المنطقة الوسطى بأبين عادات رمضانية أصيلة تدل على الإرث الشعبي

روكب اليوم

مديريات المنطقة الوسطى في محافظة أبين، والتي تشمل لودر ومودية ومكيراس والوضيع، تتميز بعادات رمضانية أصيلة تعكس الإرث الرمضاني البدوي المتجذر في هذه المديريات الأربع. ورغم الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها السكان، إلا أنهم لا يزالون متمسكين بهذه التقاليد التي تضفي على رمضان طابعا خاصا.

لشهر رمضان في هذه المناطق نكهة خاصة، إذ توارث الأبناء العادات الرمضانية من الآباء والأجداد، رغم اندثار بعضها وتلاشيها بفعل التغيرات التي طرأت على الحياة المعيشية. ورغم قساوة الظروف التي ألمّت بكل بيت، لا تزال الفرحة حاضرة عند استقبال هذا الشهر الكريم.

في الريف، تتصاعد أعمدة الدخان من كل بيت، في مشهد يعكس دفء الأجواء الرمضانية. وما أجمل رمضان في هذه المناطق رغم التحديات والصعوبات التي عصفت بالبدو الأصيل، صاحب الشهامة، بعد الأحداث التي غيّرت ملامح الحياة وطمست كثيرًا من العادات والتقاليد الأصيلة. ولا تزال المرأة في هذه المناطق محافظة على إرثها التقليدي في طحن الحبوب وطهيها في الموافي الطينية، كموروث شعبي له طابعه الخاص.


مديريات المنطقة الوسطى في أبين تجسد أصالة البدوي الجنوبي، صاحب العادات والتقاليد المتوارثة جيلاً بعد جيل، رغم ما أصابها من تحولات وتغيرات في السنوات الماضية، حيث تعرضت هذه العادات لضربات قاسية كادت أن تمحو ملامحها الأصيلة.

لا تزال بعض العادات الرمضانية خالدة في مديريات المنطقة الوسطى بمحافظة أبين، حيث يتسابق الأهالي لشراء الاحتياجات الرمضانية رغم الفقر المدقع والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الاستهلاكية. كما تبرز في الشهر الكريم مظاهر التآلف والتراحم والترابط الأخوي، التي تُعدّ من السمات الأصيلة للبدو في هذه المديريات الأربع.


وفي هذا السياق، قال الخضر أحمد مسود تربوي، إن شهر رمضان المبارك يتميز بعادات وتقاليد متوارثة، رغم ما أصاب بعضها من اندثار بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، التي أثرت على قدرة العديد من الأسر على توفير احتياجاتها، إلى جانب تأخر صرف المرتبات وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا ملحوظًا في بعض هذه العادات، إلا أن مظاهر السمر والتراحم لا تزال قائمة.

من جانبه، أشار مراد عبدالله إلى أن لشهر رمضان طقوسًا متوارثة منذ القدم، ولا تزال الأجيال تحافظ عليها رغم الظروف القاسية. وأضاف: “نقوم بشراء احتياجات الشهر الكريم وفق الإمكانيات المتاحة، في ظل معاناة الأسر الأبينية من الفقر وارتفاع الأسعار”.


ولفت إلى أن هناك عادات متجذرة مثل صلة التراحم والسهر حتى السحور، حيث يقوم بعض المواطنين بدق الطسوت لإيقاظ الناس وتجهيز السحور، في تقليد قديم لا يزال حاضرا في بعض المناطق.

و تتميز مديريات المنطقة الوسطى بمحافظة أبين بعادات رمضانية متجذرة، ظل المواطنون محافظين عليها رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة. فشهر رمضان المبارك له مكانة خاصة لدى الأهالي، الذين يستقبلونه بالتراحم والسمر وطقوس متوارثة منذ عقود.

وفي هذا السياق، قال الشخصية التربوية والاجتماعية ناصر عوض موسى، مدير عام مديرية لودر السابق، إن المواطنين في مديريات المنطقة الوسطى كانوا يستقبلون الشهر الفضيل بالتهليل والترحيب، وكان له نكهة مميزة في الماضي، حيث كان الأهالي يتسابقون لشراء الاحتياجات الرمضانية. لكنه أشار إلى أن الوضع تغير اليوم، إذ أصبح الفقر ضيفًا ثقيلاً على كل منزل، مما أدى إلى انقراض العديد من العادات والتقاليد الرمضانية.


وأضاف موسى، في حديثه لـ “الأيام”، أن موائد الإفطار في السابق كانت تزخر بأطباق تقليدية مثل المخلم، والخبز السكوع، والسنبوسة، والباجية، والمشروبات الرمضانية، إلا أن الكثير منها بات نادرًا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. ورغم ذلك، لا يزال رمضان يتميز بكونه شهر القرآن والعبادة والتقرب إلى الله.

من جانبه، قال الإعلامي عارف علوان من مدينة لودر، إن استقبال الشهر الفضيل يرافقه فرح الأطفال بالألعاب، بينما يسمر الرجال حتى السحور، يتبادلون الأحاديث في الطرقات والشوارع المضاءة بالمصابيح الكاشفة. كما أشار إلى أن النساء يتسابقن لطحن وطهي الذرة لصنع المخلم، وهو طبق شعبي تشتهر به مناطق مديريات المنطقة الوسطى، ويُعدّ جزءًا من الموروث الرمضاني، حيث يمكن رؤية أعمدة الدخان تتصاعد من المنازل خلال تحضيره.


أما المواطن أحمد عبدالله محمد، فأكد أن بعض العادات لا تزال قائمة، مثل السمر والتراحم، وتسابق الأهالي في شراء مستلزمات رمضان رغم الضائقة المعيشية. كما لا تزال عادة دق الطسوت مستمرة، حيث يقوم بعض الأهالي بإيقاظ الناس لتجهيز السحور، في تقليد قديم يعكس روح التكافل المجتمعي.

ويتفق مواطنو مديريات المنطقة الوسطى على أن رمضان، رغم تغير الظروف، يظل شهرًا مميزًا بعاداته وتقاليده المتوارثة، والتي لا تزال حاضرة رغم اندثار بعضها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Exit mobile version
Enable Notifications OK No thanks