روكب اليوم
2025-05-04 10:39:00
وتأتي هذه الزيارة في ظل تغيرات جيوسياسية متسارعة ومخاوف روسية من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على السوق الصينية، المصدر الرئيسي لواردات روسيا.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });
وحذّر مستشار محافظ البنك المركزي الروسي كيريل تراماسوف من أن أي انخفاض في سعر صرف اليوان قد يؤدي إلى تدفق «سلع صينية رخيصة» تهدد المنتجين المحليين الروس وتضعف قطاعي الصناعة والاستهلاك.. وبينما لا تتأثر صادرات روسيا إلى الصين كثيراً بهذا التغير نظراً لاعتمادها على المواد الخام، فإن وارداتها وخاصة الآلات والسلع الاستهلاكية قد تشهد اختلالات حادة، بحسب تقرير معهد غيدار الروسي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وتوسع العقوبات الغربية أصبحت الصين الشريك التجاري الأول لروسيا.
ففي عام 2024، شكّلت بكين أكثر من 34 في المئة من إجمالي تجارة روسيا الخارجية، و40 في المئة من وارداتها، وفق بيانات معهد غيدار.
ومع انسحاب علامات تجارية كبرى مثل فورد وتويوتا ومرسيدس من السوق الروسية، زادت حصة الصين من سوق السيارات الجديدة، إذ بلغت الواردات الصينية نحو 500 ألف مركبة في عام واحد.
كما تواجه شركات صناعة السيارات الروسية، وعلى رأسها «أفتوفاز»، الشركة المنتجة لطراز لادا، منافسة ضارية من العلامات الصينية. وفي مارس آذار 2025، تراجعت مبيعات السيارات الجديدة في روسيا بنسبة 45 في المئة على أساس سنوي، لتصل إلى 83 ألف مركبة فقط، حسب بيانات اتحاد الأعمال الأوروبية.
ورغم تسجيل «أفتوفاز» زيادة شهرية بنسبة 7.4 في المئة، فإن مبيعاتها لا تزال منخفضة بنحو الثلث مقارنة بالعام السابق.
اتهم مسؤولون في «أفتوفاز» الشركات الصينية بإغراق السوق الروسي بسيارات مخفضة الأسعار، في وقتٍ يواجه فيه المصنعون الروس تحديات تتعلق بتكاليف التمويل المرتفعة ونقص العمالة، كما أشارت تقارير محلية إلى أن بعض العلامات الصينية خفّضت أسعارها بما يصل إلى مليون روبل.
لا يقتصر التأثير على قطاع السيارات، فقد أظهر استطلاع أجرته مؤسسات روسية متخصصة أن 54 في المئة من شركات التقنية الصغيرة ترى أن الاعتماد المتزايد على الاستيراد من الصين يمثّل التهديد الأكبر لتطورها التكنولوجي.
منذ 2022، فر أكثر من 281 مليار دولار من روسيا، بحسب بيانات نشرها رئيس البنك الوطني الأوكراني كيريلو شيفتشينكو.
وأوضح أن الصين بدأت مؤخراً بتقليص وارداتها من النفط والغاز الروسي، ما يضغط على العائدات ويزيد أزمات الميزان التجاري الروسي.
وبالنسبة للحرب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين، وفي ظل اعتماد روسيا المتزايد على الصين، يبقى من غير المرجح أن تتخلى موسكو عن شراكتها مع بكين، حتى مع وجود محاولات أميركية لفك هذا التحالف.
مع دخول العلاقات الصينية-الروسية مرحلة جديدة من التقارب، يجد الاقتصاد الروسي نفسه في موقع هش؛ شريك تجاري عملاق يساعد على سد الفراغ الغربي، لكنه في الوقت ذاته يهدد بإغراق الأسواق المحلية ويقوض فرص النمو الصناعي الداخلي.
وفي ظل استمرار العقوبات الغربية وضغوط الرسوم الأميركية، تظل روسيا أمام تحدٍ مزدوج، الحفاظ على استقرار داخلي في وجه شريك خارجي أقوى اقتصادياً، وتجنب الوقوع في فخ التبعية طويلة الأمد.