«رالي الذهب» يدخل محطة «الحيرة» بعد تضاؤل فرص الخفض العنيف المتسارع للفائدة : روكب اليوم الاقتصادية


روكب اليوم
2025-09-24 06:55:00

1679858

يجري تداول الذهب اليوم الأربعاء 24 سبتمبر 2025 عند 11 صباحاً بتوقيت دبي عند 3775 دولاراً للأوقية فاقداً جزءاً من مكاسبه القياسية الأخيرة التي حققها بالغاً مستوى 3790 دولاراً للأوقية.

في سباقٍ طويل يشبه ماراثوناً مفتوحاً، يواصل الذهب مساره الصعودي منذ أشهر مدعوماً بتقلبات السياسة النقدية العالمية والتوترات الجيوسياسية.


googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });

ورغم توقفه المؤقت عند محطات تصحيح، ظل المعدن النفيس محافظاً على زخمه كأحد أبرز الملاذات الآمنة في الأسواق. لكن مع تصريحات الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة، وتضاؤل فرص الخفض العنيف للفائدة، دخل «رالي الذهب» محطة جديدة تتسم بـ«الحيرة»، حيث يتأرجح بين ضغوط التشديد المحدود وتداعيات الحرب في أوكرانيا التي تعيد إشعال الطلب على الأصول الدفاعية.

وتأثرت أسعار الذهب كثيراً بتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وعلى رأسهم رئيس المجلس جيروم باول، حيث كانت تراهن الأسواق على خفض قوي للفائدة، فيما أكد باول أمس الثلاثاء أن الفيدرالي لا يرى حاجة مُلحّة لخفض حاد لأسعار الفائدة، مبرراً ذلك برغبته في تفادي إشعال ضغوط تضخمية جديدة. ووصف الوضع الحالي بأنه «صعب» بالنسبة لصانعي السياسات، حيث يواجهون في الوقت نفسه مخاطر عودة التضخم وتباطؤ سوق العمل.


googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });

وأشار باول إلى أن مستويات الفائدة الحالية مناسبة للتعامل مع كلا التهديدين، مضيفاً أن الفيدرالي لن يتجه إلى خفض كبير، خاصة في ظل غياب أزمة اقتصادية تتطلب ذلك.

هذا الموقف الحذر انعكس سريعاً على تحركات الذهب، إذ لجأ المتداولون إلى تقليص رهاناتهم على خفض واسع للفائدة. وبحسب أداة CME FedWatch، تتوقع الأسواق خفضين إضافيين بواقع 25 نقطة أساس هذا العام، مع احتمال بنسبة 93% في أكتوبر و77% في ديسمبر، ما قد يخفّض الفائدة إلى أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 2022.

وفي موازاة ذلك، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته تجاه أوروبا والصين والهند في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالباً الأوروبيين بوقف استيراد النفط الروسي فوراً، ومتهماً بكين ونيودلهي بتمويل الحرب في أوكرانيا عبر مشتريات الطاقة الروسية. وحذر ترامب من أن استمرار هذه التدفقات المالية يمنح موسكو القدرة على إطالة أمد الحرب.

ورغم نجاح أوروبا في خفض اعتمادها تدريجياً على الإمدادات الروسية، فإن بيانات الطاقة تكشف أن الصين والهند أصبحتا أكبر زبائن النفط الروسي، وهو ما يوفّر شريان حياة لاقتصاد موسكو ويساعدها على تمويل عملياتها العسكرية.

وبين تشكيك باول في خفض كبير للفائدة من جهة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية والعقوبات الجديدة على روسيا من جهة أخرى، يجد الذهب نفسه في وضع «حائر»، إذ يتأرجح بين ضغوط التشديد النقدي المحدود واندفاع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وسط اشتعال الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks