Site icon روكب اليوم

بين انتعاش هش وتضخم مرتفع.. ما توقعات ستاندرد آند بورز للاقتصاد العالمي؟ : روكب اليوم الاقتصادية


روكب اليوم
2025-09-21 15:19:00

1679655

أظهر تقرير الاقتصاد العالمي 2025 الصادر عن ستاندرد آند بورز أن توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي للفترة 2025 – 2027 بقيت مستقرة إلى حد كبير في تحديث سبتمبر أيلول، غير أن هذه الصورة العامة تُخفي مراجعات متباينة على مستوى بعض الاقتصادات الكبرى.
فقد رفعت الوكالة توقعاتها للنمو في عام 2025 لعدد من الاقتصادات المهمة مثل الولايات المتحدة، واليابان، والمملكة المتحدة، والبرازيل والهند، ويرجع ذلك جزئياً إلى النتائج الإيجابية للناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني من العام، إلى جانب بعض العوامل الخاصة بكل دولة، وفي المقابل جرى خفض التوقعات لاقتصادات أخرى مثل كندا، وألمانيا وروسيا، وذلك للأسباب نفسها تقريباً المرتبطة بالبيانات الاقتصادية الأخيرة والظروف الوطنية.


googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });

وعلى المستوى العالمي، أوضح التقرير أن النصف الثاني من عام 2025 سيكون أضعف من النصف الأول من حيث النمو الاقتصادي، نتيجة مجموعة من العوامل السلبية، أبرزها تلاشي المكاسب التي تحققت بفعل الاندفاع لتفادي الرسوم الجمركية قبل تطبيقها، إضافة إلى استمرار حالة عدم اليقين المرتفعة. ومع ذلك، تشير مؤشرات مديري المشتريات (PMI) الصادرة مؤخراً عن ستاندرد آند بورز غلوبال إلى أن النشاط الاقتصادي قد يُظهر مرونة أكبر من المتوقع على المدى القصير.
أما في ما يتعلق بالتضخم، فقد بيّن التقرير أن البيانات الأخيرة تكشف عن بعض علامات الجمود، فبحسب الأرقام الشهرية، ظل معدل التضخم العالمي لأسعار المستهلك عند مستوى يزيد قليلاً على 3% منذ فبراير شباط، في حين بدأ معدل التضخم الأساسي في اقتصادات مجموعة G5 بالارتفاع خلال الأشهر الماضية.


googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });

وفي يوليو تموز، واصل تضخم السلع الأساسية في هذه المجموعة اتجاهه التصاعدي، إذ ارتفع بنقطتين مئويتين عن أدنى مستوياته المسجلة في منتصف 2024، وكان الارتفاع في الولايات المتحدة لافتاً على نحو خاص، وفي المقابل فإن التراجع التدريجي في تضخم الخدمات داخل المجموعة قد توقف، وكانت الولايات المتحدة مجدداً من أبرز العوامل وراء ذلك.

وترجح ستاندرد آند بورز أن تدعم الآثار المتأخرة للتيسير النقدي الواسع النمو في معظم الاقتصادات والمناطق خلال عام 2026، لكنها حذرت من أن التضخم قد يشكل عقبة أمام هذا المسار، كما توقعت أن تكون معدلات التضخم الرئيسية أقل في 2026 مقارنة بعام 2025، وهو ما يرجع جزئياً إلى التوقعات بانخفاض حاد في أسعار النفط الخام بدءاً من أواخر العام الجاري.

وفي ما يخص السياسات النقدية، أوضح التقرير أن الولايات المتحدة قد استأنفت خفض أسعار الفائدة، رغم تبني الاحتياطي الفيدرالي نهجاً حذراً في ذلك، فقد مهدت بيانات التوظيف الأضعف من المتوقع والمراجعات الأخيرة لها الطريق لخفض بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في 17 سبتمبر أيلول.

ورغم أن هذا يُمثل بداية لسلسلة من التخفيضات، فإن الأسواق تُسعّر حالياً وتيرة أسرع بكثير، حيث تتوقع تخفيضات إضافية بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماعات المتبقية لهذا العام، مع وصول أسعار الفائدة إلى ما دون النطاق المحايد المقدر بين 3.00 و3.25% بحلول صيف 2026.

لكن التقرير شدد على أن السيناريو الأساسي لستاندرد آند بورز يفترض أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع ثانٍ فقط، وذلك لتجنب المخاطر المرتبطة بعودة التضخم الأميركي إلى الارتفاع، وبالتالي لا يُتوقع الوصول إلى النطاق المحايد قبل أواخر 2026.

أما مؤشرات مديري المشتريات (PMI) الصادرة عن ستاندرد آند بورز غلوبال لشهر أغسطس آب، فقد أظهرت تحسناً على المستوى العالمي للشهر الرابع على التوالي، وإن كان مشوباً ببعض التحفظات، فقد ارتفع المؤشر العالمي للإنتاج المركب ليصل إلى أعلى مستوى له منذ منتصف 2024، كما أظهر قطاع التصنيع المتعثر بعض التحسن مع عودة مؤشري الإنتاج والطلبيات الجديدة إلى ما فوق مستوى النمو البالغ 50 نقطة، وإن بقيا قريبين جداً من عتبة التوسع.

غير أن مؤشر الطلبيات الجديدة للتصدير -الذي يُعد مقياساً رئيسياً لنمو التجارة العالمية- ظل دون مستوى 50، وهو ما يعكس استمرار ضعف التجارة منذ انتخابات الولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني 2024، كما جاءت توقعات الشركات بشأن الإنتاج المستقبلي ضعيفة، لتسجل بعضاً من أضعف المستويات منذ صدمة جائحة كورونا.

وأشار التقرير إلى أن غياب دوامة سلبية ناجمة عن تصاعد التوترات التجارية واضطرابات الأسواق المالية يُعتبر مؤشراً مطمئناً، لكنه أكد في الوقت نفسه أن ثقة الشركات في الطلب المستقبلي لا تزال منخفضة.

وأخيراً، سلط التقرير الضوء على مظاهر الهشاشة المالية في أوروبا، فقد شهدت الفوارق بين عوائد السندات الفرنسية لأجل 10 سنوات ونظيرتها الألمانية اتساعاً لافتاً، لتصل إلى مستويات مماثلة -بل وأحياناً أعلى- من تلك المسجلة في دول جنوب القارة، وأرجع التقرير ذلك إلى استمرار حالة عدم اليقين بشأن استقرار الحكومة الفرنسية وصعوبة تمرير موازنة 2026، إضافة إلى القلق من ارتفاع عجز القطاع العام، الذي تجاوز 5% من الناتج المحلي الإجمالي ليصبح الأكبر في منطقة اليورو خلال 2025، فضلاً عن ارتفاع نسبة الدين العام، وهي الثالثة بعد اليونان وإيطاليا.

وفي المملكة المتحدة، أشار التقرير إلى أن التحديات المالية والسياسية دفعت بعوائد السندات الحكومية لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوياتها منذ أواخر التسعينيات، غير أن الطلب على هذه السندات في المزادات الأخيرة ظل قوياً، ما يعكس استمرار ثقة المستثمرين رغم هذه التحديات.

Exit mobile version