
وقالت المجموعة في بيان لها إن هذا التخفيض يأتي ضمن سياسة المراجعة المستمرة لأسعار المواد الغذائية الأساسية التي تتأثر مباشرة بتقلبات أسعار الصرف، مؤكدة حرصها على توفير الدقيق بأسعار مناسبة تتماشى مع التحسن الأخير في قيمة الريال اليمني، وبما يسهم في التخفيف من الأعباء المعيشية الثقيلة على المواطنين.
ويُعد هذا الإجراء الثالث من نوعه خلال أقل من شهرين، حيث سبق للمجموعة أن أعلنت عن تخفيضات في أسعار القمح والزيوت النباتية، ما يشير التزام القطاع التجاري بالإصلاحات التي تجريها الحكومة والنبك المركزي والامتثال للقرارات الرسمية.
وأصدرت مجموعة شركات هايل سعيد قائمة محدثة بأسعار الدقيق بعد التخفيض الجديد، حيث تراجع سعر كيس دقيق “السنابل” سعة 50 كيلو جرام من 64,500 ريال يمني إلى نحو 37,800 ريال، أي بانخفاض تجاوز 42 %. كما شملت القائمة بقية الأصناف والأحجام التي تنتجها المجموعة، والتي سجلت هي الأخرى تخفيضات كبيرة تجاوزت حاجز 40 %، بما يعكس جدية التوجه في جعل هذه المادة الأساسية متاحة بأسعار في متناول مختلف شرائح المستهلكين.
وأكدت مصادر اقتصادية أن هذه الخطوة ستسهم في كبح جماح الأسعار التي أنهكت الأسر اليمنية خلال السنوات الماضية نتيجة تدهور العملة، كما أنها تشكل رسالة إيجابية للسوق بضرورة التفاعل مع التحسن الأخير في سعر الصرف وعدم إبقاء الأسعار عند مستوياتها المرتفعة السابقة.
التخفيض الجديد يأتي في وقت يترقب فيه المواطنون استقراراً أكبر في أسعار السلع الأساسية، خصوصاً المواد الغذائية كالقمح والدقيق، والتي تمثل العصب الرئيسي للأمن الغذائي في اليمن.
كما أن هذا التخفيض جاء استجابة للتحسن الملحوظ في سعر صرف الريال اليمني خلال الأسابيع الأخيرة، مدفوعًا بالإجراءات المالية التي اتخذتها الحكومة بالتنسيق مع البنك المركزي، والتي شملت تشديد الرقابة على شبكات الصرافة، وتنظيم عملية المزادات لبيع العملات الأجنبية، وضخ سيولة نقدية مستقرة في السوق.
وأسهمت هذه الإجراءات والخطوات في كبح المضاربات وتحقيق استقرار نسبي للعملة المحلية، الأمر الذي انعكس مباشرة على أسعار المواد الأساسية وفي مقدمتها القمح والدقيق.
ويرى مراقبون أن تحرك مجموعة هائل سعيد أنعم بهذه الخطوة، سيشجع بقية التجار والمستوردين لاتخاذ خطوات مماثلة، الأمر الذي قد يؤدي إلى توازن جديد في السوق ويخفف من معاناة المواطنين الذين يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة.