الكل ينتظر موتي بصمت… لأُدفن مثل البعير، رغم أن صوتي أخاف العدو أكثر من رصاصهم

✍️الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

كنت أظن أن الجرح وحده هو الثمن، لكنني اكتشفت أن الجرح الحقيقي هو خذلان من كان يفترض بهم أن يكونوا حماة الوطن… جُرحت بالأمس، لا برصاص العدو فقط، بل برصاص النسيان والإهمال من قِبل قياداتنا التي تُدعي تمثيلنا، لكن صمتها القاتل يؤكد أنها لا ترى في جراحي إلا عبئًا يجب التخلص منه.

الكل ينتظر موتي بصمت… لا هم يحرك ساكنًا، لا يدٌ تمتد للعلاج، لا كلمة تليق بدماء إنسكبت في سبيل الجنوب… تُركت وحدي، أقاتل الألم وأصارع جراحي التي لم تُشَف، في حين يحصل الآخرون على كل ما يحتاجونه من دعم وعناية.

كنت صوتًا يخيف العدو أكثر من رصاصه… كانت كلماتي وكتاباتي السيف الذي يرهب أعداء الجنوب، لا بنادق أو دبابات، بل بحقائق لا يُحبونها… لكن صوتي الذي كان يرعبهم، اليوم يُهمش ويُدفن في صمت مريب، وكأن الجرح الداخلي أشد وأقسى من جرح الرصاص.

هل أصبحت الشجاعة أن تُسكت؟

هل أصبحت الوفاء أن تُنسى؟

هل صارت الحقيقة جريمة تستوجب القتل البطيء؟

أم أن الموت بصمت هو جزاء من يرفع راية الحق في وجه الطغيان؟

أنا لا أخاف الموت، لكني أخاف أن أموت بلا أن يُسمع صوتي، بلا أن تُقدَّر دمائي، بلا أن يُذكر اسمي إلا كمواطن خانته قيادته.

الجنوب يستحق أكثر من هذا الخذلان… شعبنا، شهداؤنا، جرحانا يستحقون من يقف معهم حقًا، لا من يبتعد عنهم حين يواجهون المحن… إن كان موتي هو الثمن لي، فليكن، لكنني أترك وراءي صرخة لن تصمت، وقلمًا لن ينكسر، وقضية لن تموت.

أقولها بصراحة:

الكل ينتظر موتي بصمت… لأُدفن مثل البعير، رغم أن صوتي أخاف العدو أكثر من رصاصهم.

وأنا أقول لكم: مهما حاولتم دفني، ستبقى الحقيقة حيّة، وستبقى أصوات الحق تخرق صمت الظلام.

فلتعلموا جميعًا:

الكل ينتظر موتي بصمت… لكني سأبقى صرخةً لا يُمكن إسكاتها، حتى لو دفنت كالبعير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks