إهمال وتجاهل لمنتسبي المنطقة العسكرية الرابعة.. إكرامية الملك سلمان تذهب لغيرنا!

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

غضبٌ عارم واستياءٌ متصاعد في صفوف منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة، بعد سنوات من التمييز الفاضح والتجاهل الصارخ من قبل الحكومة والتحالف العربي، في ما بات يُعرف بقضية “إكرامية الملك سلمان” التي تحوّلت إلى مكافأة موسمية للمحظوظين فقط، فيما يُحرم منها أولئك الذين يقفون في الخطوط الأمامية، يدفعون دماءهم ثمنًا للدفاع عن الوطن.

منذ متى تُكافأ التضحية بالتجاهل؟

يتساءل الجنود والضباط في العاصمة عدن، مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، بمرارة: لماذا تُصرف الإكرامية لجميع المناطق العسكرية، باستثناءنا؟

ما هو المعيار الذي يتم بموجبه منح المكافآت؟

وهل أصبحت التضحية في العاصمة عدن أرخص من نظيرتها في مأرب أو سيئون أو شبوة؟

“كأننا غير موجودين”، هكذا عبّر أحد الجنود في حديثه لـ”لموقع روكب أليوم”، وأضاف: “نتلقى الوعود كل عام ولا نرى سوى الخذلان، بينما تصل الإكراميات إلى مناطق أخرى بشكل منتظم، نُعامل وكأننا لسنا ضمن الجيش، وكأننا لا نحمل السلاح في وجه الحوثي، ولا نواجه القهر والحرمان في جبهات الجنوب”.

تمييز مفضوح.. بصمت رسمي!

أكثر ما يزيد الغضب اشتعالًا، هو صمت القيادات العسكرية ووزارة الدفاع، وكأن المطلب ليس مشروعًا، وكأن منتسبي المنطقة الرابعة لا يستحقون حتى الرد!

أين القيادة العسكرية؟

أين وزارة الدفاع؟

أين مسؤولو التحالف الذين يتحدثون عن دعم الجبهات بينما يتجاهلون أبطالها على الأرض؟

هل باتت المناطق تُصنّف حسب الولاء السياسي أو الجغرافي؟

وهل أصبحت الإكرامية أداة ترضية لا علاقة لها بالاستحقاق أو الأداء العسكري؟

عدن.. التي لا تُكافأ إلا بالجراح!

المنطقة العسكرية الرابعة لم تكن يومًا منطقة خلفية… بل كانت في مقدمة الصفوف، وقدّمت من أبنائها مئات الشهداء في سبيل استعادة الدولة. لكن ما يقابل هذه التضحيات اليوم هو تجاهل ممنهج ومقصود، لا يمكن تبريره بأي منطق.

لن نصمت بعد اليوم:

هذه الجملة تتردد الآن على ألسنة الجنود الغاضبين، والضباط الساخطين، في المعسكرات وفي الميدان. فقد بلغ الصبر حدّه، ولم يعد في الصدور متسع لمزيد من الإهمال.

“نحن لا نطالب بصدقات، نطالب بحقنا، نطالب بعدالة غابت طويلاً، نطالب بإكرامية ليست منّة، بل واجب أخلاقي وسياسي تجاه من قدّموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن”، هكذا قال أحد الضباط بنبرة تحدٍّ واحتجاج.

رسالة إلى القيادة والتحالف:

إذا كانت الإكرامية تُمنح لمن يستحق، فمنتسبو المنطقة الرابعة أولى بها.
وإذا كانت تُصرف بحسب التضحيات، فعدن كانت ولا تزال عنوانًا للتضحية.
وإذا كانت هناك اعتبارات خفية تحكم من يأخذ ومن يُحرم، فإننا أمام فضيحة أخلاقية قبل أن تكون إدارية.

فليتحمل الجميع مسؤولياتهم، قبل أن تتحوّل صرخة “العدالة لنا” إلى ما هو أكبر من ذلك… الجيش لا يُقسم إلى درجات، والوطنية لا تُكافأ بالمحاباة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks