في ظل توقف الدراسة.. سباق محموم داخل وزارة التربية على حصص الإشراف الخارجية

في وقتٍ تعاني فيه العملية التعليمية من شلل شبه كامل نتيجة الإضرابات الواسعة في المدارس الحكومية، ومع اقتراب موعد الامتحانات الوزارية، تشهد وزارة التربية والتعليم سباقًا غير معلن بين عدد من قياداتها للحصول على فرص سفر إلى الخارج ضمن لجان الإشراف على الامتحانات، في مشهد أثار استياء واسعًا داخل الوسط التربوي.

وقالت مصادر مطلعة في الوزارة لـصحيفة عدن الغد، إن عدد من المسئولين دخلوا في منافسة شديدة لترشيح أنفسهم ضمن الوفود التي ستشرف على الامتحانات خارج اليمن، رغم أن غالبية هذه الأسماء تتكرر سنويًا، في ظل تغييب ممنهج لعشرات الكوادر المؤهلة، وانتهاك واضح لمبدأ تكافؤ الفرص.

المثير في الأمر، بحسب المصادر، أن هذه التحركات تتزامن مع تعميم حكومي صريح من رئيس مجلس الوزراء يمنع سفر القيادات والمسؤولين في هذه الفترة إلا للضرورة القصوى، ومع ذلك، يلجأ بعض المعنيين إلى التحايل على القرار باستخدام جوازات سفر شخصية، والتنسيق خارج المسارات الرسمية.

ووصف مراقبون هذا التصرّف بأنه “تحايل مؤسسي على القانون” وعبث إداري يتنافى مع المسؤولية، لا سيما في ظل حالة الإرباك التي تعيشها المدارس، والتخوف العام من فقدان الطلاب لعامهم الدراسي دون إنقاذ.

واعتبر تربويون أن انشغال الوزارة بمسألة السفر، في وقتٍ يواجه فيه مئات الآلاف من الطلاب الغموض بشأن مستقبلهم الأكاديمي، يكشف غياب الأولويات وابتعاد الوزارة عن هموم الميدان التربوي، مطالبين الجهات الرقابية وهيئة مكافحة الفساد بإجراء تحقيق عاجل في هذه الترشيحات التي أصبحت تُدار بمعايير الولاء لا الكفاءة.

وأشاروا إلى أن أي تفريغ للوزارة من كوادرها القيادية في هذا التوقيت الحرج، دون وجود خطة إسعافية واضحة لمعالجة الأزمة التعليمية، يعد تخليًا عن المسؤولية وخيانة للأمانة، مشددين على ضرورة إيقاف هذه الرحلات العبثية، وإعادة ترتيب بيت الوزارة من الداخل لخدمة مصلحة الطالب قبل كل شيء.