السجائر الإلكترونية في العاصمة عدن: سمٌّ ملوّن في أيدي أطفالنا… أين الدولة؟

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في الوقت الذي نعيش فيه أزمات اقتصادية، وانفلاتات أمنية، وحروب تستنزف أرواح الشباب، برز خطرٌ جديد يُهدّد أبناءنا بصمتٍ قاتل: السجائر الإلكترونية (الفيب).

ما يحدث اليوم في العاصمة عدن – وفي غيرها من مناطق اليمن – لم يعد مجرد “سلوك دخيل” أو “موضة عابرة”، بل كارثة صحية واجتماعية تتفشى أمام أعين الجميع، دون رادع، دون وعي، ودون خجل.

أطفال ومراهقون بأعمار لا تتجاوز 12 عامًا، يحملون سجائر إلكترونية في الأماكن العامة، على الأرصفة، في المنتزهات، أمام المدارس، وأمام أولياء أمورهم أحيانًا… ولا أحد يتحرك!

وكأننا اعتدنا أن نرى الموت وهو يُباع بنكهات الفراولة والمانجو والكرز، ويُروَّج له على أنه “شيء غير ضار”، أو حتى “بديل صحي”!

إلى متى سنصمت؟

إلى متى سنشاهد هذا الانحدار في وعي المجتمع؟

السجائر الإلكترونية ليست لعبة، وليست علاجًا، وليست وسيلة تسلية… هي بوابة سريعة نحو الإدمان، وأسرع طريق لتدمير رئة طفل بريء، وقلب شاب ما زال في طور التكوين.

والمؤلم أكثر، أن من يروجون لهذه السموم لا يتحركون في الخفاء، بل يفتحون محلاتهم جهارًا نهارًا، ويسوّقونها على منصات التواصل بعبارات كاذبة وادعاءات طبية لا أساس لها من الصحة.

نطالب بإجراءات فورية:

1- إغلاق كل المحلات والبسطات التي تبيع السجائر الإلكترونية دون تراخيص.

2- مصادرة جميع المنتجات الفيبية من الأسواق ومحاسبة المروجين لها.

3- إصدار تعميم من الجهات الأمنية والتعليمية بمنع تداول أو استخدام السجائر الإلكترونية داخل المدارس أو بجوارها.

4- إطلاق حملات توعية إعلامية وصحية لتثقيف أولياء الأمور بخطورتها، وعدم التساهل مع استخدامها بين المراهقين.

5- تجريم بيعها للقُصّر، وتحديد عقوبات صارمة ضد المخالفين.

كفى استهتارًا بحياة أطفالنا
ما يحدث الآن في العاصمة عدن ليس مجرد ظاهرة، بل غزو ناعم لصحة الجيل القادم… وإن لم تُبادر الدولة وأجهزتها الأمنية والصحية والتربوية إلى إيقاف هذا النزيف، فسنُفيق يومًا على جيلٍ مدمن، عليل، هشّ، لا يقوى على بناء نفسه ولا وطنه.

إن من يتاجرون بصحة أطفالنا اليوم، هم أنفسهم من يزرعون الجهل، والموت، والتفكك في الغد.

نحن في مواجهة أخطر من السلاح… لأن السلاح قد يقتل مرة، أما النيكوتين المغلف بنكهات مسمومة فيقتل ببطء، بهدوء، وبلا ضجيج.

فهل من مسؤول يتجرأ على حماية هذا الجيل قبل فوات الأوان؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks