روكب اليوم
2025-06-22 20:34:00
من شيكاغو، يبدو أن الأمور تتحسّن على الورق بالنسبة لريك وولدنبرغ، صاحب شركة ألعاب تعليمية عمرها أكثر من قرن، قضت المحاكم الفيدرالية بعدم شرعية رسوم ترامب الجمركية، والاتفاقات التجارية المؤقتة خفّضت معدلات الضرائب المفروضة على الواردات الصينية، لكن الواقع مختلف تماماً.
تفككت المعدات الحيوية للشركة وتم نقلها مئات الأميال، قبل أن يُعاد شحنها مجدداً في اللحظة الأخيرة، بات فريق العمل المكوّن من نحو 500 موظف في مقر الشركة بضواحي شيكاغو، في سباق دائم لإعادة تقييم أكثر من 2000 منتج وتجميد خطط التوسّع ورفع الأسعار.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });
فازت الشركة التي تأسست عام 1916 وتضم الآن شركتين هما «ليرنينغ ريسورسز» و«هاند تو مايند»، بدعوى ضد إدارة ترامب بسبب الرسوم المفروضة على الواردات الصينية، إلا أن القرار القضائي معلق، والحكومة طعنت فيه أمام المحكمة العليا.
يصف وولدنبرغ الوضع قائلاً «نُحلّق بالطائرة ونحن نُصلحها»، ويضيف أن أهم سؤالين الآن هما: أين ننقل الإنتاج من الصين؟ وكيف ننقل معدات صناعية تزن نحو 1.5 مليون رطل في الوقت المناسب قبل موسم العطلات؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });
منذ تسعينيات القرن الماضي، اعتمدت الشركة على مصانع في الصين، لكن مع فرض رسوم تصل إلى 145 في المئة في ولاية ترامب الثانية، اضطرت الشركة إلى نقل نحو 1500 قالب صناعي إلى دول أخرى، حالياً، نحو 60 في المئة من وارداتها البالغة 65 مليون دولار سنوياً ما زالت من الصين.
أحد أبرز منتجات الشركة «كيدنوكيلرز»، وهي مناظير للأطفال تُباع بأقل من 10 دولارات، أما الروبوت التعليمي «كوبر» فسعره يصل إلى 79.99 دولار، لكن لم تجد الشركة بعد مكاناً لإنتاجه خارج الصين.
ومع اتفاق مفاجئ في مايو خفّض الرسوم إلى 30 في المئة مؤقتاً لمدة 90 يوماً، أوقفت الشركة شحنة كانت متوجهة من الصين إلى فيتنام، في عملية عكسية كلّفتها 13 ألف دولار، لكن الضرر كان قد حدث، إذ تم بالفعل نقل قوالب إنتاج أخرى.
قضت محكمة فيدرالية أواخر مايو بعدم قانونية الرسوم على واردات الشركة، لكن الحكومة استأنفت القرار سريعاً، وبقيت الرسوم قائمة.
الرسوم الجديدة المرتقبة في يوليو تموز على الواردات من فيتنام والهند ستصل إلى 46 في المئة و26 في المئة على التوالي.
وفي الوقت ذاته، ألمح ترامب إلى إمكانية رفع الرسوم على الصين إلى 55 في المئة، ما دفع وولدنبرغ إلى القول «نحن مثل لاجئ من حرب، إذا لم تكن الأرض المرتفعة آمنة، سنضع كل شيء في عربة حمار ونرحل مجدداً… هذه طريقة مدمّرة لإدارة عمل تجاري».
تُجسد قضية شركة «ليرنينغ ريسورسز» كيف يمكن أن تتحوّل الانتصارات القانونية إلى هزائم عملية في بيئة تجارية غير مستقرة.
الرسوم المتقلبة، وانعدام رؤية واضحة لسلاسل التوريد، والمفاجآت السياسية، وكل ذلك، يجعل التخطيط الاستراتيجي عملية شاقة، ويفرض ضغوطاً على الشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء.