روكب اليوم
Published On 26/10/2025
|آخر تحديث: 18:57 (توقيت مكة)
في مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية في غزة، روى جرّاح الأطفال التركي تانر قماجي، خلال مشاركته في جلسات “محكمة غزة” الرمزية التي اختتمت مساء أمس السبت في إسطنبول، تفاصيل القرار الأكثر قسوة في حياته المهنية.
ويقول الطبيب الجراح: “اضطررنا لاختيار طفل لإجراء عملية وترك آخر للموت، بسبب وجود غرفة عمليات واحدة فقط وسط النقص الحاد في الإمكانات”.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of listوأكد قماجي أن مثل هذا القرار لم يختبره من قبل، واصفا غزة بأنها “جرح في الضمير الإنساني”.
وفي شهادته، وصف الطبيب التركي ما يجري في غزة بأنه ليس حربا ضد فصيل، بل حرب إبادة مكتملة الأركان ضد المدنيين والعائلات، تتخللها انتهاكات صارخة؛ من قتل الأطفال والنساء إلى قصف سيارات الإسعاف، وهدم المستشفيات، ومنع الماء والغذاء والكهرباء عن السكان، مؤكدا أن الصور التي تصل إلى الشاشات لا تعكس إلا أقل من 1% من الواقع المؤلم.
وتأسست “محكمة غزة” في لندن عام 2024 بمبادرة من أكاديميين ومدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات مجتمع مدني، بعد إخفاق المجتمع الدولي في تطبيق القانون الدولي بقطاع غزة.
وشارك في جلساتها عدد من المحامين الدوليين، والصحفيين، ومنصات حقوقية، مثل “وتنس آي” التي أرشفت أكثر من 100 شهادة ودليل رقمي حول الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وقدمت المحكمة الرمزية تقارير مفصلة وثقت أكثر من 250 جريمة بحق الصحفيين، وعمليات قصف ممنهج استهدفت المدنيين والبنى التحتية، بعدما تكشفت حقائق الإبادة الجماعية التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت خلال عامين عن استشهاد 68 ألفًا و519 فلسطينيًا، وإصابة 170 ألفًا و382 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتدمير 90% من المنشآت المدنية في القطاع.
واختتمت “محكمة غزة” جلساتها النهائية بإسطنبول مساء أمس السبت، لتؤكد أهمية المساءلة الدولية وحفظ الأدلة، ومواصلة توثيق المعاناة الفلسطينية، لأن وراء كل رقم قصة ألم تستحق أن تُروى للعالم.
