










- نقف مع أهلنا في الشمال وسندٌ لهم حتى تعود أرضهم حرة آمنة
- استقلال الجنوب “قادم لا محالة” ولن نخذل تضحيات شهدائنا
> احتضنت محافظة الضالع، اليوم الاثنين، مهرجانًا جنوبيًا حاشدًا، احتفاءً بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة، واستمرارًا لنضال شعب الجنوب لاستعادة دولته المستقلة.
وشهد المهرجان الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي – عضو مجلس القيادة الرئاسي، بحضور عدد كبير من القيادات والشخصيات السياسية والعسكرية الجنوبية.
اللواء عيدروس الزُبيدي في مهرجان جماهيري حاشد في الضالع
وشاركت في مهرجان الضالع جماهير غفيرة من كافة محافظات الجنوب، ورفعت الأعلام الجنوبية، ورددت الشعارات المؤكدة على تمسك الجنوب وشعبه بحق تقرير المصير وفك الارتباط مع الشمال، والمطالبة بإنجاز استعادة دولة الجنوب المستقلة كحق وطني للشعب الجنوبي، وتتويجا لنضالاته وتضحياته على مدى عقود من الزمن قدم خلالها الآف الشهداء وأضعافهم من الجرحى في سبيل الانعتاق والتحرر من وحدة الضم والإلحاق التي عانى منها الجنوبيين منذ احتلال الشمال للجنوب بحرب غاشمة في العام 1994م.
وفي المهرجان الجنوبي الحاشد، ألقى اللواء عيدروس الزُبيدي كلمة استهلها بالتحية والإجلال لشعب الجنوب وأحراره في الداخل والخارج، مؤكداً أن ثورة 14 أكتوبر كانت وستظل شعلة النضال ومصدر الإلهام لكل الأحرار، باعتبارها محطة تاريخية جسّدت الوعي الوطني والتمسك بالحرية والسيادة.
كلمة عيدروس الزُبيدي في المهرجان الجنوبي الحاشد
وأضاف قائلًا :”من هنا، من الضالع مهد الثورة ومصنع الرجال، نُجدد العهد لشهدائنا وجرحانا وشعبنا العظيم بأننا ماضون بثباتٍ على درب استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، على أسس الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية، وبإرادةٍ لا تلين”.
وتابع الزبيدي كلمته: “أن محافظة الضالع ستظل رمزًا للنضال وأيقونة للبطولة الجنوبية التي تحطمت على صخرتها أوهام الغزاة”، مشيراً إلى أن ثورة أكتوبر لم تكن حدثًا سياسيًا عابرًا، بل حالة وعي وطني عميق وإيمان بعدالة قضية شعب الجنوب.
وتطرق اللواء الزُبيدي إلى مسار الحوار الوطني الجنوبي، موضحًا أنه شكّل محطة فاصلة في مسيرة النضال الوطني، تُوجت بإقرار الميثاق الوطني الجنوبي الذي أسس لمرحلة جديدة من التلاحم الجنوبي وبناء الدولة على قواعد صلبة من العدالة والمواطنة المتساوية.
وجدد اللواء الزُبيدي تأكيده أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يكون إلا نصيرًا لقضايا شعب الجنوب ومعبّرًا عن تطلعاته نحو الاستقلال والتنمية والاستقرار، مشددًا على التمسك بحق الجنوب في استعادة دولته المستقلة وفق إرادة الشعب الجنوبي وخياراته الحرة.
كما وجّه رسالة إلى الشركاء في معركة التصدي للمشروع الحوثي الإرهابي، مؤكدًا أن الجنوب كان وسيبقى رأس حربة في مواجهة هذا المشروع المدعوم من إيران، وأن المجلس الانتقالي سيظل شريكًا فاعلًا في جهود مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الدولية، بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال: “نقف مع أهلنا في البيضاء وأب والمخا وتهامة وصعدة ضد “الظلم” وسندٌ لكم في كل المراحل حتى تعود أرضكم حرة آمنة”.
وعبّر رئيس المجلس الانتقالي عن تقديره العميق للأشقاء في السعودية والإمارات على دعمهم الصادق لشعب الجنوب، مؤكدًا أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيظل شريكًا استراتيجيًا مسؤولًا في دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.
ووجّه الزُبيدي تحية إجلال وإكبار لأبطال القوات المسلحة الجنوبية والأمن، مثمّنًا تضحياتهم وصمودهم في الدفاع عن الجنوب وكرامته وهويته، مؤكدًا أن تضحياتهم ستظل مشاعل نور تهتدي بها الأجيال حتى يتحقق النصر الكامل ويُرفع علم الجنوب عاليًا.
كما أشاد بالدور النضالي والوطني للمرأة الجنوبية ومكانتها في مسيرة النضال والبناء، وبروح الشباب الجنوبي الذي وصفه بأنه “شعلة الثورة وروح الأمل وعزيمة المستقبل”، مؤكدًا أن رهان المجلس الحقيقي هو على الشباب باعتبارهم الركيزة الأساسية لبناء الدولة الجنوبية المنشودة.
