إيران بعد الضربة.. جدل حول الأضرار والقدرة النووية؟


روكب اليوم
2025-06-22 15:03:00

1 1804550

قال مدير مركز الجيل الجديد للإعلام محمد غروي، في حديثه لسكاي نيوز عربية، إن السلطات الإيرانية كانت قد اتخذت إجراءات استباقية لحماية المواد النووية الحساسة، حيث جرى نقل اليورانيوم المخصب والقضبان النووية من المفاعلات، مؤكدا أن الضربة الأميركية لم تصب سوى البنية الخرسانية للمباني دون التأثير على البنية العلمية أو الصناعية للبرنامج النووي.

وأضاف أن “البرنامج النووي الإيراني يرتكز على ثلاث دعائم: المباني، والعلم البشري المحلي، والقدرة الصناعية الداخلية”، مشيرا إلى أن أي ضرر بالمباني لا يعني نهاية البرنامج، بل يمكن لإيران استعادة قدراتها خلال أشهر.

واشنطن تدعو للسلام وطهران تشكك في النوايا

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد في تصريحات أعقبت الضربة أن “الوقت حان للسلام”، معلناً أن لا نية لديه لتنفيذ هجمات إضافية على إيران.

لكن غروي شكك في هذه الدعوة، متسائلاً: “إذا كانت واشنطن تؤكد أنها قضت على القدرات النووية الإيرانية، فعلام التفاوض؟” مضيفا أن “إصرار واشنطن على الحوار يعكس اعترافا غير مباشر بأن القدرات لم تُدمّر فعليا”.

وفي معرض رده على دعوات السلام الأميركية، شدد غروي على أن “العقوبات لن تُرفع، وأن الضغوط الحالية لا تستهدف البرنامج النووي فحسب، بل العقيدة السياسية الإيرانية ذاتها”. وأضاف: “الولايات المتحدة تريد تغييراً في مبادئ النظام الإيراني قبل أي اتفاق، وهو ما لن يحصل”.

يرى غروي أن إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي، محذراً من أن الضربات الأميركية قد فتحت الباب أمام ردود إيرانية عنيفة ومرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي، مشيراً إلى أن “الشعب الإيراني، بكل أطيافه، لن يقبل هذه الإهانة”.

من جانبه، قال الخبير الأميركي في السياسة الخارجية هارلي ليبمان، في حديثه من ميامي، إن “الخطوة العسكرية التي اتخذها الرئيس ترامب تهدف إلى تحقيق السلام من خلال فرض الكلفة العالية على النظام الإيراني”.

وأضاف: “لن يتجرأ النظام الإيراني على العودة إلى تخصيب اليورانيوم إذا علم أن الثمن سيكون قاسياً، وهذه هي الاستراتيجية التي يتبعها ترامب”.

وأشار ليبمان إلى أن الرسالة الأميركية كانت واضحة: “على إيران أن تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وإسرائيل”، مؤكداً أن الهدف الأكبر من العملية هو “منع انتشار الأسلحة النووية” في المنطقة.

ما بعد الضربة

في المشهد المتوتر بين طهران وواشنطن، لا تبدو الضربات الجوية مجرد رد عسكري عابر، بل رسالة مشفرة تعيد رسم قواعد الاشتباك في ملف لا يحتمل الخطأ أو التراجع. وبينما تتمسك إيران بخطاب الصمود والقدرة على استعادة برنامجها النووي، تواصل الولايات المتحدة نهج الضغط المركّب، جامعًا بين القوة العسكرية والدعوة إلى التفاوض وفق شروط جديدة.

في هذا السياق، يبدو أن الصراع دخل مرحلة “عضّ الأصابع”، حيث تراهن واشنطن على كلفة الردع، وتراهن طهران على عمقها العلمي وقدرتها على امتصاص الصدمات. ومع استمرار الغموض حول حجم الأضرار الحقيقية، يبقى السؤال الأهم مطروحًا: هل ستكون هذه الضربة شرارة تسوية محتملة، أم بداية لانفجار إقليمي واسع يغير ملامح الشرق الأوسط؟

الواقع يشير إلى أن ما بعد الضربة لن يكون كما قبلها، وأن كل الأطراف باتت تراجع أوراقها في ضوء معادلة جديدة عنوانها: لا سلام بلا شروط، ولا تصعيد بلا حساب.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks