روكب اليوم
2025-05-04 15:52:00
جاء الإعلان في ختام الاجتماع السنوي للمساهمين في أوماها، إذ فاجأ بافيت الحضور بالإعلان دون سابق إنذار في ختام ساعات من الإجابة عن أسئلة المستثمرين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });
ومن المقرر أن يعقد مجلس إدارة الشركة اجتماعاً الأحد لمناقشة تفاصيل الانتقال، فيما تتجه الأنظار إلى الأسواق لرصد رد فعلها مع افتتاح جلسات الاثنين.
رغم أن الإعلان لم يكن مفاجئاً بالكامل نظراً لعمر بافيت وتقدمه في السن، فإن كثيرين شعروا بالصدمة، خاصة أن «بريق بافيت» في الأسواق لطالما أضفى على بيركشاير نوعاً من الهالة الخاصة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });
فقد اعتاد المستثمرون أن ترتفع أسهم الشركات التي يشتريها حتى قبل أن يُعرف ما إذا كان بافيت هو من قام بالصفقة بنفسه.
المستثمر مارك مالك، من سيبرت.إن إكس تي Siebert.NXT، قال “لطالما كانت هناك علاوة على سهم بيركشاير بسبب اسم بافيت”.
أعرب العديد من المساهمين عن ثقتهم في غريغ آيبيل، الذي يشغل منصب نائب الرئيس منذ سنوات ويشرف على معظم شركات بيركشاير غير التأمينية منذ عام 2018، لكنهم أقرّوا بأن آيبيل لا يمتلك الكاريزما أو الحضور الأسطوري الذي يتمتع به بافيت، وهو ما قد ينعكس على ثقة السوق.
ألمح أبيل بالفعل إلى نيّته في أن يكون «أكثر نشاطاً» في متابعة الشركات التابعة، مع الحفاظ على قدر كبير من استقلاليتها، وهي نقطة محورية في فلسفة بافيت الاستثمارية.
ومن المرجح أن تختلف حقبة آيبيل عن سلفه في جوانب مثل سرعة التخلص من الشركات غير الفعّالة أو الضعيفة، وهو ما بدأه بافيت فعلياً حين باع في 2019 وحدة التأمين أبلايد أندرايترز Applied Underwriters، ثم الصحف المحلية في 2020، قائلاً إن صناعة الصحافة «أصبحت من الماضي».
لكن إجراء تغييرات جوهرية في هيكل شركة تبلغ قيمتها السوقية نحو 1.16 تريليون دولار، وتملك 189 شركة تشغيلية و264 مليار دولار في الأسهم و348 مليار دولار نقداً، لن يكون سهلاً ولا سريعاً.
ترى المحللة كاثي سايفرت من سي إف آر إيه CFRA أن آيبيل سيكون عليه أن «يمشي على حبل مشدود» بين المحافظة على فلسفة بافيت من جهة، وترك بصمته الشخصية من جهة أخرى.
بعيداً عن الإدارة اليومية، يبقى تأثير بافيت في عقول المستثمرين كمرجعية عقلانية للاستثمار طويل الأمد.. قال أحد المستثمرين من أوماها: «أهم ما ورّثه بافيت للمستثمرين هو فكرة أن الثراء لا يأتي بسرعة، بل بالصبر واختيار الشركات التي نفهمها».
بافيت ترك وراءه إرثاً استثمارياً مذهلاً، منذ استلامه إدارة الشركة عام 1965، حقق لمساهميه عوائد سنوية تتجاوز ضعف أداء مؤشر أس آند بي 500.
ورغم مطالبات عدد من المساهمين بدفع توزيعات نقدية، فإن بيركشاير لم تفعل ذلك منذ عام 1967، مفضّلة إعادة استثمار الأرباح.
كانت إحدى العلامات البارزة في عهد بافيت الاجتماع السنوي للمساهمين في أوماها، الذي كان يجتذب عشرات الآلاف من المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، ويُعرف بأنه «كوتشيلا المستثمرين».
من غير الواضح إن كان هذا التقليد سيستمر بالحجم ذاته في غياب بافيت، الذي لطالما اعتبر هذا الحدث فرصة «للقاء أشخاص يتشاركون ذات البوصلة الأخلاقية».
ما زال الاستثمار في بيركشاير بالنسبة لكثير من المستثمرين رهاناً على قيم الانضباط، والاستقلالية التشغيلية، والرؤية بعيدة المدى.
لكن دون وجود الشخصية الأسطورية التي جسدت هذه القيم لعقود، فإن المرحلة القادمة ستختبر قدرة الشركة على الاستمرار رمزاً للاستثمار الذكي في عالم تتسارع فيه التغييرات.
(رويترز)