واختتم اللواء عيدروس الزُبيدي كلمته بتجديد العهد والوفاء لتضحيات الشهداء، قائلًا :”لن نحيد عن دربنا، ولن نخذل تضحيات شهدائنا، فالنصر قريب بإذن الله، والاستقلال قادم لا محالة بعون الله وتوفيقه، ثم بإرادة وعزيمة أحرار الجنوب”.
“بسم الله الرحمن الرحيم..الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
يا جماهير شعبنا الجنوبي الأبي
أيها الأحرار في الداخل والخارج
يا حماة الثورة وصُنَّاع النصر، يا من كتبتم للتاريخ سطوراً من المجد والفداء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لنا في هذا المساء الأكتوبري العظيم أن نحييكم ونهنئكم بمناسبة الذكرى الـ 62 لثورة الرابع عشـر من أكتوبر المجيدة، التي انطلقت من شامخات ردفان الأبية، في مثل هذا اليوم من العام 1963، معلنة ميلاد عهد جديد في مسار نضالات شعبنا نحو الحرية والكرامة والتي توجها شعبنا بانتزاع استقلاله الأول في الـ 30 من نوفمبر 1967.
يا جماهير شعبنا في كل ربوع جنوبنا الحبيب:
إن ثورة الرابع عشـر من أكتوبر لم تكن مجرد حدثٍ سياسي عابر، بل حالة وعيٍ وطنيٍ عميق وإيمانٍ صادق بعدالة القضية وحتمية النصر، وعزيمةٍ صلبة لا تلين ولا تعرف الانكسار.
لقد مثّلت تلك الثورة نموذجاً متكاملاً في التنظيم والقيادة والتضحية، واستطاعت أن تصوغ مفهوم الكفاح المسلح المنظم وتوحّد الصف الجنوبي على قاعدة الإيمان بالوطن والحرية والسيادة.
واليوم، ونحن نحتفل بذكراها الثانية والستين، فإننا نستمد من روحها قيم الإيثار، والتلاحم، والاصطفاف الوطني، والإيمان العميق بأن الإرادة الصلبة قادرة على صنع المستحيل واجتراح النصر على أعتى قوة استعمارية في ذلك الحين.
وإن شعبنا اليوم باستبساله وثباته وإصراره، أكثر عزيمة وإيماناً بأن استقلال الجنوب قادم، مهما اشتدت التحديات وتعاظمت المؤامرات. ولن يثنيه شيء عن المضـيّ في معركة استعادة وبناء دولته التي ضاعت منّا في غفلة من الزمن، دفع شعبنا ولا يزال يدفع ثمنها غاليا حتى اللحظة.
شعبنا الجنوبي العظيم:
لقد حققنا بكم ومعكم خلال العقد الماضي إنجازات كبيرة على الأصعدة العسكرية والأمنية والسياسية، وتحرير الأرض، وبناء القوات المسلحة الجنوبية، والشـروع في إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية. وجاء المجلس الانتقالي الجنوبي ليحمل قضية شعب الجنوب ويعبّر عن مشـروعه الوطني، ويدير معارك السياسة والدفاع والتمثيل الوطني بوعي ومسؤولية، مرتكزاً على التفويض الشعبي والالتفاف الجماهيري الجنوبي الكبير حول قيادته وأهدافه.
لقد تمكن المجلس من ترميم النسيج الوطني الجنوبي بعد عقودٍ من التمزيق والإقصاء، وأعاد إلى الوعي الجمعي الجنوبي روحه وهويته وقيمه الوطنية، واضطلع بمسؤولية إدارة مرحلةٍ صعبة تتشابك فيها المشاريع الداخلية والإقليمية والدولية، لكنه ظل ثابتًا على مبدأ واضح: محوره أن الجنوب لن يُدار إلا بأبنائه، ولن يُحكم إلا بإرادة شعبه الحرة.
أيها المناضلون الأحرار في كل مكان:
إن الحوار الوطني الجنوبي الذي دشّناه معًا بعد تأسيس المجلس الانتقالي بأشهر، واتخذناه نهجًا وسلوكًا لانتظام الصف الجنوبي وتعزيز تلاحمنا وبناء مستقبل شعبنا، قد تُوّج بإقرار الميثاق الوطني الجنوبي خلال اللقاء التشاوري الجنوبي قبل عامين، والذي يشكّل تحولاً تاريخيًا في مسار نضالنا الوطني، صوب استعادة الهوية والسيادة، على أسس راسخة وقواعد صلبة تضع مصلحة شعبنا وخياراته فوق كل مصلحة واعتبار، وتؤسس لدولة الحرية والعدالة وسيادة القانون.
ومن هذا المنطلق، نؤكد لكل أبناء الجنوب، في العاصمة عدن وحضـرموت، والمهرة، وشبوة، وأبين، ولحج، وسقطرى، والضالع، وكل ربوع وطننا الحبيب، أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يكون إلا نصيرًا لقضاياكم وحقوقكم، وشريكًا في تحقيق تطلعاتكم في التنمية والعدالة والأمن والاستقرار.
إلى شركائنا في معركة مواجهة الإرهاب الحوثي:
نؤكد أن الجنوب الذي تحطمت على أسواره أحلام تمدد المشـروع الحوثي المدعوم من إيران، كان وسيبقى كرأس حربة في مقدمة الصفوف في مواجهة ذلك المشـروع الإرهابي، وسنظل شركاء في مقاومة هذا الخطر، لكننا في الوقت ذاته نتمسك بحقنا الكامل في استعادة وبناء دولتنا المستقلة، وفق ما يقرره شعبنا.
يا أخوتنا وأهلنا في البيضاء، وإب، والمخا، وتهامة، وصعدة، وكل المناطق التي تقف في وجه الظلم، نقولها بصدق وإيمان: نحن معكم وإلى جانبكم، ولن نترككم في وجه قوى الطغيان والعدوان. أنتم منا ونحن منكم، وستجدون في المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب الجنوب وقواته المسلحة سنداً وظهيراً وفياً، فأنتم عمقنا الاستراتيجي وامتدادنا الطبيعي، ولن نتوانى عن نصرتكم حتى تعود أرضكم حرة آمنة، مكللة بالعزة والكرامة.
الأشقاء والحلفاء الصادقين، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يطيب لنا في هذا المقام أن نجدّد لكم التقدير على دعمكم الصادق لشعبنا، ونؤكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيظل شريكًا استراتيجيًا مسؤولًا في دعم جهود السلام ومكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الدولية، وسنعمل بتنسيق كامل معكم لما فيه أمن واستقرار بلادنا والمنطقة.
إن المجلس الانتقالي الجنوبي يؤكد كذلك للإقليم والمجتمع الدولي التزامه بدعم جهود السلام والاستقرار سلماً أو حرباً، وبما يضمن تمثيل الجنوب كطرفٍ رئيسٍ لا يمكن تجاوزه في أي عملية سياسية قادمة. ونمد أيدينا لكل من يؤمن بالسلام العادل، القائم على احترام إرادة الشعوب ويراعي حق شعبنا الجنوبي في تجسيد إرادته وتحقيق تطلعاته واستعادة دولته.
إلى أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن:
نبعث إليكم بتحية إجلال وإكبار… أنتم الامتدادٌ الطبيعي لثوار أكتوبر ونوفمبر، حماة الكرامة والسيادة، وسياج الوطن المنيع. نُحيي صمودكم في ميادين الشـرف والبطولة، دفاعاً عن الجنوب وهويته وتضحيات شهدائه الأبرار، ونعتز ببطولاتكم، وصبركم، وثباتكم، وتضحياتكم التي ستظل مشاعل نور تهتدي بها الأجيال حتى يتحقق النصـر الكامل، ويُرفع علم الجنوب خفاقًا عالياً فوق كل شبرٍ من أرض الجنوب الطاهرة بإذن الله.
إلى حرائر وماجدات الجنوب:
إننا في هذه الذكرى والمناسبة العظيمة، نُجدد اعتزازنا بدوركن النضالي والريادي، اللاتي سطّرتموه في صفحات مشرقة في مسيرة التحرر الوطني، وكنتن ولا تزلن رمزاً للصمود والعطاء. إذ شاركتن إلى جانب الرجال في خنادق الثورة، وفي ميادين التعليم، والصحة، والعمل المجتمعي، وأسهمتن في بناء أسس مجتمعنا الجنوبي الحر.
ونحن في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي نؤكد التزامنا التام بتمكين المرأة، وتعزيز حضورها الفاعل في مختلف مجالات الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وفاءً لتضحياتها، وإيماناً بدورها المحوري في صناعة المستقبل.
إلى شباب الجنوب الواعد:
يا من تحملون شعلة الثورة، وروح الأمل، وعزيمة البناء. وتتقدمون الصفوف، حماة للوطن، نؤمن أن رهاننا الحقيقي هو على هذا الجيل الطامح، ونعاهدكم بأننا سنكون سنداً وعوناً لكم، نفتح أمامكم أبواب العلم والتدريب والتأهيل، ونرعى طاقاتكم وإبداعاتكم، لتكونوا الركيزة الأساسية في بناء الدولة الجنوبية المنشودة، دولة العدالة، والحرية، والتنمية المستدامة.
ختاماً، أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى جماهير شعبنا الذين احتشدوا في عموم محافظات الجنوب لإحياء هذه الذكرى الوطنية المجيدة، مؤكدين على أننا لن نُحيد عن دربنا، ولن نخذل تضحيات شهدائنا، فالنصر قريب بإذن الله، والاستقلال قادم لا محالة بعون الله وتوفيقه ثم بإرادة وعزيمة وإصرار شعبنا الجنوبي الباسل”.
المجد والنصر للوطن
والخلود للشهداء الأبرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
