهاء فترة المشروع الممتدة لخمسة أشهر. ودعا جميع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وشركاء التنمية إلى مد أيديهم للتعاون والعمل المشترك، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الحقيقي لتحويل التحديات البيئية إلى فرص تعزز الاستقرار والتنمية المستدامة.
واختتم رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية كلمته بالقول “معًا نطلق أصواتنا لحماية عدن، ونرسم لها مستقبلًا أخضر” ومعبرا عن شكره العميق لشركاء المؤسسة، منظمة سيفرورلد والاتحاد الأوروبي، على تمويلهما الكريم، وللهيئة العامة لحماية البيئة فرع عدن على دعمها المتواصل، مؤكداً أن هذا الدعم سيمكن المؤسسة من تنفيذ حملة إعلامية وميدانية واسعة، وإعداد ورقة سياسات عامة لحماية المحميات، إلى جانب تقديم ملف متكامل لاتفاقية “رامسار” بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية البيئة.
فيما أعرب وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي منصور زيد، عن سعادته بالمشاركة في تدشين المشروع، مشيداً بمسيرة رئيس المؤسسة. وأوضح أن المشروع خطوة مهمة لدمج قضايا البيئة ضمن الأولويات الوطنية، وتمكين منظمات المجتمع المدني من لعب دور فاعل، بما يسهم في تعزيز الشراكة مع المجتمع الدولي وتوفير الدعم المستقبلي.
وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي منصور زيد
وأكد زيد أن توجه منظمات المجتمع المدني نحو قضايا البيئة والمناخ يمثل خطوة مهمة تتماشى مع الاهتمام العالمي بمتغيرات المناخ، خصوصًا في ظل ما شهدته البلاد من أحداث مناخية متكررة ناتجة عن ضعف الوعي وغياب الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال. مشيرا إلى أن مشروع “الصوت الأخضر” يُعد مشروعاً نوعياً لكونه يسهم في دمج قضايا المناخ والبيئة ضمن الأولويات الوطنية، كما يمكّن منظمات المجتمع المدني في العاصمة عدن والمناطق المحررة من القيام بدور فاعل في هذا الملف، ويساعد في رسم استراتيجيات وطنية تتواكب مع توجهات وزارة المياه والبيئة. كما أن المشروع سيشكل قصة نجاح حقيقية تسهم في تعزيز ثقة المنظمات الدولية بالمجتمع المدني المحلي، وتفتح آفاقاً أوسع للشراكة والتعاون وتعبئة المزيد من الدعم المستقبلي.
واختتم وكيل وزارة التخطيط تأكيد وزارته على تواصل دعمها لمثل هذه المبادرات والمشاريع بالشراكة مع المنظمات الدولية، معبّرًا عن شكره لمؤسسة الصحافة الإنسانية ووزير المياه والبيئة على جهودهما في رفع الوعي البيئي وإعداد الاستراتيجيات الوطنية للمناخ.
كما تحدث وكيل محافظة عدن، رشاد شائع، كلمة السلطة المحلية بعدن في أثناء التدشين فعالية تدشين المشروع نقل تحيات محافظ عدن، وأكد أن المشروع خطوة مهمة لتعزيز الوعي بقضايا المناخ والبيئة في المدينة، مشددًا على أن قضية المناخ أصبحت قضية إنسانية وتنموية تستدعي تعاون الحكومة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، معتبرًا المشروع نموذجًا يحتذى به في العمل البيئي المحلي. وأكد شائع أن مشروع “أصوات عدن الخضراء” يمثل خطوة مهمة نحو رفع الوعي بقضايا المناخ والبيئة في مدينة عدن، التي تُعد من أكثر المدن عرضة لمخاطر الكوارث الطبيعية، كما ظهر جلياً في موجات السيول والفيضانات التي شهدتها المدينة مؤخرًا.
وشدد وكيل المحافظة على أن قضية المناخ لم تعد قضية بيئية فحسب، بل قضية إنسانية وتنموية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وتتطلب تضافر جهود الحكومة والمنظمات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام.
وفي ختام كلمته، أشاد بمؤسسة الصحافة الإنسانية والداعمين للمشروع، متطلعاً إلى أن يكون مشروع “أصوات عدن الخضراء” نموذجًا يحتذى به في تعزيز العمل البيئي والمناخي في العاصمة عدن.
وبدوره أكد نائب رئيس هيئة الإعلام والثقافة بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي د. عبدالله الحو، على أهمية المشروع الذي يأتي بدعم الاتحاد الأوروبي ويستجيب للتدهور المستمر للمحميات الطبيعية، موضحًا أن المشروع يسهم في رفع مستوى الوعي البيئي وضمان تمويلات من صناديق المناخ، مع التركيز على إعداد ملف المحميات لتقديمه إلى اتفاقية رامسار الدولية. وختم كلمته أن هيئة الإعلام والثقافة ستواصل دعم الجهود الإعلامية لتوثيق المخاطر بدقة وشفافية، والعمل على تقديم ملف المحميات إلى اتفاقية رامسار الدولية لضمان مستقبل أخضر لعاصمة الجنوب.
أعربت ممثل منظمة سيفرورلد، م. شيماء المحضار، عن سعادتها بحفل التدشين، واعتبرت المشروع يجمع بين تمكين المجتمع المدني وقوة الإعلام لرسم مستقبل مستدام. وأشارت إلى أن المنظمة لا تقتصر على التمويل فقط، بل تسعى لتعزيز القدرات والشراكات وتمكين المجتمع المدني من قيادة المشاريع البيئية بشكل مستدام. وأضافت أن دور المنظمة لا يقتصر على توفير التمويل، بل يمتد إلى تعزيز القدرات، وبناء الشراكات، وتمكين المجتمع المدني من قيادة المشاريع والتغيير بشكل مستدام.
واختتمت المحضار كلمتها بالتأكيد على أن مشروع “أصوات عدن الخضراء” يجسد فلسفة العمل المشترك، حيث يمنح الأصوات المحلية قيادة القضايا البيئية، ويعزز الإعلام الإنساني قدرتها على الوصول إلى صنّاع القرار، مشيرةً إلى أن التعاون المشترك يمكن أن يزرع الأمل في عدن ويؤسس لمستقبل أخضر وآمن ومزدهر.
كما ألقى خلال حفل التدشين د. محمد محمود، كلمة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بعدن، أكد فيها على أهمية حماية البيئة والمحافظة عليها بوصفها أحد المجالات الحيوية التي تمس حياة المجتمع واستدامة موارده. ودعا إلى تحمل مسؤوليته الجماعية تجاه البيئة، والمشاركة الفاعلة في الجهود الهادفة إلى الحد من التلوث وتعزيز الوعي البيئي. كما حثّ القائمين على المشروع على تنظيم ورش عمل متخصصة تسهم في تحريك ملف البيئة ودعم المبادرات التي تسعى إلى تطوير هذا القطاع الحيوي.
تحدث م. نيازي مصطفى محمود، مدير فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بعدن، بالقول “أن هذه الفعالية تأتي كبادرة نوعية من مؤسسة الصحافة الإنسانية، التي ساهمت في إطلاق مشروع يعكس الاهتمام المتزايد بقضايا البيئة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة. وأشار إلى أن الهدف الأساسي من المشروع هو رفع مستوى الوعي البيئي في المجتمع، وتطوير قدرات العاملين في هذا المجال، بما يسهم في حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وخلال حفل التدشين، قدّمت م. كوثر محمد، مدير المتابعة والتقييم في مؤسسة الصحافة الإنسانية، عرضًا موجزًا يسلّط الضوء على أبرز أهداف ومكونات المشروع، تلاه عرض فيلم وثائقي يبرز تفاصيل المشروع والجهود المبذولة فيه.
يذكر أن هذا المشروع جاء ثمرة تكاتف الجهود بين مختلف الجهات والمؤسسات برؤية مشتركة نحو مستقبل بيئي آمن لمدينة عدن وبقية مناطق البلاد، ويمثل نافذة جديدة للعمل من أجل بيئة أكثر وعياً واستدامة، تسعى إلى بناء مجتمع يُنصت لصوت الأرض، ويعمل لحمايتها بروح المسؤولية والشراكة.
