روكب اليوم
2025-06-22 16:47:00
ورغم تبجح الحوثيين بخطابات النصر والسيادة، تؤكد الشهادات الميدانية أن المواطنين في صنعاء وذمار والحديدة وغيرها، يعانون من الجوع، وانعدام الرواتب، وغياب الرعاية الصحية، في وقت تواصل فيه الجماعة جباية الأموال تحت ذرائع متعددة أبرزها ما يُسمى بـ”المجهود الحربي”.
ويقول مراقبون إن جماعة الحوثي، منذ انقلابها في 2014، لم تنجح في بناء أي نموذج حكم يلامس احتياجات الناس، بل حولت مؤسسات الدولة إلى أدوات قمع وجباية، فيما ظل خطابها الإعلامي يُغرق الداخل بأوهام الانتصار، ويُحمّل الخارج مسؤولية الفشل المتراكم.
ويرى مختصون أن القيادات الحوثية، وعلى رأسها مهدي المشاط ويحيى سريع، لم تخرج عن إطار الأداة الدعائية التي تُصدر “بطولات” مصطنعة، وتبالغ في تصوير المواجهات العسكرية، بينما هي تعجز عن إدارة أبسط الملفات الخدمية في العاصمة صنعاء.
ويؤكد مواطنون من قلب مناطق الحوثيين أن الجماعة تتقن تسويق الشعارات أكثر من إدارة الواقع، وتُغلف مشروعها الطائفي برداء “المقاومة”، رغم افتقاره لأي مضمون وطني حقيقي، حيث أن قراراتها السياسية والعسكرية مرتبطة مباشرة بطهران، وفق ما يُجمع عليه العديد من المحللين.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه وسائل إعلام الحوثيين عن “الانتصارات الكبرى”، لا تزال عشرات المستشفيات مغلقة أو بدون أدوية، والمدارس بلا ميزانية تشغيلية، في حين يُحرم الموظفون من مرتباتهم منذ سنوات، وسط غياب أي خطة لإدارة الدولة بشكل فعلي.
ويرى مراقبون أن المشروع الحوثي لم يُنتج سوى مزيد من التمزق المجتمعي، والتبعية لإيران، مؤكدين أن ما تسميه الجماعة بـ”الصمود” ليس إلا حصارًا داخليًا قاسيًا تفرضه على اليمنيين، ونهبًا منظمًا تقوده نخبة سلالية باسم “الحق الإلهي”.
ويؤكد كثير من اليمنيين اليوم أن الحوثي لم يعد يُقنع أحدًا بشعاراته، وأن الحقيقة باتت أكثر وضوحًا: لا سيادة ولا استقلال، بل مشروع يختطف الدولة ويُحطم المجتمع باسم “التحرر”، بينما الحقيقة على الأرض تقول إن المليشيا لا تملك سوى الصوت العالي، وفشل مدوٍ في كل الميادين.