روكب اليوم
2025-06-27 18:35:00
الوسم الشعبي #إيران_خذلت_غزة تصدّر منصات التواصل في عدد من الدول العربية، وسط اتهامات صريحة لطهران بأنها اكتفت بالشعارات والخطابات النارية، في حين تركت قطاع غزة يواجه آلة القتل الإسرائيلية وحيدًا، دون أي تحرك ملموس يرقى لحجم التهديدات السابقة التي أطلقتها قيادات الحرس الثوري وحزب الله.
ويقول مراقبون إن إيران، رغم تصدرها المشهد الإعلامي كداعم للمقاومة، فضّلت عدم الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، واحتوت الضربات على أراضيها بعد الهجوم الإسرائيلي على أهداف في طهران، في دلالة على حرصها على تفادي التصعيد المباشر للحفاظ على بقاء النظام واستقراره الداخلي.
وتعليقًا على هذا التحول، يقول محللون عرب إن إيران لم تُخفِ في الأشهر الأخيرة تركيزها على ملفاتها النووية ورفع العقوبات، معتبرين أن أي انخراط مباشر في الحرب سيقوّض فرصها الدبلوماسية مع الغرب. وبهذا، تضحي طهران بحلفائها وأدواتها في المنطقة مقابل الحفاظ على بقاء النظام السياسي ومصالحها مع القوى الدولية.
وأكد الناشط الفلسطيني أحمد بربخ من غزة: “كنا نظن أن إيران ستتحرك، لكن اتضح أن كل تلك التهديدات مجرد استعراض. إيران تركت غزة تواجه مصيرها وحدها، وها هي تكتفي بالتصريحات دون أفعال.”
ويتهم مراقبون طهران بانتهاج سياسة مزدوجة، حيث تواصل تغذية جماعات مسلحة بالمنطقة لتوسيع نفوذها الإقليمي، لكنها تنسحب عند اللحظة الحاسمة متذرعة بالحسابات السياسية والدبلوماسية، ما يُضعف من مصداقيتها كشريك فعلي في ما يسمى “محور المقاومة”.
كما وجه ناشطون يمنيون وعراقيون ولبنانيون انتقادات مماثلة، واعتبروا أن إيران “تستخدم قضايا الأمة للمساومة وتحقيق نفوذ، لكنها لا تملك الإرادة للدفاع عن الفلسطينيين حين يسيل دمهم وتُقصف منازلهم”.
ومع اشتداد الانتقادات، تزداد الأسئلة حول مستقبل العلاقة بين طهران والفصائل الفلسطينية، لا سيما في ظل تراجع الدعم الفعلي وغياب التحرك العسكري أو السياسي الواضح. ويرى البعض أن طهران تسعى اليوم إلى إعادة تموضعها بعيدًا عن الاشتباك مع إسرائيل، تمهيدًا لصفقة أكبر تحفظ لها أمن النظام ومكاسبها الاستراتيجية، ولو على حساب شعب قدم دماءً غالية لأجل قضيته.
ويختم محللون بالقول: “بات واضحًا أن إيران وضعت بقاء النظام فوق كل اعتبار. أما فلسطين، فهي ورقة سياسية تُستخدم متى شاءت طهران، وتُسحب حين تصبح عبئًا.”