✍️ الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
كفى تزويرًا للتاريخ!
كفى دفنًا للهوية!
كفى تمثيلاً على شعب الجنوب!
لقد خُدع الجنوبيون ثلاث مرات:
مرة باسم “التحرر” في 30 نوفمبر 1967م، حين أُخرج الاستعمار البريطاني ليدخل استعمار أشد سوءًا اسمه “اليمننة”.
ومرة باسم “الوحدة” في 22 مايو 1990م؛ حين وُقّعت اتفاقية ضياع الهوية بشعار “نذوب في بعض”.
وأخيرًا في 7 يوليو 1994م؛ حين اجتاحت جحافل الغزو عاصمتنا عدن بالدبابات، وأعلنوا سقوط الجنوب، وكأن الجنوب كان مجرد جغرافيا يسهل اقتلاعها.
لكنهم لم يفهموا شيئًا… الجنوب لم يكن يومًا أرضًا فقط، بل هوية، وإرادة، وشعب لا يموت.
جريمة بدأت في 1967م… وما زالت مستمرة!
أيها الجوبيون لا تخدعكم الاحتفالات ولا الخُطب الرنانة… الجريمة الأصلية بدأت حين تم إلغاء اسم “الجنوب العربي”، وفرض اسم “جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية” في 1967م.
يومها أُجبر الجنوب على خلع ثوبه وهويته، وارتداء قناع دخيل لا يشبهه ولا ينتمي إليه.
- اختُطفت الهوية!
- اغتيل التاريخ!
- صُودرت السيادة من شعب كان لديه دولة وحدود وعَلم وجيش!
وتم بناء سردية زائفة تقول: “أنتم جزء من اليمن الكبير”… لكن بأي منطق؟
وبأي حق؟
من “الوحدة” إلى “الهيمنة”:
- في 1990م، أتت “الوحدة” كفخّ سياسي مغلف بشعارات القومية، وقعنا عليه… لكننا لم نقرأ سطور الدم بين الحروف.
- كانت وحدة ضم وإلحاق، لا وحدة شراكة.
- كانت بداية اغتيال الجنوب رسميًا.
ثم جاءت الطامة الكبرى في 1994م:
- يوليو الأسود!
- اجتياح، سحل، نهب، إذلال، اغتيالات، واستباحة كاملة للجنوب تحت غطاء “الدولة الواحدة”.
أين الدولة؟
أين الوحدة؟
أين الشراكة؟
كلها كانت كذبة… وسقطت!
مفتاح التحرر الحقيقي: الهوية أولًا:
- أي تحرر لا يبدأ باستعادة الذات الجنوبية، هو تحرر ناقص.
- أي مشروع سياسي يتجاهل حقيقة الجنوب كوطن وهوية مستقلة، هو مشروع فاشل.
- نحن لا نقاتل من أجل الجغرافيا، بل من أجل ما نكون، وما يجب أن نعود إليه.
- إن لم نكن نحن الجنوب، فسنكون مجرد “هامش” جديد في خرائط الآخرين.
الرسالة الأخيرة:
يا أبناء الجنوب، لا تنتظروا خلاصًا من مؤتمرات الخارج، ولا من لجان مشبوهة، ولا من برلمانات واتساب،الخلاص الحقيقي يبدأ عندما تقول:
- أنا جنوبي… وهذا وطني… وهويتي لا تُفاوض!
- وإذا كانت “اليمننة” قد خنقت الجنوب في 1967م، فإن الجنوب اليوم ينهض ليكسر هذا القيد ويكتب تاريخه بيده، لا بأقلام الغزاة!
الخاتمة:
كل ما نطالب به ليس كثيرًا… نطالب فقط أن نكون نحن.
أن نُعرّف أنفسنا كما نشاء، لا كما يريد الغزاة والمحتلون.
أن نُقيم دولتنا بهويتنا، لا على أطلال مشاريع الآخرين.
التحرر لا يُهدى… بل يُنتزع!
والجنوب قادم… لا ليسأل، بل ليأخذ حقه… والتاريخ لا يرحم من خان، ولا ينسى من قاوم.
عاش الجنوب العربي حرًا أبيًا.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر عاش الجنوب حرآ واحداً عزيزاً ابياً كريماً… الله أكبر والعزة لله وحده.
ولا نامت أعين الجبناء!