روكب اليوم
2025-05-31 10:22:00
وكان روبّي روبيرج، صياد تجاري من مدينة ساوث بورتلاند بولاية مين، قد نجا مع طاقمه من حريق مدمّر اندلع في قاربه «ثري غيرلز» في أغسطس آب الماضي، بفضل تدريب على الطوارئ شارك فيه قبل ثلاثة أشهر فقط، قدمته منظمة غير ربحية متخصصة بدورات السلامة للصيادين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });
لكن هذه البرامج مهددة بالتوقف بدءاً من يوليو تموز المقبل، مع تقليص التمويل لوكالة «المعهد الوطني للصحة والسلامة المهنية» التابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، والتي تُعد مصدر التمويل الرئيسي لتلك التدريبات والأبحاث المرتبطة بها.
وكانت إدارة ترامب قد سرّحت في 1 أبريل نيسان نحو 875 من أصل 1000 موظف في الوكالة، من بينهم الغالبية العظمى من المختصين الذين يقدمون الدعم لمراكز معنية بسلامة عمال الزراعة والصيد وقطع الأشجار، وعلى الرغم من إعادة تعيين نحو 300 موظف لاحقاً، فإن الموظفين المخصصين للإشراف على هذه المراكز لم يُعَد توظيفهم، بحسب بيانات نقابية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });
تستعد عدة مراكز لإغلاق أبوابها عند انتهاء دورات تمويلها الحالية، ففي جامعة فلوريدا، قال مدير مركز «الصحة والسلامة الزراعية في السواحل الجنوبية الشرقية»، الدكتور غلين موريس، إن فريقه بدأ بالفعل بتعليق أنشطة التوعية المباشرة والبحوث.
أما «رابطة التعليم البحري في ألاسكا»، فقد حذّرت من أن التمويل قد ينفد بحلول 1 يوليو تموز، وتتوقع «خدمات دعم الشراكة في الصيد» (FPSS)، وهي جهة تدريب بارزة على الساحل الشرقي، فقدان تمويلها في سبتمبر آب.
وقال مدرب في FPSS وخبير إنقاذ سابق في خفر السواحل إن خسارة هذه التدريبات ستزيد الضغط على خدمات الإنقاذ البحري الفدرالية، مؤكداً أن «العائد على الاستثمار في هذه البرامج كبير؛ فكل دولار يُنفق على التدريب يوفر أضعافه في تكاليف الإنقاذ».
ورغم هذه المخاوف، صرّح متحدث باسم وزارة الصحة بأن «العمل سيستمر»، وأن الوزارة «تدعم عمال الزراعة والصيد وقطع الأشجار في أميركا»، وكان وزير الصحة روبرت كينيدي الابن قد قال في مارس إن تقليص الوظائف يهدف إلى خفض البيروقراطية وزيادة الكفاءة، مشيراً إلى دمج الوكالة في إدارة جديدة تُدعى «الإدارة من أجل أميركا صحية».
يُشكّل العاملون في قطاعات الصيد والزراعة وقطع الأشجار نحو 442 ألف شخص فقط من مجمل القوة العاملة الأميركية، إلا أن هذه الفئة تسجل أعلى معدلات وفيات مهنية، بمعدل 24.4 وفاة لكل 100 ألف عامل في عام 2023، أي سبعة أضعاف المعدل الوطني.
وساعدت البحوث وتدريبات السلامة التي تدعمها الوكالة الفدرالية في تقليل هذا المعدل على مدار عقدين، إلى جانب تطور الآلات وتشديد الأنظمة.
وفي عام 2024، درّب «مركز الصحة والسلامة المهنية في الشمال الشرقي» أكثر من 5600 عامل، وفقاً لمديرته جولي سورنسن، كما شملت التدريبات مؤخراً التوعية بعلاج الإدمان وتوزيع دواء «ناركان» المضاد لجرعات الأفيون الزائدة.
وقال أحد الصيادين المشاركين في التدريب إن تقليص هذه البرامج سيكون «كارثيًا»، مؤكداً أن الكثير من الصيادين والعمال لن يتمكنوا من تحمّل تكاليف تدريبات مماثلة في القطاع الخاص.
وختم بقوله: «لقد بنينا ثقة حقيقية مع هؤلاء العمال على مدار سنوات، وإن ضاعت، فسيكون ذلك ثمناً باهظاً».