“الأيام” تنشر المسودة النهائية لميثاق شرف شبكة “أصوات عدن الخضراء”

روكب اليوم
  • الصحافة الإنسانية جسر بين الإنسان والبيئة وشبكة أصوات عدن الخضراء صوت مدني موحد
  • الإعلاميون صوت عدن وضرورة دور فاعل لرصد التدهور البيئي وتعزيز الوعي
  • شبكة أصوات عدن الخضراء إرادة جماعية لحماية البيئة وبناء مستقبل مستدام
  • ميثاق الشرف يشكل إطارا جماعيا لحماية بيئة عدن وتعزيز الاستدامة

> أُعلن الخميس بالعاصمة عدن عن الإطلاق الرسمي لشبكة “أصوات عدن الخضراء” وهو التحالف المدني الذي يضم مجموعة من منظمات ونشطاء المجتمع المدني ويهدف إلى توحيد الجهود وتعزيز العمل البيئي والمناخي في المدينة. ويأتي هذا الإطلاق ضمن مشروع تنفذه مؤسسة الصحافة الإنسانية (HJF) بالشراكة مع منظمة سيفرورلد، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبالتنسيق مع الهيئة العامة لحماية البيئة – فرع عدن.

وشهد حفل الإطلاق اعتماد المسودة النهائية لميثاق شرف الشبكة، الذي يمثل خارطة طريق للعمل المشترك بين الأعضاء المؤسسين، ويركز على التوعية المجتمعية، وبناء القدرات، والمناصرة، والتأثير في السياسات العامة، مع ترسيخ قيم الشمول والاستدامة والمسؤولية تجاه الفئات الأكثر تضررا من آثار التغير المناخي.

ويحدد الميثاق مجالات العمل الاستراتيجية، بما في ذلك تطوير القدرات، تغيير السلوكيات المجتمعية، دعم السياسات البيئية المستدامة، وقيادة مبادرات ميدانية قائمة على الأدلة والمعارف العلمية. ودعت الشبكة جميع الشركاء وأصحاب المصلحة إلى المساهمة في هذا التحالف البيئي، من أجل تعزيز قدرة مدينة عدن على الصمود أمام التحديات البيئية والمناخية وبناء مستقبل مستدام.


في كلمته خلال المؤتمر الصحفي لإطلاق شبكة “أصوات عدن الخضراء” عبّر رئيس مؤسسة الصحافة الإنسانية بسام القاضي عن تقديره للحضور، مؤكدا أن هذا اللقاء لا يُعد مجرد مؤتمر صحفي، بل يمثل شهادة ميلاد لكيان بيئي مدني جديد ينبض بروح عدن وآمالها، ويجسد التزامًا مشتركًا تجاه البيئة كقضية إنسانية في المقام الأول.

وقال القاضي، إن إطلاق الشبكة لا يهدف إلى تأسيس مؤسسة جديدة فحسب، بل إلى إعادة توجيه البوصلة نحو ما يُبقي الإنسان حيا في أعمق معاني الحياة، مشددا على أن العمل البيئي لم يعد ترفا أو نشاطا هامشيا، بل أصبح ضرورة وجودية، إذ إن تدهور البيئة يعني تدهور صحة الإنسان وكرامته وحقه في الحياة الكريمة.

وبيّن أن الصحافة الإنسانية تمثل الجسر الذي يصل الإنسان بالبيئة، فهي الأداة الأصدق لنقل صوت الطبيعة ومعاناتها، والمرآة التي تكشف الخلل وتقترح الحلول. ومن هذا المنطلق جاءت شبكة “أصوات عدن الخضراء” كثمرة لإيمان وكفاح مشترك، يجمع الصحفيين والناشطين والخبراء والباحثين في صوت بيئي موحد وضمير مدني حيّ.

كما لفت إلى أن الشبكة تسعى إلى رصد الانتهاكات البيئية بدقة وموضوعية، وممارسة المناصرة الواعية، والتأثير الإيجابي في صناع القرار، إلى جانب الإسهام في بناء بيئة صحية وآمنة لأبناء عدن، المدينة التي تمثل البحر والإنسان والكلمة والحب في آن واحد.


وأشار إلى أن الطريق أمام العمل البيئي في عدن طويل وشاق، نظرا لتعدد التحديات من تلوث السواحل إلى أزمة النفايات والمياه والتخطيط العمراني، غير أن الإرادة الجماعية والوعي البيئي المشترك قادران على إحداث التغيير وتحويل الأمل إلى واقع.

ونوّه القاضي بأن الشبكة تمثل نموذجًا جديدا في العمل المدني البيئي، ونقطة التقاء بين المؤسسات الرسمية والمنظمات الدولية والإعلاميين والمجتمع المحلي، بدعم من منظمة سيفر وورلد وجهات رسمية معنية، بما يؤسس لمرحلة جديدة من العمل البيئي القائم على الرصد والمناصرة والتوعية المستدامة.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن هذا المؤتمر ليس ختامًا لجهد، بل انطلاقة لمسار طويل من التعاون والتخطيط والعمل المشترك، داعيا الجميع إلى تبني قيم ميثاق الشرف وخطة الشبكة العملية، مؤكدا أن حماية البيئة هي أصدق تعبير عن إنسانيتنا، لأن من يحمي الأرض يحمي الحياة نفسها.

ألقى د. محمد حمود، مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في العاصمة عدن، كلمة أكد فيها أن قضية البيئة تقع في صميم المسؤولية الاجتماعية، مشددا على أن الاهتمام بها ليس شأنًا تقنيًّا أو تخصصيًّا فحسب، بل قضية إنسانية تمس صحة الإنسان وفرص عمله واستقراره المجتمعي. مؤكدًا اعتزاز المكتب بأن يكون المظلة الرسمية لانطلاقة الشبكة، ومعبّرا عن ترحيبه بهذه المبادرة التي تنسجم مع أهداف التنمية والاستدامة في عدن.

وأشار إلى أن الشراكة مع الشبكة تمثل خطوة مهمة نحو تمكين الشباب وفتح مسارات للإبداع والمشاركة الفاعلة، بما يسهم في تعزيز التماسك المجتمعي وتوحيد الجهود لخدمة البيئة بعيدا عن الخلافات، مؤكدا أن العمل التطوعي يشكل أساس أي تغيير مستدام.

وأضاف أن إشهار الشبكة ليس إجراءً روتينيا، بل اعتراف رسمي بقوة العمل المجتمعي المنظم في خدمة عدن، داعياً الهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني إلى مد يد العون لهذه الأصوات الخضراء، قائلاً: “إن الاستثمار في البيئة هو استثمار في الإنسان، في صحته وأمنه ومستقبله”.

واختتم مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل كلمته بالتهنئة قائلاً” مبارك لشبكة أصوات عدن الخضراء هذا الإشهار، ونحن على أتم الاستعداد لدعم مسيرتها نحو جعل عدن بيئة صحية مزدهرة للجميع.”

جاءت كلمة الأستاذ أكرم عادل، ممثل منظمة “سيفرورلد”، خلال افتتاح مؤتمر تدشين شبكة “أصوات عدن الخضراء”، مؤكداً أن مشاركة المنظمة في هذا الحدث تنبع من إيمانها العميق بأهمية الشراكة مع المجتمع المدني والإعلام، من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة وعدلاً.

عبّر ممثل منظمة سيفرورلد، الأستاذ أكرم عادل، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الذي يجمع بين شغف المجتمع المدني وقوة الإعلام ورؤية مشتركة لمستقبل مستدام، مؤكدًا أن السلام والاستقرار لا يُبنيان من الأعلى، بل من خلال التمكين الحقيقي للشركاء المحليين عبر شراكات عادلة ومرنة.

وأوضح عادل أن مشروع “تكامل” الذي تنفذه المنظمة يهدف إلى دعم منظمات المجتمع المدني لتمكينها من قيادة التغيير داخل مجتمعاتها، عبر شراكة فاعلة ومنحها المرونة الكاملة لتصميم وتنفيذ المبادرات وفقًا لأولويات واحتياجات كل مجتمع.

وبيّن أن دور “سيفرورلد” يتجاوز التمويل، ليشمل تعزيز القدرات، وبناء الشراكات، وتمكين المجتمع المدني من قيادة المشاريع والتغيير بشكل مستدام.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن مشروع “أصوات عدن الخضراء” يجسد فلسفة العمل المشترك، إذ يمنح الأصوات المحلية زمام قيادة القضايا البيئية، ويعزز الإعلام الإنساني كقوة مؤثرة في الوصول إلى صُنّاع القرار، مشيرًا إلى أن “معًا نستطيع أن نزرع بصيص أمل في عدن ونؤسس لمستقبل أخضر آمن ومزدهر”.

فيما أكد عيدروس باحشوان، نقيب الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين، أن إطلاق شبكة “أصوات عدن الخضراء” يمثل ضرورة ملحة لوقف ما وصفه بـ”العبث الموجود في المدينة”، مشددًا على أن المرحلة الراهنة تتطلب أن يكون للصحفيين والإعلاميين دور محوري بوصفهم “صوت عدن” في مواجهة التحديات البيئية والمناخية.


وأشار باحشوان إلى أن مدينة عدن تعرضت “للظلم لفترات طويلة”، وأن “الكل يتغنى بها لكن الفعل كان مدمراً”، مستذكراً ما لحق بأكبر محمية طبيعية من تدهور نتيجة غياب الوعي والاهتمام.

ورحب نقيب الصحفيين بالتحالف المدني الذي يقود الاستجابة البيئية في المدينة، مؤكداً استعداد النقابة لتقديم كل طاقاتها في سبيل حماية البيئة، مشيراً إلى أن مقر النقابة مفتوح للشبكة ولكل الجهود الرامية إلى حماية عدن وبيئتها، مضيفاً أن “أبناء هذه المدينة وعقلاءها هم الأحق بالدفاع عنها”.

وشدد على أهمية أن يعمل الإعلاميون كمؤثرين في المجتمع لخلق الوعي اللازم لمواجهة التغير المناخي، داعياً إلى استثمار هذه المبادرة والعمل مع الشبكة لتكون نقطة انطلاق لمشاريع تخرج ومبادرات نوعية في مجال الصحافة البيئية.

كما لفت إلى الدور الحيوي للإعلام في رصد الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية، وكذلك تلك الناتجة عن السلوكيات المجتمعية العشوائية التي تعكس ضعف الوعي البيئي، مؤكداً أن الإعلاميين قادرون على الوصول إلى عقول الجمهور وتحفيزهم نحو السلوك الإيجابي.

واختتم باحشوان كلمته بالإشارة إلى أن إشهار شبكة “أصوات عدن الخضراء” يأتي متزامناً مع حدث كبير تترقبه المدينة، ضمن جهود اللجنة الوطنية لدعم ترشيح شبه جزيرة عدن لتكون حديقة جيولوجية عالمية في العام 2026م.

بيّن د. وهيب عزيبان، عميد كلية الإعلام بجامعة عدن، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أن مبادرة “شبكة أصوات عدن الخضراء” فكرة رائعة تمثل نموذجاً للعمل الجماعي المنظم، وكونها تأتي في زمن تتزايد فيه التحديات البيئية وتثقل فيه آثار التغير المناخي كاهل المدينة، مشيراً إلى أن مثل هذه المبادرات تشكل نقطة نور تشع منها الإرادة الجماعية نحو مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا.

وقال عزيبان، إن هذه المنصة، التي تجمع وعي المجتمع المدني وهمّة الشباب، تمثل صدى الأرض وصوت الإنسان الحريص على حماية ما بقي من أنهار وحدائق وأراضٍ خضراء نادرة تتقاسم الحلم والأمل، مؤكداً أن الحضور والمشاركة الفاعلة في هذا الحدث البيئي يعكسان التزاماً حقيقياً ومسؤولية جماعية تجاه حماية البيئة. معرباً عن أمله في أن يسهم هذا التكتل الموحد في الحفاظ على الأرض الخضراء في عدن، لتظل عامرة بالخيرات من أجل الأجيال القادمة. وأشار إلى أن تقدم أي مدينة يبدأ من قدرة أبنائها على جعل قضايا البيئة في صلب النقاش وصناعة القرار، فتوحد الطاقات المحلية مع دعم الشركاء يمهد الطريق لخطوات عملية ترسخ الحماية المستدامة وتنقل عدن من هامش المشكلات البيئية إلى قلب الفعل الوطني المؤثر.

ألقت البروفيسورة ندى السيد حسن، أستاذة علوم الحياة والبيئة بجامعة عدن، كلمةً أكدت فيها على الدور الحيوي الذي تضطلع به الجامعات والمؤسسات التعليمية في بناء الوعي البيئي، معبّرة عن صدمتها من تدني معرفة الطلاب بمفهوم الأراضي الرطبة وأهميتها في حماية مدينة عدن من المخاطر البيئية.

وأوضحت أن المحميات والتنوع الحيوي يُنظر إليهما للأسف كمجرد “متنزهات”، مشيرة إلى أن غياب الوعي البيئي يترك تأثيرًا سلبيًّا خطيرًا يهدد البيئة. ودعت في هذا السياق إلى تنفيذ “حملة توعية كبيرة” بمشاركة مختلف المؤسسات لرفع مستوى إدراك المجتمع بمخاطر التدهور البيئي.

كما طالبت شبكة “أصوات عدن الخضراء” والشركاء بالتركيز على مبدأ الاستدامة، محذّرة من أن العمل المناخي لا ينبغي أن يكون مؤقتاً أو مرتبطاً بفترة دعم محددة، بل يجب أن يستمر كنهج دائم ومتواصل.

وختمت كلمتها بالتشديد على أن نهضة عدن البيئية والتنموية تتطلب العمل بروح الفريق الواحد من مختلف مواقع العمل، بدءًا من الأسرة والمؤسسة، من أجل تجاوز حالة “الركود الشامل” واستعادة عدن لوضعها الأفضل الذي كانت عليه عام 2020.

واختُتمت كلمات افتتاح المؤتمر بكلمة الهيئة العامة لحماية البيئة، التي ألقاها مدير فرعها في عدن المهندس نيازي مصطفى محمود، مؤكدًا أن لحظة إشهار شبكة “أصوات عدن الخضراء” تمثل نقطة تحوّل محورية في مسار الجهود البيئية بعدن، موضحًا أن القضية البيئية لم تعد شأنًا رسميًّا تُحل بقرارات إدارية، بل مسؤولية مجتمعية تتطلب وعيًا من كل مواطن، وجهدًا من كل مؤسسة، وعملًا مشتركًا من جميع النشطاء والجهات المعنية.

وقال المهندس نيازي، إن اسم الشبكة يحمل في طياته الأمل والمسؤولية، موضحًا “أصوات” لأن البيئة تحتاج من يرفع صوتها للدفاع عنها، و”عدن” لأنها الإرث الطبيعي والتاريخي الذي يتوجب الحفاظ عليه، و”الخضراء” لأنها تمثل رؤيتنا للمستقبل المستدام الذي نستحقه جميعًا.

وأشار إلى أن التحديات البيئية التي تواجه المدينة كبيرة، سواء في إدارة النفايات الصلبة أو حماية الشواطئ والمناطق البحرية أو في تعزيز الوعي بمخاطر التغيرات المناخية، إلا أن “الالتزام أكبر، والشراكة أقوى”، مؤكدًا استعداد الهيئة لتقديم الدعم الفني والقانوني لجهود المجتمع المدني عبر الشبكة التي وصفها بأنها “الذراع المجتمعي للهيئة والبوصلة التي ستوجه الجهود نحو الأولويات الأكثر إلحاحًا”.

واختتم مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة فرع عدن كلمته بدعوة جميع الأطراف إلى تحويل الحماس والشغف إلى عمل ميداني منظم، قائلاً: “الآن وقد انطلقت الشبكة، يجب أن يتحول شغفنا إلى خطة عمل على الأرض، فالمستقبل الأخضر لا ينتظر”.

خلال الإطلاق الرسمي لشبكة “أصوات عدن الخضراء” تم عرض البروفايل التعريفي بالشبكة، قدمته الأستاذة فاطمة محمد، موضحة أن الشبكة تُعد كيانًا مدنيًا تعاونيًا يقود الحراك البيئي والمناخي في مدينة عدن، ويعمل على تمكين المنظمات والمجتمع المحلي للمساهمة في حماية البيئة وصياغة مستقبل مستدام للمدينة.

وأشارت إلى أن الشبكة تأسست ضمن مشروع “أصوات عدن الخضراء” الذي تنفذه مؤسسة الصحافة الإنسانية (HJF) بالشراكة مع منظمة سيفرورلد، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبالتنسيق مع الهيئة العامة لحماية البيئة – فرع عدن، استجابةً للحاجة إلى صوت بيئي محلي قوي يعزز السياسات العادلة ويدفع نحو تحولات مستدامة.

وحددت الرؤية العامة للشبكة في أن تكون عدن صوتًا أخضر رائدًا يقود العمل البيئي والمناخي في اليمن، فيما ترتكز رسالتها على نشر الوعي البيئي، وتمكين المجتمع المدني، وتوحيد الجهود نحو مجتمع مستدام قائم على الشراكة والمسؤولية.

كما أوضحت أن أهداف الشبكة تشمل تمكين المنظمات المحلية من قيادة العمل البيئي والمشاركة في صنع القرار، وإطلاق مبادرات مجتمعية، والمساهمة في رسم السياسات العامة لتحقيق التنمية المستدامة، مستندة في عملها إلى قيم الاستدامة، والتمكين، والشراكة، والمناصرة، والمشاركة المجتمعية، عبر مجالات رئيسية هي التوعية، وبناء القدرات، والمناصرة، والمشاركة المجتمعية الفاعلة.

  • ميثاق شرف شبكة “أصوات عدن الخضراء”
اختتم المؤتمر الصحفي بالإعلان عن ميثاق الشرف لشبكة ‘أصوات عدن الخضراء’، وقدمه الدكتور جمال باوزير، حيث أكد التزام أعضاء الشبكة بالعمل المشترك والتعاون لتحقيق رؤية طموحة تجعل من مدينة عدن صوتًا رائدًا في مجالات البيئة والمناخ المستدام.

يتضمن الميثاق إلى مسؤولية الأعضاء الإنسانية تجاه الأزمات المناخية والبيئية، والتزامهم بالمواثيق الدولية والقوانين الوطنية، مؤكدًا أن العمل البيئي والمناخي يشكل ضرورة وجودية ومسؤولية جماعية. وجاء تأسيس الشبكة ضمن مشروع تنفذه مؤسسة الصحافة الإنسانية (HJF) بالشراكة مع منظمة “سيفرورلد” وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبإشراف الهيئة العامة لحماية البيئة – فرع عدن، بهدف تمكين منظمات المجتمع المدني لقيادة العمل البيئي والمناخي وتعزيز قدرتها على الاستجابة للتحديات البيئية.

ويحدد الميثاق الالتزامات الأساسية والقيم والمبادئ الناظمة لعمل الشبكة، أبرزها:

المادة الأولى: يلتزم، أعضاء الشبكة، بأن تكون جهودهم موجهة لتحقيق رسالة الشبكة المتمثلة في التوعية وبناء القدرات، والمناصرة والتأثير، وتنسيق الجهود وتمثيل مصالح المجتمع، وتمكين الأفراد والمؤسسات والمنظمات من قيادة العمل المناخي والبيئي في عدن والمشاركة المدنية في صنع القرار وتحقيق التنمية المستدامة.

كما يقروا بمسؤوليتهم الإنسانية في الحد من آثار الأزمات المناخية والبيئية، وإدراكهم أن جوهر عملهم هو خدمة الفئات الأشد تضررًا من هذه الأزمات والعمل من أجل حمايتها وتعزيز قدرتها على التكيف.

المادة الثانية: يلتزم جميع أعضاء الشبكة بالقيم والمبادئ التالية التي تمثل الأساس لضمان تعاون فعّال ومؤثر ومستدام و التمكين والقيادة المحلية: تمكين المؤسسات والمنظمات من قيادة العمل البيئي والمناخي في عدن، ودعم الدور القيادي للجهات الفاعلة المحلية والمجتمعات وتوحيد الجهود والتعاون والتنسيق: تنسيق الجهود وتبادل الخبرات بين جميع الأطراف داخل منظومة العمل الإنساني وخارجها، بما يعزز العمل البيئي والمناخي ويتيح تسخير الموارد وشحذها لتحقيق الأثر المطلوب و المشاركة والشمول: إشراك المجتمع المدني وضمان المشاركة الجادة والشاملة للأشخاص المستفيدين من خدماتنا في تصميم البرامج وإدارتها وتنفيذها والاستدامة والحد من الضرر: العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مع الالتزام بمبدأ “عدم إلحاق الضرر”، وتجنب الأضرار التي قد تنجم عن أعمالنا وإدارتها بما يحمي البيئة والمناخ.

المادة الثالثة: يلتزم أعضاء الشبكة بالعمل الطوعي المشترك في جميع مجالات عمل الشبكة بما يخدم الأهداف التالية، مع الأخذ في الاعتبار الأخطار المناخية والبيئية في جميع مراحل العمل:

– بناء القدرات والتوعية: تطبيق المعارف المكتسبة والمشاركة النشطة في إطلاق حملات توعية تهدف إلى تغيير السلوكيات المجتمعية وتعزيز فهم المخاطر المناخية والبيئية.

– المناصرة والتأثير على السياسات: السعي للتأثير في السياسات العامة وتمثيل مصالح المجتمع بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالعمل البيئي والمناخي.

– قيادة العمل وتنسيق الجهود: تنسيق الجهود وتبادل الخبرات وتمكين المنظمات من قيادة العمل المناخي والبيئي، مع التركيز على تكثيف الاستجابة ومساعدة المجتمعات على التكيف مع آثار الأزمات.

– الاستدامة البيئية لأعمالنا: الحرص على قياس أثر أعمالنا بدقة على البيئة والمناخ، والسعي لتعزيز الاستدامة البيئية وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقصى حد ممكن، انسجامًا مع الأهداف العالمية.

– الاستناد إلى الأدلة والمعارف: تأسيس البرامج والعمليات على الأبحاث والدراسات والتحليلات السليمة للمخاطر، المرتكزة على حماية حقوق الإنسان البيئية والعدالة المناخية، والاسترشاد بالعلوم والبيانات المناخية والمعارف المحلية والتقليدية المستقاة من المجتمعات المحلية.

المادة الرابعة: يلتزم كل عضو في الشبكة بما يلي:

– التمثيل المسؤول: تسمية ممثل يشارك بفاعلية وانتظام في اجتماعات وأنشطة الشبكة كافة.

– الحفاظ على السمعة: التعاون الكامل في تنفيذ الأنشطة والحفاظ على سمعة الشبكة، وعدم اتخاذ أي إجراءات فردية قد تضر بأهدافها المشتركة.

– حل الخلافات: التعامل مع جميع أعضاء الشبكة بروح الاحترام بعيدًا عن التعصب أو التمييز، وفي حال نشوء أي خلاف بين الأعضاء أو مع الجهات المنفذة، يتم السعي لحله وديًا بين الأطراف المعنية.

– قياس التقدم: تطوير الأهداف وقياس التقدم المحرز في تنفيذ الالتزامات، وإعداد تقارير شفافة حول الأثر والنتائج المحققة.

ويعد الميثاق خطوة تأسيسية لترسيخ ثقافة العمل البيئي المنظم، وتعزيز الشراكة بين الفاعلين المحليين في سبيل حماية بيئة عدن وتحقيق العدالة المناخية.

وتم توقيع الميثاق من قبل مؤسسة الصحافة الإنسانية (HJF)، ومجموعة من المؤسسات الأهلية، إلى جانب الهيئة العامة لحماية البيئة ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن، تعهدًا بالعمل بروح التعاون لتحقيق رؤية مشتركة لعدن خضراء ومستدامة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks