درون بريطانية تصنع تاريخا.. أول صاروخ موجه بالليزر يسقط هدفًا في الجو

روكب اليوم

​في تطور غير مسبوق قد يعيد رسم ملامح الحروب الجوية، وثّقت مقاطع مصورة لحظة قيام طائرة مسيّرة بريطانية من طراز T150بإطلاق صاروخ موجه بالليزر وتدمير هدف جوي بنجاح خلال تجارب أجريت في الولايات المتحدة.

وذكرت شركة “بي إيه إي سيستمز” الدفاعية العملاقة، مالكة شركة “مالوي أيرونوتيكس” البريطانية مصنعة الطائرة”، أن هذه أول مرة في العالم يتم فيها إطلاق ذخيرة دقيقة من طائرة مسيّرة ذات أجنحة دوّارة لإسقاط هدف جوي آخر، في ما اعتبره الخبراء “لحظة فارقة في ميدان المعارك الحديثة”.

مسيرة تي 150 البريطانية

وتُظهر المقاطع أيضاً الطائرة الرباعية وهي تطلق صواريخ لتدمير أهداف أرضية بينها شاحنة، خلال اختبارات الصيف الحالي في صحراء ولاية يوتاه الأمريكية، بحسب صحيفة “ذا صن” البريطانية.


ويعتقد المهندسون أن هذه التجربة تمثل “تحولاً في قواعد المواجهة”، إذ توفر وسيلة فعّالة لمواجهة هجمات الطائرات المسيّرة الرخيصة، دون الحاجة لاستخدام أنظمة دفاعية باهظة مثل صواريخ باتريوت الأمريكية.

وتتمتع الطائرة بقدرة على حمل صواريخ موجهة بالليزر من طراز APKWS عيار 70 ملم، ويمكنها إصابة أهداف على بعد يصل إلى 6.5 كيلومتر.

تاريخياً، صممت هذه المسيرات لتكون “رافعة ثقيلة” للمهام العسكرية، حيث تستطيع كل منها حمل حمولات تصل إلى 68 كيلوغراماً، لتحل جزئياً مكان المروحيات المأهولة في نقل المعدات بين السفن أو في المناطق الصعبة. وإضافة لقدراتها الهجومية الجديدة، يمكن تجهيزها أو تفريغها من منظومة الأسلحة خلال ساعة، لتعود لأداء مهام النقل أو الاستطلاع.


ويتم حالياً استخدام هذه الطائرات بالفعل من قبل قوات المارينز الأمريكية والبحرية الملكية البريطانية لنقل المعدات بين السفن في عرض البحر، ما يقلل من الاعتماد على المروحيات التقليدية.

ويُتوقع أن تشكل هذه الطائرات المسيّرة سلاحاً رئيسياً في الحروب المستقبلية، خاصة في ظل ما أظهرته الحرب في أوكرانيا من ابتكارات في هذا المجال؛ حيث يُذكر أن عملية “سبايدر ويب” الأوكرانية الشهيرة كانت مثالاً بارزاً على التحول في طبيعة المواجهات الجوية.

  • عملية “سبايدر ويب” الأوكرانية: ضربة موجعة لأسطول القاذفات الروسية
في واحدة من أجرأ العمليات العسكرية الحديثة، شنت أوكرانيا هجوماً واسع النطاق بطائرات مسيّرة رخيصة استهدفت أربع قواعد جوية روسية، ونجحت في إلحاق خسائر فادحة بقوة الردع النووي الروسية.

وتقول السلطات الأوكرانية أن الهجوم ألحق أضراراً بقيمة سبعة مليارات دولار بأسطول قاذفات موسكو، ودمر ثلث الطائرات الاستراتيجية الروسية تقريباً.

وجرى تنفيذ العملية السرية بعد 18 شهراً من التخطيط المكثف والعمل الاستخباراتي، حيث تم تهريب الطائرات وأجزاءها إلى عمق الأراضي الروسية، ثم تجميعها سراً بجوار القواعد.

وفي صباح الأول من يونيو/ حزيران، انطلقت أسراب المسيرات من حاويات شحن تمويهية لتمطر القواعد الروسية بوابل من القنابل والصواريخ، فيما وثقت الكاميرات لحظة وقوع الانفجارات وتصاعد الدخان الأسود من قلب تلك القواعد الحيوية.

وكانت أبعد الضربات، استهداف بمطار “بيلايا” في أقصى شرق روسيا، القريب من حدود منغوليا، بالإضافة إلى قواعد “أولينيا” قرب فنلندا و”إيفانوفو” و”دياجيلييفو” قرب موسكو.

وقد استطاعت هذه العملية الاستثنائية أن تبرهن على حجم التحول في حروب العصر، حيث أصبح بإمكان أسلحة زهيدة الكلفة أن تحدث فجوة هائلة في منظومات الردع التقليدية، وتكبد الخصوم خسائر جسيمة بنتائج غير متوقعة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks