صحيفة لبنانية: الإصلاح هيمن على اليمن من بوابة التعليم والدعوة

روكب اليوم
  • دراسة تحليلية:خطر الإخوان الحقيقي كامن في بنية الدولة ذاتها
> كشفت دراسة تحليلية عن الأدوار العميقة التي لعبها حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، في تفكيك مؤسسات الدولة، ليس عبر السلاح فحسب، بل من خلال اختراق منهجي لمجالات التعليم، والدعوة، والإدارة، وتحويلها إلى أدوات تعبئة حزبية تخدم مشروع “التمكين” الإخواني طويل المدى.

الدراسة المنشورة أمس في صحيفة “البناء” اللبنانية، تستعرض كيف وظّف الحزب أدوات “الهيمنة الناعمة” لبناء شبكة تنظيمية متغلغلة داخل المجتمع والدولة، مستفيدًا من سياقات سياسية هشة، ومن فراغات في البنية المؤسسية، خاصة بعد إعلان الوحدة اليمنية عام 1990، حين تحوّلت الحركة الدعوية إلى حزب سياسي متعدّد الأجنحة والولاءات.

تتبع الدراسة الجذور الفكرية للإخوان في اليمن منذ أربعينيات القرن الماضي، حيث جاء التأثير من مصر عبر الأزهر، ومن السعودية عبر الدعوة الوهابية، ليتغلغل الفكر الإخواني تدريجيًا في البيئات القبلية والدينية، خصوصًا في شمال اليمن، وقد ساعد غياب الدولة المركزية، وانتشار الأمية، وتنازع القوى بعد ثورة 1962، في خلق أرضية خصبة للنفوذ الإخواني.

ومع تأسيس حزب الإصلاح، سعى الإخوان إلى فرض مشروعهم من داخل الدولة لا من خارجها، عبر السيطرة على وزارات التعليم والأوقاف والإعلام بعد انتخابات 1993، وتوظيفها لتديين الوظيفة العمومية.

وشمل ذلك تعديل المناهج، وتعيين الموالين، والسيطرة على المنابر، وتحويل المساجد والمدارس إلى فضاءات حزبية. كما أنشأ الحزب شبكة من المعاهد، والجمعيات الخيرية، والإعلام، كان أبرزها جامعة الإيمان وصحيفة “الصحوة”، لترسيخ الولاء الحزبي في المجتمع.

كما أشارت الدراسة إلى أن هذه السيطرة لم تكن مجرد نفوذ حزبي، بل كانت مشروعًا فكريًا وأمنيًا متكاملًا يهدف إلى خلق دولة موازية داخل الدولة، قاعدتها الولاء لا الكفاءة، والانتماء الأيديولوجي لا المواطنة.

وبينما انشغل المشهد اليمني بالحرب والسلاح، ظل الخطر الإخواني الحقيقي كامنًا في بنية الدولة ذاتها، وفي العقول التي صاغتها مدارسهم وجامعاتهم.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks